وأرضنا مثل القمر... وأحلى!
09 آذار 2025
18:00
Article Content
حسناً... الحفلُ عامٌ والكلُّ مدعوٌّ، لحضور تنافسٍ جمالي بين الأرضِ وقمرها الوحيد الذي يدور حولها، فمن سيمسكُ بصولجانه ويتربّعُ على عرش المجموعة الشمسية؟.
وإنّ كلَّ ما هو رائعٌ ووسيمٌ وفاتنٌ يُقارن بالقمر، وأرضنا، أيضاً لا تقلّ روعةً... "موطني الجلالُ والجمالُ والسناءُ والبهاءُ"، فإذاً لما التشبيه بالقمرِ لا الأرض!.
لكن لاحظوا هذه المفارقات الطبيعية و"المصطنعة"، الأرضُ كوكبٌ ولها قمرٌ واحدٌ، ويعدُّ جرماً سماوياً لا كوكباً، وهو الأقرب الذي يدور حول محورها عكس عقارب الساعة.
وهو الأكثر ضياءً على سطحها ليلاً، يستمد الضوء من أشعةِ الشمسِ كما الأرضِ، لا كهرباء، بالأمس كان المواطن ينعم بها، والبعض يعلّق على "أعمدة" الدولة، وتعلو الطرقات الأسلاك الكهربائية المتشابكة، لكن بلا " زينة"، أما اليوم الأرض متل القمر "معلّقين" على الطاقةِ الشمسية.
والقمرُ أصغر حجماً من الأرضِ، غير آهلٍ للسكن وزائريه قلائل، رواد الفضاء ورحلات إستكشافية مؤقتة، فلا توطين ولا لجوء ولا حدود موقوتة، ونحن الأرض ما عادت "تساعنا"، بين "الجار قبل الدار" والأجنبي، أستوطن الغريب وطني وأصبحنا "غربيي" أو رحّالة بين لبنان والمهجر.
وهو أقلُّ جاذبيةً منها، لكنه يجعلُ الحياةَ ممكنةً عليها، فجاذبيته تعمل على استقرار تذبذب الأرض حول محورها، مما يؤدي إلى إستقرار المناخ.
لكنّ جاذبيته ليست كافية للعيشِ على سطحه لإنعدام الغلاف الجوي الذي يوفر الرياح والهواء الصالح للتنفّس، مع صعوبة المشي على سطحه، ونحن عنا الهواء "ملوّث" وأحياناً "منطير" من الفرحة وعند إستلام وظيفة أو منصبٍ، والجاذبية لا تكفي لتخلي "أقدامنا" على الأرض.
أما المياهُ على سطحِ القمرِ فهي على هيئةِ ثلوجٍ في الحفرِ المظللة والباردةِ، والمد والجزر ظاهرةٌ طبيعية ناجمةٌ عن تأثيرِ جاذبية القمر، أما أرضنا فهي "تطفو" على المياه الجوفية، الينابيع والأنهار والبحار، ولا زالت المياه مقطوعة أو تشح عند اللبنانيين، بالإضافةِ إلى بعض السدود الفارغة من الماء مليئة بالتكاليف الهائلة ولا من يسددون.
وإن كان القمر شغلَ عشاقه سهراً وغزلاً، لكنَّ العيشَ على سطحه مملٌّ، عنا ال "action داير"، بالزفاف والنجاح والتخرّج وع "صفّة" السيارة وأولوية المرور ... الرصاص الطائش "أولوية"، حتى الطير الطائر والمهاجر و"المارق مرقة" بدنا "نستضيفه".
على الأرض لدينا كلّ شيء وكأنه لا يوجد شيء، لدينا مقومات العيش ولم نهنأ بعيشٍ بمقوماته، وتبحثُ الدراسات عن سبلٍ للعيش على القمرِ، وهو الأصغر حجماً وجاذبيةً ومياه وهواء... من الأرض ومع ذلك نشبّه كلّ ما جميل "متل القمر"، على أملٍ تنقلبُ المعادلة وتصبح "متل الأرض".
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.