Advertise here

أبو الحسن: علاقتنا مع الكويت وثيقة والأمير صباح من أبرز الحكماء العرب

05 كانون الثاني 2019 20:37:43

خرج من الناس ليطالب بحقوقهم بعدما اكتسب إرثا حزبيا وتجارب سياسية استمرت على مدى 36 عاما عاشها في الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط وكتلة العمل الديموقراطي برئاسة تيمور جنبلاط التي وضعت نصب عينيها البحث في العدالة الاجتماعية والمساواة وحقوق الناس.إنه النائب في البرلمان اللبناني هادي أبو الحسن الذي يقوم حاليا بزيارة إلى الكويت كبادرة شكر وتقدير للجهود التي تقوم بها في مساعدة لبنان والوقوف بجانبه، معتبرا أن بين الكويت ولبنان علاقات متجذرة لا تشوبها شائبة.

وقال ابو الحسن في لقاء خاص مع "الأنباء" ان شعبي البلدين أشقاء في السراء والضراء، كما ان صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد من أبرز الحكماء العرب، ونحن بحاجة إلى قيادات تحذو حذو سموه في مختلف المجالات.

وتحدث ابو الحسن خلال اللقاء عن العديد من الأمور من التجارب الحزبية إلى السياسة المحلية، فالازمة الاقتصادية وعقد القمة العربية الاقتصادية في لبنان، وعودة سورية للجامعة العربية، إلى التأكيد على أهمية المحافظة على اتفاق الطائف ودعوة اللبنانيين إلى الابتعاد عن البدع، وصولا إلى مناشدة اللبنانيين المقيمين في الكويت احترام قانون البلاد والابتعاد عن العمل السياسي..

وفيما يلي التفاصيل:

في البداية، ما مناسبة زيارتكم الى الكويت؟

? الزيارة للتأكيد على التواصل الدائم بيننا وبين الإخوة الكويتيين الذين تربطنا بهم علاقات قوية طيبة على مختلف المستويات، وبالتالي جئنا بداية لشكر الكويت وتوجيه التحية لها ولأهلها على مواقفها المشرفة على كل المستويات بدءا من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والحكومة ومجلس الأمة والمؤسسات وكل الأصدقاء الكويتيين، فما يربط الكويت ولبنان هو علاقة وثيقة ومتجذرة وتعود إلى عقود خلت، وكانت الكويت وتبقى محل تقدير واحترام من كل اللبنانيين نظرا لمواقفها المشرفة انطلاقا من دورها الداعم للتضامن العربي، وموقفها الداعم للقضية الفلسطينية، واحتضانها للبنان في عز أزماته وخصوصا فترة الحرب المشؤومة، ونحن هنا لنوجه الشكر باسم اللقاء الديموقراطي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد بك جنبلاط للكويت لكل ما قدمته للبنان عموما وللجبل خصوصا على كل المستويات السياسية والانمائية، وأؤكد أن جبل لبنان خصوصا ولبنان عموما هو موئل الكويتيين وبلدهم الثاني هم دائما مرحب بهم وبيوتنا بيوتهم، ونحن دائما بانتظارهم، فنحن نعي الظروف التي ألمت بنا وأدت الى تناقص عدد الكويتيين الوافدين الى لبنان الا أنه مهما يكن يبقى لبنان بلد الثقة والاطمئنان ويفتح أبوابه لكل محب وفي مقدمتهم الكويتيون المحبون للبنان.

كيف تصفون العلاقات الكويتية ـ اللبنانية في الوقت الحالي؟

? العلاقات اللبنانية ـ الكويتية جيدة جدا ولا تشوبها شائبة سواء على مستوى علاقة دولة بدولة فهي مميزة، وعلاقة الأخ بأخيه وعلاقة تشابهه الظروف، حيث عانت الكويت ما يعانيه لبنان تماما من مسألة ظلم الجوار والهيمنة ومحاولة السيطرة والاستقواء، ولكن الكويت خرجت متعافية بكل أمن ووحدة وسلام وهذا أمر إيجابي لم يستطع لبنان الوصول إليه حيث مازال يتخبط بأزمات متعددة، أما علاقة الشعبين فهي علاقة أشقاء وأحباء وهناك دائما حالة من التفاعل الايجابي بين الشعبين ونحن نشعر بأن الكويتيين هم أبناء البلد فعلا.

