Advertise here

لبنان يواجه حروباً جديدة... وماذا بعد العقوبات على مصرف لبناني؟

30 آب 2019 09:19:25

هل دخل لبنان نوعاً من أنواع الحروب الجديدة؟ السؤال أصبح ضرورياً في ظل الحملات والاعتداءات الإسرائيلية، والتي دعّمت بالأمس بفرض عقوباتٍ أميركية على مصرفٍ لبناني. وخلفية طرح السؤال تأتي بعد كلام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي حذر حزب الله وإيران ولبنان من تخزين الصواريخ الدقيقة، وهو الذي يشكّل تحولاً خطيراً على صعيد التوتر بين إسرائيل وحزب الله. فنتنياهو قال إن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي أمام امتلاك حزب الله لصواريخ دقيقة ضدها. وتوجّه إلى حزب الله بالقول: "ديروا بالكم". نتنياهو قال ذلك بعد كشف الجيش الاسرائيلي عن مسؤولين إيرانيين يقيمون في لبنان لهم علاقة بتطوير الصواريخ الدقيقة.

الإعلان الإسرائيلي يؤشر الى التصعيد المحتمل، خاصةً وأنه يأتي في ظل بحث حزب الله عن كيفية الرد على الضربة التي تعرّض لها في الضاحية. وهو ما يعني بأن إسرائيل تريد إحراج الحزب ولبنان بالقول بأنهم هم الذين خرقوا القرارات الدولية والقرار 1701 بامتلاك أسلحة تشكل تهديداً لإسرائيل.

ولكن الأخطر من ذلك هو أن يكون هدف الإعلان الإسرائيلي هو التمهيد لشن ضربات على أهداف لحزب الله داخل لبنان، ما يعني تنفيذ إسرائيل لضربات، أي كما كانت تفعل منذ فترة في سوريا. وهو ما قد يؤدي إلى زيادة منسوب التوتر.

التصعيد الإسرائيلي قابلته خطوةٌ أميركية معززة بمواقف لوزارة الخارجية، وموقف مستشار الأمن القومي جون بولتون تعليقاً على إدراج الخزانة الأميركية مصرف "جمّال ترست بنك" على لائحة العقوبات، بسبب تعامله مع حزب الله، وتسهيل أنشطة الحزب المالية. المواقف السياسية التي أطلقت على خلفية هذا الاجراء وترحيب نتنياهو به، قد تؤشر إلى المزيد من التصعيد في المرحلة المقبلة، خاصة وأن بيان وزارة الخزانة الأميركية تضمن تقديماً للأسباب الموجبة التي دفعت إلى اتخاذ هذا القرار، وذلك بسبب قيام المصرف بتيسير الأنشطة المصرفية لشخصيات وكيانات تابعة لحزب الله، مثل مؤسّسة القرض الحسن ومؤسسة الشهداء، بالإضافة إلى خدمات يقدّمها إلى المجلس التنفيذي للحزب.
 
ويذكر التقرير أن "حزب الله" استخدم حسابات في المصرف لدفع رواتب عملائه وعائلاتهم، كما حاول إخفاء علاقته المصرفية مع العديد من فروع مؤسّسة "شهداء" المملوكة من الحزب بالكامل. 

ويشير التقرير إلى أنه عند فتح الحسابات الشخصية في المصرف عرّف مسؤولو القرض الحسن عن أنفسهم بوضوح كأعضاء بارزين في "حزب الله". كما قام جمّال ترست بنك بتسهيل استخدام هذه الحسابات لممارسة الأعمال نيابةً عن مؤسسة القرض الحسن، وهذا يعد بحسب التقرير "تنسيقاً عميقاً بين حزب الله وجمّال ترست بنك.