برعاية رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط ممثلاً بعضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور، أقام صندوق دعم المريض "لمعة حياة" حفل الغداء الخيري السنوي في حاصبيا، بحضور حشد كبير من الخيرين.

كما حضر النائب أنور محمد الخليل ممثلًا بالدكتور أمين شميس الحمرا، النائب قاسم هاشم، ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز ممثلا بالشيخ وسام سليقا، المطران الياس كفوري ممثلا بالأب إميل حداد، مفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي حسن دلة ممثلا بالشيخ مسعد نجم إمام مسجد حاصبيا، الشيخ فريد الخليل ممثلا بالأستاذ كمال أبو غيدا، الشيخ بشير فندي شجاع، الشيخ حسان جنبلاط، الشيخ أسعد سرحال، الشيخ فادي العطار، غسان قنتيس ممثلا بالسيدة ليلى قنتيس، عضو المجلس الشرعي الإسلامي الحاج نزيه حمد ممثلا بالاستاذ عبد الرحمن حمد، قائمقام حاصبيا رواد سلوم، مدير الطرق في وزارة الأشغال المهندس حسام يوسف، أمين عام الحزب الديمقراطي اللبناني البروفيسور وسام شروف، رئيس إتحاد بلديات الحاصباني السيد سامي الصفدي، رئيس بلدية حاصبيا السيد لبيب الحمرا، عضو المركز التربوي للبحوث والإنماء أكرم سابق، أعضاء المجلس المذهبي، مدراء الثانويات والمعاهد ودار المعلمين والمدارس، وكيل داخلية حاصبيا - مرجعيون سامر الكاخي، رئيس دائرة حاصبيا- مرجعيون في الحزب الديمقراطي اللبناني رواد الشوفي، ممثل الحزب السوري القومي ربيع ذياب، وكيل الداخلية الأسبق سمير علوان، رؤساء البلديات والمخاتير وأعضاء المجالس البلدية، مسؤولي الجمعيات والأندية، جهاز وكالة الداخلية ومدراء الفروع والإتحاد النسائي التقدمي ومنظمة الشباب التقدمي وجمعية الكشاف التقدمي وعدد من الشخصيات وأهالي.

بداية رحّب أمين سر وكالة داخلية حاصبيا- مرجعيون طاهر حديفة بالحضور شاكرًا نية العطاء المتجذّرة في النفوس".

ثم كانت كلمة لجمعية" لمعة حياة" ألقاها رئيس الجمعية دكتور محمد مكنّا، فقال: "نأمل أن يهلّ شهر الخير والبركات حاملًا معه الأمن والأمان والوفرّة على الوطن في عهد جديد وحكومة موثوقة قادرة على توفير فرص النجاة للنهوض ببلدنا من بين الركام".

وأكد ان "لبنان لا يمكن أن يعيش ويستمر بجناح دون الآخر، لبنان يستمر ويقوى بجناحيه المسلّم والمسيحي مكبرًا مع الصليب ومرتلًا مع الهلال رغم أنوف من يلعبون بالنار".

أضاف: "الأهم من كل ذلك هو الفخر الذي نشعر به كحزب تقدمي إشتراكي، هو تلك الحكمة المتنقلة ما بين الزوايا، تدورها وتنقلها من حفافي النهر إلى ضفاف آمنة مفضلة مصلحة البلد على باقي الأمور وعنيت بكلامي الرئيس وليد جنبلاط الذي نحتاج ربما الكثير من الوقت لنواكب طريقة تفكيره التي تقرّب وجهات النظر ما بين كافة الأفرقاء وتُجنب البلد مطبات وأفخاخ كافية للإطاحة بالسلم الأهلي، وكلنا أمل بأن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط سيتابع بدقة ومسؤولية الملفات المنوطة بالإصلاحات مع نواب "اللقاء".

وأضاف قائلا: "أيها الأفاضل والفاضلات، نحن من رفع بيارق التغيير، نحن من نحمل مشعلنا ونسير عابرين جسر الحياة إلى الموت شهداء أحرار. مسيرتنا كانت وما تزال وستبقى درب طويل من نضال الكمال، بين الفكر والممارسة مسافة لا يطويها إلا الراسخ في الإنتماء إلى مدرسة الفكر التقدّمي. نحن شركاء في النعمة والبركات التي يمنحها الله تعالى لعبّاده عندما نعطي لهم.