من خلال تواصلكم مع لبنانيي الكويت كيف تنظرون الى التواجد اللبناني في الكويت؟

? ان كان هناك من شكر اضافي يجب أن يوجه الى الكويت فهو لما تقوم به من احتضان للبنانيين المقيمين على أراضيها، وقد التقيت عددا منهم ممن عبر عن شكره وامتنانه لما تقوم به الكويت من تأمين فرص العمل، فالكويت كما معظم دول الخليج تشكل الرئة التي يتنفس منها اللبنانيون اليوم، وهذا نقدره كثيرا خصوصا في ظل تراجع فرص العمل في لبنان.

نبقى في الكويت لنعرف رؤيتكم لدور صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في تعامله مع القضايا بالمنطقة وتحديدا لبنان وحرصه الدائم على استقراره؟

? انا احمل تحية من كل أهل الجبل الى صاحب السمو وفي مقدمتهم رئيسا الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط واللقاء الديموقراطي تيمور جنبلاط، حيث تربطهما علاقة ود واحترام مع سموه، أما عن دوره، فسموه من أبرز حكماء العرب وأحد أهم الشخصيات العربية التي لعبت دورا منذ عقود كثيرة لأجل وحدة الموقف العربي والتضامن العربي وازالة الخلافات والتناقضات العربية، وما زال يلعب هذا الدور المقدر في المنطقة، ولا بد هنا من الاشارة إلى موقف الكويت المشرف من القضية الفلسطينية المحقة ورفض أي تطبيع مع الكيان الغاصب وهذا يدل على القيم الوطنية والعربية والالتزام بالقضايا المحقة والمشروعة وهذا أمر تستحق الكويت وأميرها جزيل الشكر عليه، فنحن بحاجة إلى قادة تحذو حذو سموه.

القمة الاقتصادية

يستعد لبنان لاستضافة القمة العربية الاقتصادية، فماذا تتوقعون من هذه القمة؟

? كل ما يجمعنا ضمن أي اطار على المستوى العربي فهو مرحب به، ونرحب بالإخوة العرب على مختلف مستوياتهم، ولبنان بلدهم الثاني، ولكن تبقى الأمور بنتائجها وخواتيمها ونأمل خيرا من هذه القمة وخصوصا أن هناك العديد من الأزمات السياسية والاقتصادية التي تتخبط بها المنطقة وتحديدا لبنان، الذي نأمل أن ينعكس عقد القمة إيجابا عليه فهو الشقيق الأصغر الذي يحتاج إلى الدعم في هذا المحيط العربي الواسع.

هناك تسريبات عن امكانية تأجيل القمة بسبب عدم تشكيل الحكومة، فهل هذا صحيح؟

? صحيح، لقد سمعنا هذا الكلام ولكن ليس هناك أي توجه حاسم في هذا المجال ولكن هذا سبب اضافي لدعوة كل الفرقاء اللبنانيين للإسراع بتشكيل الحكومة فقد آن الأوان لتشكيلها بعد مرور 8 أشهر على الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

عودة سورية

هل تتوقعون أن تشهد هذه القمة عودة سورية إلى جامعة الدول العربية؟

? هذا موضوع مطروح مجددا له علاقة بكل ما يجري في المنطقة من ترتيبات جديدة على هذا المستوى، وبغض النظر عن انعقاد القمة يبدو أن هناك توجها وإعادة ترتيب للمواقع والمواقف أدت إلى عودة بعض الصلات الديبلوماسية لبعض الدول العربية باتجاه سورية، من المبكر تقييم هذه العملية، فالأمر يحتاج إلى وقت اضافي لتبيان حقيقة ما يجري وكله يأتي في اطار التوقعات.

ولكن كيف تنظرون إلى عودة السفارات الخليجية إلى سورية؟

? لكل بلد عربي خصوصيته وظروفه ويستطيع أن يقدر مصلحته الذاتية، ونحن ننطلق من موقفنا الأساس، كنا ولا زلنا وسنبقى مع الشعب السوري بمطلبه الأساسي من أجل تطوير نمط حياته وتوقه إلى الحرية في التعبير والرأي وإلى الديموقراطية الحقيقية، فلا يجوز أن نخرج عن هذا السياق كحزب يرفع شعار الحرية والديموقراطية ولن نتخلى عن تلك الثوابت، ودعمنا الشعب السوري بضرورة الدفاع عن رأيه وتقرير مصيره، وأن تنبثق السلطة فعلا من إرادة الشعب وليس بفعل أي إرادة أخرى، هذا موقفنا الثابت وللدول العربية حريتها ورأيها.

