فرنجية: مَن مثل كمال جنبلاط لا يرحل
11 آذار 2025
13:15
آخر تحديث:11 آذار 202515:35
Article Content
كتب رئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة في ذكرى 16 آذار:
ليس من السهل اختصار كمال جنبلاط بكلمات فهو إلى كونه شخصية سياسية ووطنية كبيرة فإنّ له تاريخاً حافلاً بالنضال على مدى عشرات السنين وتاريخاً من الالتزام بالعروبة هوية وانتماءً وإيماناً بالقضية الفلسطينية، ليس بالشعارات والخطابات فحسب إنما بمعركة الوعي المقرون بالحرية، "فالحرية والوعي شيء واحد" على ما ورد في أكثر من خطاب أو ندوة له.
وقد شكّلت كتاباته وكتبه وفكره إرثاً حضارياً وثقافياً وفلسفياً بالبعدين الوطني والعروبي على قاعدة الحوار والتلاقي والانفتاح على جميع التيارات الفكرية في العالم.
علمانيته لم تتناقض يوماً مع إيمانه، وإيمانُه لم يتّخذ يوماً شكل الطائفية التي كان ينبذها ويرى فيها تعطيلاً للديمقراطية والتنوّع الذي يُغْني المجتمعات والأوطان. وليس التنوّع الطائفي أو الحزبي فحسب بل التنوّع الثقافي والفكري الذي كان ولا يزال يتميّز به لبنان كما حريّة المعتقد والتعبير.
من مثله لا يرحل بل يبقى مرجعاً سياسيا وثقافيا لكلّ باحث عن معرفة وعن أجوبة تامة، من مثله لا يرحل بل يعود حضوره أقوى زمن ندرة الرجالات. قد نكون اختلفنا في مرحلة واتفقنا في مرحلةٍ أُخرى انما لم يكن اختلافنا الا من منطلق "حق الاختلاف" الذي يرسّخ الديمقراطية ويُغني الحياة السياسية، أمّا الاتفاق فكان عامل تعزيز للوحدة الوطنية واستشراف واحد لمخاطر الانقسامات والتشرذم وضرب صيغة لبنان ما أسّس لعلاقة سياسية وعائلية وتاريخية مستمرة لليوم.
كمال جنبلاط كبير من كبار لبنان الذين رسموا للمؤمنين بالوحدة والحرية والحوار والانفتاح خارطة طريق تصلح لكلّ زمان.
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.