جهلٌ أم تشويهٌ للحقائق؟
04 آذار 2025
16:08
Article Content
آمن المعلم كمال جنبلاط بالقيم الإنسانية ومارسها في حياته العملية بكل صدق وتجرّد، واستشهد دفاعاً عن الحق والحرية، وعن سيادة واستقلال لبنان. ودعا الى اعتماد النقد البناء والذاتي كونه ضروري لتطور الحضارة البشرية، كما ونادى بالالتزام بآداب الصحافة كمهنة تهدف الى نقل الحقيقة للقارئ والى توعية الجماهير وترسيخ قيم الحق والعدل والآخاء والشجاعة في نفوسهم، والى التحرّر من الغرضيات والأحقاد والأنانيات.
وبعد استشهاده في السادس عشر من آذار عام 1977 تولى وليد جنبلاط قيادة الحزب، وكان خيرَ من آمن وعمل بفكر كمال جنبلاط في حياته السياسية، وليس غريباً على قامة وطنية وسليل إرث عريق ان يكون بهذه المواصفات، وهو الذي حمى ويحمي لبنان من المخاطر التي واجهها وما زال، وخاصة مواجهة الأفكار الإنعزالية والهدّامة، وطروحات التقوقع والتقسيم. ولنا الشرف ان نكون شهوداً على مسيرة وليد جنبلاط النضالية.
مناسبة الحديث اليوم هي للرد على مغالطات وتجنّي الصحافي رامي نعيم في مقالته المُذيّلة تحت عنوان "جنبلاط وسياسة الخوف مِن وعلى" في صحيفة نداء الوطن تاريخ 4/3/2025. والتي لا تستند بمضمونها الى اي حقيقة او حجة، وتنمُّ إما عن جهلِ كيف يفكّر وليد جنبلاط، وإما عن حقدٍ دفينٍ في بواطن قلب نعيم وفكره ومخيلته العفنة.
وسوف أكون متجرداً، كما دائماً، وأرد بالتفصيل بالوقائع والحقائق على المغالطات التي ساقها في مقالته الصفراء.
المغالطة الأولى: القول "ان وليد جنبلاط يُذعن للخوف"، فنذكِّر نعيم بان وليد جنبلاط ومنذ توليه القيادة، لم يخف يوماً من قدره الذي آمن به بكل شجاعةٍ وٍقناعة، ويشهد عل ذلك نمط حياته وطريقة عيشه كإنسان مطمئن يتنقل دون مواكب ومرافقين بين الناس بين أهله ومحبيه، وهذا لم يفعله أحدٌ غيره.
المغالطة الثانية: وهي ان "وليد جنبلاط وبعد استشهاد والده ذهب الى سوريا خوفاً على حياته"، وهذا تضليلٌ ماكر وتزييفٌ للتاريخ، أولاً لقد حمى وليد جنبلاط بذلك طائفته من القتل المُحتَّم وهذا فخرٌ لنا جميعاً، ثانياً بذهابه الى سوريا أثبت ويُثبت ان سمّتَه العروبة، وخيارَه الوحيد العمق العربي، وهو لم ولن يُبدِّله بغير خيارات مهما اشتدّت المخاطر وكثرت الإغراءات.
المغالطة الثالثة: وهي القول "بان وليد جنبلاط يخاف على زعامته"، وللتذكير فهذه الزعامة مُعمّدة بالدم من أيام أجداده، ومتجذرة تاريخياً في جبل العزّة والكرامة منذ مئات السنين، ولا تنسى يا هذا بانه سليل الشيخ بشير جنبلاط. اما ذهابه الى سوريا للمباركة لاحمد الشرع، فلتنشيط ذاكرة نعيم نقول ان وليد جنبلاط واجه النظام السوري المجرم في عزّ سطوته بكل جُرأة وثبات، وكان السبّاق في دعم ثورة الشعب السوري ضد نظام آل الأسد البائد. واستطراداً فليصحح نعيم معلوماته فالشيخ موفق طريف هو فلسطيني وليس سورياً.
المغالطة الرابعة: وهي قوله "ان وليد جنبلاط حمل لواء العروبة خوفاً"، وسهى عن باله ان الموحدين الدروز هم عربٌ أقحاح ولا يتنكرون لأصلهم، واجدادهم التنوخيون واللخميون كانوا حماة الثغور منذ قرون.
المغالطة الخامسة: القول "ان وليد جنبلاط استعان بالاسرائيلي على المسيحيين"، فكيف لا يستحي نعيم من تزوير التاريخ، ونسي ان وليد جنبلاط هو من اسقط مع الوطنيين اللبنانيين الأحرار اتفاق السابع عشر من أيار، وتناسى ان انطلاقة المقاومة الوطنية اللبنانية ضد الإحتلال الإسرائيلي كانت من منزل كمال جنبلاط في المصيطبة - بيروت.
بئسَ هذا الزمن الذي اصبح فيه اقزام المستنقعات تتطاول على قامات وطنية وعروبية كوليد جنبلاط، حافظ على لبنان وما زال بصدقٍ وصبرٍ وإيمان، ويواجه اليوم وحيداً المشروع الصهيوني التقسيمي والتفتيتيّ، غير آبه بالخطر الذي يحيط به. فوليد جنبلاط ينشد شِعرَ والده، ونحن أيضاً ننشد معه: " أموت ولا أموت فلا أبالي فهذا العمر من نسجِ الخيالِ".
وللقيمين على نداء الوطن نسأل، كيف يسمحون لهذه المغالطات وهذا التزوير ان ينشر في صحيفتكم؟ هذا لا يليق بكم، ويسحب عن الصحيفة مصداقيتها. نحن نؤمن بحرية الرأي والتعبير، شرط ان يكون صادقاً ومهنياً ومسؤولاً، أما التلفيق والتضليل والكذب والإفتراء فهذا غير مقبول وغير مسموح. الرجوع عن الخطأ فضيلة، أما التماهي معه فرذيلة.
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.