وحدة الرؤيا
11 آذار 2025
14:26
Article Content
كثيراً ما يتنافس اللبنانيون بمختلف أعمارهم وأفكارهم ومنابتهم وحاجاتهم وآمالهم حول مستقبل البلد الذي ورثوه مزدهراً مصاناً طموحاً لآمالهم ومخققاً لآلامهم، وإذ تتعدد طرائف التنافس في وسائل التواصل والحلقات الضيقة التي تزخر بها البلدات المتواضعة في جميع البقاع اللبنانية وتكثرُ في بيروت أم المدائن والشرائع، وينبري العديد من العقول النيرة والأقلام الجريئة بصياغاتٍ للوحدة والإنطلاق من عتمة الدهر بأفكار تحظى بشمولية الفرقاء واحترامهم ولكن آهة حزينة وصرخة عابرة لا تنهض بوطن مرمي بين الردميات في هياكل الأبنية والعقول والآراء الجامعة لكل أحلام لبنان الكبير...
واليوم وفيما يبدو من احتضانٍ لأكثر أجناس البشرية فيما يعتبر رد جميل للأبجدية اللبنانية والإرثِ الحضاري لوطن الأرز المبارك بدعوة صادقة للقفز من حفرة السقوط والإستعداد لرسم طريق الخلاص للوطن المعذب بأجياله الشابة وخمائر التاريخ، دعوة تهدف إلى لبننة عربية صادقة بدل التوزع خدماً لمشاريع وأهداف القوميات المتهالكة والأفكار الدارسة فيما يجعلنا كلبنانيين أتباعاً وأنصاراً لحفلة زفاف سلاطين الإستعبداد والسلبطة في تبعيةٍ تتنصل من القيم وتراث المجد الغابر إلى صنّاع مخدرات تسلب عقولنا والناس وتشل من فعاليتنا وتجعلنا صورة قبيحة لشعبٍ جرئ يحفل تاريخه بأروع مشاركات النهضة الإنسانية عامة.
من هذا المنعطف الواضح وبصيص الأمل بالخروج من النفق المظلم بدأت تسري في أدبياتنا وحواراتنا نسمات طرية من الإستجابة للوصفة العالمية فيما الجو يبَشر بالخير وتتقمّص الأحلام في شخصياتِ نذرت نفسها للخدمة العامة وحققت ما كنا نتمناه من استلامِ لمقدرات الوطن بفيضِ من الثقة الشعبية مقابل بحرٍ من العزم والطموح، وهنا النداء إلى أصحاب الرأي والباع في ميادين الفكر والسياسة والرغبة في ختم الجراح أن يَصيغوا برنامجاً للإصلاح أداته العلم والتجربة وغايته الحرية والعدل والمساواة.
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.