بالعودة إلى الحكومة اللبنانية نرى أن ولادتها متعثرة جدا فمن وراء ذلك؟

? صحيح وهناك عدة معطيات ولاعبون يسببون بمواقفهم عرقلة في مسألة تشكيل الحكومة ومرد هذا الأمر إلى مسألتين، الاولى أننا نعيش في نظام شئنا أم أبينا ذا تركيبة طائفية، والثانية مراهنة البعض على حسابات خارجية، وبين هذين الحدين تقع المشكلة، فالمطلوب الخروج من تلك الاصطفافات المذهبية واسقاط الحسابات الاقليمية والدولية ويجب أن تكون المصلحة الأولى والاخيرة مصلحة الوطن وأبنائه خصوصا أن هناك أزمة سياسية واقتصادية ومالية واجتماعية على مستوى الداخل والتحديات الاقليمية المحيطة، وأبرزها القضية الفلسطينية ومحاولة تصفية هذه القضية وما لها من تداعيات على دول الجوار وتحديدا لبنان، لذلك على المسؤولين اللبنانيين إدراك تلك المخاطر والانصراف عن الحسابات الصغيرة والنظر الى مصلحة الوطن والشعب اللبناني في ظل تخبط لبنان بأزمة اقتصادية مالية صعبة جدا قد تودي بهيكل الدولة.

أزمة لبنان

قلتم إن الطائفية السياسية أنهكت وشلت لبنان والمسألة تحتاج إلى قرار الشجعان، ما هذا القرار؟ ومن يجب أن يتخذه؟

? كل اللاعبين السياسيين يجب ان يتحلوا بالشجاعة لمصلحة لبنان، فماذا ستفيد كل المكتسبات الذاتية الآنية المذهبية والطائفية إذا خسرنا لبنان فما يفيدنا التضحية لأجل المصلحة الوطنية العليا، فهكذا يجب أن يكون رجال الدولة، ولكن بكل أسف في لبنان نذهب إلى الحسابات الصغيرة وما عزز هذا الأمر هو النظام الانتخابي الأخير الذي يقوم بالشكل على النسبية ولكن المقتل فيه الصوت التفضيلي الذي وضع على أساس طائفي، وبالتالي كل مسؤول سياسي يحاول ارضاء بيئته التي فضلته ودعمته للوصول، فيذهب الاعتبار الوطني أمام الاعتبار الطائفي والمناطقي، ما يعرض المصلحة الوطنية العليا للخطر، وهذا يطرح سؤالا أساسيا حول المصلحة بالاستمرار بهذا القانون الانتخابي في المستقبل، علما انه ممكن أنني استفدت من هذا القانون مناطقيا، ولكننا نضحي بكل مكتسباتنا الذاتية لأجل مصلحة الوطن.

تحدثتم عن الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها جميع اللبنانيين، فإلى أين ستأخذ هذه الأزمة لبنان؟

? حقيقة، إذا لم تكن هناك معالجة جدية ومسؤولة، فإننا نذهب إلى حد المغامرة بالكثير من الأمور، ولكنني لا اعتقد أن اللبنانيين سيسمحون بذلك، فنحن اعتدنا أن نتحدث بواقعية، ويجب أن نقول هنا إن هذا الأمر لن يمس لبنان وسيبقى لؤلؤة في حوض المتوسط ولن نفقد الثقة بوطننا الذي لا يموت، فربما هو يتخبط بالأزمات ولكنه ينهض من جديد، فهذه رسالتنا أيضا لأشقائنا الكويتيين لن نيأس كلبنانيين وانتم لا تيأسوا من بلدكم الثاني لبنان، ولكن رغم ذلك نحن نقول بصراحة وندق جرس الانذار فعلينا سريعا الخروج، ونحن كحزب ولقاء ديموقراطي بدأنا بالضغط وقدمنا مقترحات تقشفية اقتصادية من أجل خفض عجز الموازنة وتصحيح الميزان التجاري والبدء بالسير باتجاه انقاذ الوضع الاقتصادي، وانطلقنا بجولة باتجاه كل القوى السياسية التي ندعوها جميعا لملاقاتنا بمنتصف الطريق من أجل إنقاذ لبنان.