نحن شركاء بالإنسانية، بالمحبة، بالتعاضّد، بالتفقّد، بالسؤال عن أحوال القريب والبعيد، المريض والمحتاج، القوي والضعيف، تفقدوا بعضكم وكونوا ذوات رحمة، ما قيمتنا إن لم نعطي بقلب كبير ويد ثابتة. 

نحن شركاء مؤتمنين على إخوتنا في الإنسانية فلم لا نرعى تلك الأمانة بقلوبنا وبمحبة. نحن ما اجتمعنا صدفة، لا نحن دُعّاة سلام ودُعّاة خير، نحن رسّل لمعة حياة لمن يستحقها، نعطي قدر الإمكان والمستطاع، بفضلكم وبفضل أيديكم المزّهرة".

وختم موجها الشكر للنائب وائل أبو فاعور الذي يواكب عمل الصندوق حاملا همّ منطقتي راشيا وحاصبيا.

أبو فاعور

وكانت كلمة لأبو فاعور قال فيها: "بدايةً، من عادة حاصبيا وقضائها أن تحتشد خلف الخير، ومن عادة العرقوب والجنوب بشكل عام أن يحتشدوا خلف الخير. حاصبيا والعرقوب احتشدوا خلف فكرة العدالة الاجتماعية وكمال جنبلاط، وحاصبيا احتشدت خلف الحق الفلسطيني مع كمال جنبلاط والثورة الفلسطينية، وحاصبيا احتشدت خلف مشروع التغيير الديمقراطي الذي قاده كمال جنبلاط، حاصبيا احتشدت إلى جانب عروبة لبنان، وحاصبيا احتشدت إلى جانب المصالحة في رحلة المصالحة التي أطلقها وليد جنبلاط والمغفور له البطريرك صفير، وحاصبيا احتشدت خلف خيار الحرية والسيادة والاستقلال في 2005 بعد استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وحاصبيا احتشدت في كل المهمات والملمات إلى جانب الحق والعدالة، وإلى جانب الخيار السياسي الذي يمثله الحزب التقدمي الاشتراكي. حاصبيا اليوم تحتشد خلف الخير وإرادة الخير وفعل الخير وتعبير عن الإرادة بما سمعناه وبما نسمعه وعشناه على مدى كل السنوات الماضية."

وتابع أبو فاعور"منذ أُطلقت هذه المبادرة، مبادرة صندوق دعم المريض في منطقة حاصبيا، وهي تسبح في بحر من الاحتضان الاجتماعي، وتسبح في بحر من الإرادة الخيّرة التي يتم التعبير عنها في كل عام."، مشدداً على "أننا لا نرتقي لأن نقوم مقام الدولة، لا نطمح بأن نقوم مقام الدولة ولا نستطيع، لا نحن ولا غيرنا، أن نقوم مقام الدولة. الدولة مقام لا يقوم مقامها أحد. هل سيستطيع أحد أن يقوم مقام الدولة في الأمن والتعليم والطبابة وغيرها؟".

وكشف أبو فاعور عن مساعدات ستصل إلى مستشفى حاصبيا من مجلس الإنماء والإعمار من قبل الصندوق العربي الأسبوع القادم، مؤكداً أن "هذه المساعدات تكفي مقام 10 مبادرات مثل المبادرة التي نقوم بها، هذا طبعًا لا يقلل من إرادة الخير أو الجهد الذي نراه من المتبرعين كبارًا وصغارًا الذين قاموا بدعم هذه المبادرة، لكنهم وضعوا ثقتهم بالحزب التقدمي الاشتراكي في منطقة حاصبيا في أمانته على هذا الخير كي يُرافقه في المكان الصحيح".

وتمنى أبو فاعور قائلا "أتمنى وبكل قناعة أن ما نقوم به يستطيع أن يبلسم بعض الجراح ويُسهم في بعض الشفاء." 

وقال: "لذلك، لدينا أمل كبير جدًا بهذه الانطلاقة الجديدة لعهد جوزيف عون وحكومة الرئيس تمام سلام، بأنها سترى الإطار السليم والانطلاقة السليمة لأجل قيام الدولة مجددًا، ولأجل وقف الدولة على رجليها مجددًا كي تقوم بواجباتها ووظيفتها الأساسية، وتحديدًا الاجتماعية والصحية، بما يرفع عن كاهلها وكاهلكم هذا العبء الذي تحملونه مع وليد جنبلاط في كل الرعاية الصحية التي نقوم بها، والتي ساعدت وأعانت مؤقتًا وجزئيًا من يدخل المستشفيات. الشكر لجميع المتبرعين والمتبرعات، وشكرًا لحضوركم جميعًا."

