عشرون عاماً على ثورة الأرز... "صبر وصمود"
14 آذار 2025
15:23
آخر تحديث:14 آذار 202517:01
Article Content
تحملُ ذكرى 14 آذار هذا العام دلالات رمزية من حيثُ المستجدّات الجوهريّة التي طرأت على المشهد الداخلي والإقليمي على حد سواء. عشرون عاماً على "ثورة الأرز"، مرّت بصبرٍ وصمود، توالت الأحداث على لبنان والمنطقة، اضمحلّ الأمل مرّات ومرّات، إلى أن انتصرت عدالة الأرض، فتحقق الهدف المنشود وسقطَ النظام الذي نكّل بشعبين وقتّل أبرياء.
يُعدّ 14 آذار يوماً مجيداً في تاريخ لبنان، يومَ صدحت أصوات الحرية وتغلّبت على أصوات النشاز، يومَ سقطت الحواجز وعاشَ الحلم الذي كان مشروعَ حياة في دولة حرّة، مستقلة وسيادية.
ثورة الاستقلال التي ولدت من مسار تاريخي وسياسي طويل، بدت ملامحه تتكشف عقبَ سلسلة أزمات دمّرت كيان الدولة، فأُنجز الاستحقاق الرئاسي وتشكّلت الحكومة الجديدة، وأُعيد الأمل إلى اللبنانيين بحياةٍ أفضل ومستقبل مُشرق، دخل لبنان مرحلة جديدة لتعيده إلى سابق عهده.
أقبلت ذكرى الرابع عشر من آذار هذا العام بأمل كبير رغم التحديات.. فالتحدي السياسي الذي رزح تحته لبنان طوال تلك السنوات لم يكن سهلاً، فكان وجودياً، يمس هوية لبنان ووحدته وقراره السياسي المستقل والحر. ومع سقوط نظام الطغيان، الذي تحررنا من وصايته ومن نظامه الأمني، والذي كان الحزب التقدمي الإشتراكي رأس الحربة في محاربته آنذاك منذ اندلاع الثورة وصولاً إلى خروج آخر جنديّ سوري من الأراضي اللّبنانية.
يُمكن القول إن الحلم الذي حلمَ به كلّ من آمن بثورة الأرز قبل 20 عاماً بدأ يتحقق اليوم، لكن لا يزال في بدايته، فآلية الحكم التي ينتهجها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ومجلس الوزراء، تعكس بداية مشجعة بإمكانية بناء دولة مؤسسات، بحيث يبقى الأهم اليوم بناء دولة المؤسسات القادرة على الحكم، وبناء لبنان المستقبل الأفضل.
هذا العام تحلّ الذكرتان بنكهة جديدة، ففي 16 آذار دخلوا على دماء كمال جنبلاط، وفي 14 آذار أخرجهم الشعب اللبناني على دماء رفيق الحريري.
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.