ما أبرز أوجه المبادرة التي توجهتم بها الى القوى السياسية؟

? نعم، هي مبادرة اقتصادية، وكنا قد ناقشنا مع مجموعة أحزاب في المجلس الاقتصادي والاجتماعي الواقع الاقتصادي، وتم اعداد ورقة اقتصادية مشتركة قمنا كلقاء ديموقراطي بإعادة دراستها وأدخلنا عليها تعديلات مرتبطة بوجهة نظرنا لتقييم الوضع الاقتصادي العام، تقوم المقترحات على مرتكزين الأول هو سياسة تقشفية إنقاذية تأخذ بعين الاعتبار ضبط الإنفاق والهدر والفساد، ولا نخجل من قول ان هناك فساد على مستويات معينة في الدولة اللبنانية، وهذا مرده الى عدم المحاسبة بسبب الاعتبارات الطائفية، أما المرتكز الثاني فهو توفير واردات اضافية للخزينة من خلال اعادة النظر بأمور عديدة تحتاج للتشريعات واعادة النظر بالهيكل الضريبي وتشجيع الاستثمار، وإذا ما نجحنا في هذا الامر نستطيع البدء بعملية تدريجية لخفض العجز العام، وهذا لا يتطلب نصوصا ومقترحات فقط بل نية صادقة وإرادة حقيقية وقرار شجعان، لهذا السبب نحن نمد بأيدينا إلى جميع القوى السياسية وننتظر الأجوبة عن تلك المقترحات.

في ظل هذا ماذا عن النفط اللبناني الذي يكاد أن يكون مادة جديدة للتناحر الداخلي ومع الخارج؟

? للأسف، الثروات الوطنية بقدر ما هي نعمة ولكننا في لبنان نتأمل ألا يتحول هذا الامر إلى نقمة، وبطبيعة الحال هناك تقديرات لوجود حقول نفط وغاز، ولكن ما زلنا في عملية الاجراءات ونأمل أن ينضم لبنان إلى الدول النفطية ولكن هذا الموضوع يتطلب تشريعات واجراءات وإصلاحات جدية، وحتى تلك اللحظة ماذا يجب علينا أن نفعل في اقتصاد البلد، لأنه إذا استمررنا على هذا المنوال وتحولنا إلى دولة نفطية ومنتجة للنفط فإنه في ظل الاوضاع التي نعيشها ستستمر الأزمة ولكن على نطاق أوسع على مستوى المحاصصة، لذلك يجب ألا نراهن بحساباتنا على المتوقع بل أن نقوم بحسابات دقيقة في السياسة وإدارة شؤون الناس لأن المراهنات تؤدي إلى الفشل والحسابات الدقيقة يجب ان تكون مبنية على منطق وعلم ورجال أكفاء من أصحاب الأيادي النظيفة.

تناولتم مسالة إدارة أمور الناس، سياسيا كيف تقيمون هذا الأمر في لبنان حاليا؟

? أنا لست متشائما ولكنني واقعي فنحن في لبنان نعيش في اطار نظام وضعنا في محميات طائفية وهي مشكلة أساسية، ولكن المواطنة الحقيقية يجب ان تكون في المقدمة فالشعب اللبناني عانى ما عناه وما زال يعاني وتنتظره أيام صعبة وبالتالي يجب أن نكون أوفياء لهذا الشعب بكل أطيافه فهذا الشعب لم يخذل لبنان أبدا ولم يخذل مسؤوليه، ودائما المسؤولون يحتاجون للشعب، لذلك لا يجب تذكره فقط في الاستحقاقات الانتخابية وإنما يجب أن نكون إلى جانب الناس على كل المستويات، ودعوتنا للسياسيين أن يتواضعوا وأن يكونوا الى جانب الناس وأن تكون الغاية الاساسية المقدسة هي الانسان بغض النظر عن جنسه ولونه ودينه ومعتقده ويجب أن يوضع بعين الاعتبار كيفية توفير العيش الرغيد لهذا المواطن كإنسان.

