نهاية السجن الكبير
14 آذار 2025
10:38
آخر تحديث:23 نيسان 202511:13
Article Content
تجيء ذكرى استشهاد المعلم كمال جنبلاط هذا العام على وقع خلاص سوريا والمنطقة من النظام الذي جثم على صدور السوريين واللبنانيين أكثر من خمسة عقود. وتتحول الذكرى الثامنة والأربعين إلى محطة سياسية نشهد فيها نهاية السجن الكبير، وزوال السجان الذي ظن في لحظة من الجبروت أن رصاصات الغدر قادرة على انهاء مشروع كمال جنبلاط الوطني ووضع بلاد الارز في جيبه. تأتي الذكرى هذه لتشهد أيضاً على ولادة الفرصة التي لطالما تطلع اليها كمال جنبلاط من اجل بلد سيد وحر ومستقل. كما تأتي لتأكيد صلاحية النموذج الذي كان يمثله هذا الرجل الكبير في العمل السياسي، نموذج رجل الدولة، الذي يتمتع بالرؤية والقدرة على مخاطبة الناس وكسب ثقتهم، نموذج السياسي الذي يعيد السياسة إلى أصلها ومقاصدها في خدمة الناس وتأمين عيش كريم ولائق لهم. نموذج السياسي الذي لا تغيب المبادئ عن ممارساته السياسية، فالشخص بنظر كمال جنبلاط، لا يمكن ان ينفصل عن المبدأ، ولا يمكن ان ينفصل المبدأ عنه.
ذكرى السادس عشر من آذار هذا العام، ترتقي إلى مستوى الحدث الذي يبشر بالقيامة الجديدة للشعبين اللبناني والسوري، بعد رحيل السجان وزوال سجنه. في هذه الذكرى، تتجدد الثقة الشعبية التي اعطيت لهذه العائلة منذ ثلاثماية عام، فيسير حامل الشعلة تيمور جنبلاط نحو المستقبل حاملاً إرث العائلة الكبير، فيما ينتظر السجان في قبره وخليفته الهارب اللاجىء حكم العدالة بعد أن قال الشعب السوري كلمته ومضى إلى الحرية. في هذا الحدث الاستثنائي، ينبعث مشروع كمال جنبلاط الإنساني والتقدمي، فيما السجان وحزبه البعثي يذهبان إلى مزبلة التاريخ. في هذه الذكرى يعبر الحزب وجماهيره الجسر إلى الشرق الجديد، وقبلتهم فلسطين التي ما غابت يوماً عن فكر كمال جنبلاط وقلبه وروحه، يعبرون إلى الشرق الذي ناضل فيه وليد جنبلاط من موقع الايمان برسالة المعلم والوفاء لها، والحفاظ على المختارة ودورها العربي والاسلامي.
وفي نهاية اليوم الكبير المنتظر، ربما سيراجع حسابه من ظن أن بامكانه ان ينتزع من وليد جنبلاط، ما عجزت عنه حكومة مناحيم بيغن حين طوق قصر المختارة عام ١٩٨٢ بأرتال المدرعات وعشرات الجنود. اما الطامحون بأخذ طائفة الموحدين الدروز إلى فضاء غير فضائها الطبيعي فإنهم سرعان ما سيدركون عقم الاوهام وأن الطائفة لن تكون إلا في الجانب الصحيح من التاريخ.
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.