البرلمان اللبناني

البرلمان جزء أساسي في سير العمل ووضع التشريعات وتحدثتم عن أهميتها في الجانب الاقتصادي، فما مشاريع البرلمان اللبناني خلال المرحلة المقبلة؟

? لو عدنا لمؤتمر "سيدر" لدعم لبنان الذي عقد منذ فترة والذي يؤمل أن تأتي نتيجته أموال بقيمة 11 مليار دولار، سوف تخصص للتنمية، إلا أن المؤتمر مشروط باصلاحات، وبالتالي قمنا في المجلس الحالي بجلسات تشريع الضرورة وانطلقت العملية التشريعية في هذا الشأن، والمشكلة في لبنان اليوم أن المجلس النيابي يقوم بدوره ولكن الحكومة متعثرة، فالنجاح يتطلب تزامنا وتساويا في العمل ما بين المجلس والحكومة، فهنا مشرع ومراقب وهناك جهة تنفيذية تصدر المراسيم التطبيقية وهي غير موجودة في لبنان حاليا، فما النفع إذا أقررنا القوانين دون وجود مراسيم تطبيقية تصدر عن الحكومة، هناك أكثر من 39 قانونا أقرت وتحتاج جميعها الى مراسيم للتطبيق، ولدينا أفكار عديدة وتقدمنا بعدد من الاقتراحات في التكتل الديموقراطي كلها تتعلق بالعدالة الاجتماعية والمساواة وحقوق الناس، وهذه العناوين تم تناولها في برامجنا الانتخابية ونحاول اقرارها بقوانين وسيكون صوتنا مرتفعا في كل محفل وفي المجلس النيابي بالتحديد.

تقولون ان صرف مبالغ مؤتمر "سيدر" مرتبطة بإصلاحات، فهل سيتمكن لبنان من ذلك للاستفادة من هذه المبالغ؟

? نعم بالفعل صرف المبالغ مرتبط باصلاحات بالفعل بدأنا بها كمجلس نواب، ولكنه مرتبط أيضا بالحكومة لذلك نحن نجدد دعوتنا للقيادات اللبنانية بعدم اضاعة هذه الفرصة، فهناك أجل محدد لهذا المؤتمر وإذا لم نسرع بالاجراءات فقد تذهب أموال هذا المؤتمر الذي نعول عليه في دعم الشأن الاقتصادي، فإن لم نهتم نحن بقضايانا كيف نطالب الآخرين بالاهتمام بها؟!

لو انتقلنا بالحديث عنكم شخصيا وحزبيا وانتم لم تصلوا الى مجلس النواب بالبراشوت السياسي وانما استنادا الى رصيد حزبي وشخصي، فما قولكم حيال ذلك؟

? أنا من مدرسة حزبية هي الحزب التقدمي الاشتراكي الذي أسسه الكبير المعلم الشهيد كمال جنبلاط الذي كانت تربطه بالكويت وصاحب السمو علاقات صداقة مميزة، وهو رجل خرج من موروثه الاقطاعي الى رحاب العمل الوطني الإنساني الذي اعتنقناه ونؤمن به، وتجربتي في الحزب تعود لأكثر من 36 عاما قمت خلالها بأدوار عديدة وتدرجت بالمسؤولية، خرجت من بين الناس ولا زلت بين الناس وسأبقى كذلك، وسأبقى مع رفاقي في الكتلة صوت الناس في المجلس النيابي، ونتحسس تماما ما يريده المواطن اللبناني فنحمل وجعه وأنينه ونكون صوته بكل أمانة وثقة، نعمل بشكل كبير على المستوى الاجتماعي وهنا انتهز الفرصة لأشكر مجددا الكويت التي لم تقصر مع لبنان على الاطلاق من خلال المنح والهبات التي تقدمت بها ومن خلال الصندوق الكويتي للتنمية وبتوجيهات صاحب السمو الأمير، ونحن هنا لشكر الكويت على المشاريع التي قدمتها للبنان وللجبل تحديدا خصوصا في قضاء بعبدا والمتن الأعلى على مستوى المياه البلديات والقطاع الصحي ونأمل استمرار هذا الدعم والمؤازرة، خصوصا أن الكويتيين لديهم استثمارات ومساكن في الجبل.

عاصرتم العمل الحزبي والسياسي مع الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديموقراطي مع وليد بك جنبلاط واليوم مع تيمور جنبلاط، فكيف تصف التجربة وهل هناك من اختلاف في التعاطي مع القضايا وفق هذه المراحل؟

? قالها وليد جنبلاط قبلا ومن ثم قالها تيمور جنبلاط "وليد جنبلاط لم يكن كمال جنبلاط وتيمور جنبلاط لن يكون وليد جنبلاط"، فلكل مرحلة لها رجالها ولكل زمن رجاله وهذه الاضافة من خلال ترؤس النائب تيمور جنبلاط للكتلة هي قيمة مضافة للكتلة ولهذا الحزب والتجربة السياسية الغنية، ونعول كثيرا على النائب تيمور جنبلاط نظرا للارث الكبير الذي يحمله ونظرا للقدرة الشخصية المتشكلة من خلال اكتساب علمي ومعرفي أدت إلى تنمية قدراته، ولكننا نؤكد بأننا ما زلنا نعيش في ظل وليد جنبلاط هو الرمز الأساسي والموجه، ونقول ان انطلاقة تيمور جنبلاط ما زالت في بداياتها وعسى أن تستكمل متسارعة في المستقبل الكبير في ظل هذه القامة الوطنية الكبيرة لوالده وليد جنبلاط، ونحن نعول على امكانياته وقدراته وعلى نمط الحداثة والتمرد الموجود في شخصيته وهذه احدى التحديات الشخصية التي تتلخص في العبء الكبير الذي يحمله والواقع الذي يواجهه مقابل نظرته المتمردة على هذا الواقع فهناك نظرة شاب متمرد على كل ما هو موجود في الحياة السياسية سيصل في وقت معين لتسوية ذاتية لتقدير كيفية التعاطي مع تلك المتناقضات، مع الزعامة التقليدية والنمط اليساري التقدمي الذي يعبر عنه الحزب ومع نظرته المستقبلية والواقع الطائفي اللبناني، أعانه الله، سنكون إلى جانبه في السراء والضراء لما فيه مصلحة لبنان.

هل من كلمة أخيرة؟

? أوجهها للبنانيين المقيمين في الكويت: ان الكويت بلدكم الثاني وهي جميلة على كل المستويات، حافظوا عليها والتزموا بقوانينها واحترموا قيادتها، وعلينا ان نحترم سياسة الدولة والابتعاد عن العمل السياسي واحترام النظام والقوانين المرعية الاجراء في الكويت، وأن يقدموا أفضل صورة عن لبنان.

نظرة مستقبلية

قال ابو الحسن انه لا يمكن أن تكون هناك نظرة مستقبلية دون أن تكون هناك جذور ومعرفة للواقع انطلاقا من السياق التاريخي مرورا باليوم وصولا للمستقبل، الشهيد كمال جنبلاط عقب الاستقلال أدرك تماما ما هو مكمن الخلل في النظام اللبناني ألا وهو النظام الطائفي الذي يصنف الناس طائفيا ومذهبيا وهذا أوصلنا لأزمات متعددة أبرزها الفساد، ولهذا السبب قاد الشهيد كمال جنبلاط ثورات للتصحيح الفعلي في عامي 1952 و1958 وقاد بعدها حركة اصلاحية أفرزت البرنامج الاصلاحي للحركة الوطنية وكان يقوم على مبدأ علمنة الدولة وإلغاء الطائفية السياسية وفصل الدين عن الدولة، ولكنه لم يوفق واستهدف في اكثر من مكان، ونحن ما زلنا نحمل نفس التوجه والمشروع مع الاخذ بعين الاعتبار المتغيرات المستجدة، ولكن يجب ان ندرك أنه لا خلاص للبنان إلا بالخروج من الحالة الطائفية والمذهبية، ونحن هنا نريد أن نؤكد أن لبنان لن يحتمل اليوم المراهنات والمغامرات، ونؤكد تمسكنا باتفاق الطائف الذي ربما لا يكون مثاليا إلا أنه أفضل الممكن وهو التسوية المقدرة التي أخرجت لبنان من أتون الحرب المشؤومة وأعاد انتظام عملية الدولة في لبنان، ولذلك نحن نتمسك به وندعو الى الابتعاد عن البدع الجديدة ومحاولة تجاوز اتفاق الطائف الذي يبقى أساسا في الوقت الحاضر لحين الوصول إلى أمور مستقرة نبحث فيها كلبنانيين كيفية تطوير نظام سياسي يقوم على مبدأ الدولة المدنية.