وأردف "هذا النشاط اليوم، وبعد أن توقفت الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان، التي لم تكن فقط حاضرة في الجنوب، وإنما كانت حربًا على كل اللبنانيين على كافة المستويات"، موجهاً التحية للجنوبيين والشهداء الذين هم شهداء كل لبنان، والتحية للأسرى الذين نصر على تحريرهم، التحية لكل من عانى نتيجة هذه الظروف.

وأشار الى أن "حاصبيا والعرقوب أيضًا من المناطق المتضررة التي عانت ودفعت الكثير من الأثمان. أؤكد أن الخروج من الحرب يجب أن يكون بالدخول إلى دولة جامعة، في دولة تحتضن الجميع، في دولة يسلم الجميع بحقها في احتكار كل الصلاحيات والمسؤوليات السياسية."

وتابع "أتمنى أن تكون هذه الحرب خاتمةً لكل ما عشناه سابقًا من محاولة الاختلاف الداخلي أو النزاع الداخلي أو مقاسمة أي طرف الدولة في صلاحياتها. لا يستطيع أي طرف مقاسمة الدولة بأي من صلاحياتها، ولا يجب مقاسمة أي طرف سياسي في مسألة احتكار حمل السلاح، ولا يجب مقاسمتها في صلاحياتها السيادية في عقد التحالفات وصياغة التفاهمات والعلاقات الخارجية. هذا الأمر محصور بالدولة، ويجب أن تتمسك به الدولة، وأن لا نسمح بأن يتطلع أحد لمشاركتها هذه الصلاحيات."

وأكمل أبو فاعور "نأمل بعد الحرب الإسرائيلية المجرمة أن تكون الأولويات الوطنية واضحة: أولًا، تحرير ما تبقى من أراضٍ محتلة. وهذه الأراضي المحتلة لا تعني طرفًا بعينه أو طائفة بعينها أو حزبًا بعينه، هي تعني كل اللبنانيين. ومفهوم السيادة لا يتجزأ. والأولوية الثانية، استعادة الأسرى، وهم أسرى كل اللبنانيين. والأولوية الثالثة، قيام الدولة والوقوف على رجليها واحتكارها لقرار الحرب والسلم، وتطبيق اتفاق الطائف في حصرية السلاح لدى الدولة، وتطبيق اتفاق الطائف في بسط سلطة الدولة اللبنانية على كل أراضيها." مشدداً على أن "عندما يُؤخذ قرار الحرب، يكون عبر مؤسساتها الدستورية، مؤسساتها الجامعة التي تعبر عن خلاصة مواقف اللبنانيين في مؤسساتهم الشرعية والدستورية."

وقال "هذه المناسبة أيضًا والحضور في حاصبيا لها أبعاد تاريخية في تاريخ حاصبيا. وهذه المناسبة تأكيدٌ على علاقة الحزب التقدمي الاشتراكي بمنطقة حاصبيا، هذه العلاقة التاريخية التي بدأت مع كمال جنبلاط واستمرت مع وليد جنبلاط وتستمر اليوم مع تيمور جنبلاط. أنني في هذه المناسبة أقول: جاء السادس عشر من آذار مختلفًا عن كل ما سبقه من مناسبات سابقة، التي اعتدنا فيها الوفاء لكمال جنبلاط. كمال جنبلاط الذي كتب أهلنا وحزبنا وشعبنا وجماهيرنا تحت صورته في السادس عشر من آذار عام 1977، سيبقى فينا وينتصر. قد وعينا على هذه الصورة في قلوبنا وفي صدور بيوتنا. من منا لم يعرف صورة كمال جنبلاط؟ سيبقى فينا وينتصر. واليوم دارت الأيام والزمن دورته، بقي فينا كمال جنبلاط وانتصر. بقي فينا كمال جنبلاط وسقط نظام الأسد، وبقي فينا كمال جنبلاط وسقط السجن العربي الكبير، وبقي فينا كمال جنبلاط وانتصرت تلك الفكرة الحرة الرشيقة الطليقة التي عبر عن كمال جنبلاط. اليوم نعرف لماذا سار كمال جنبلاط إلى شهادته هادئًا ومطمئنًا، وخاسئًا بالموت، لأنه كان يعلم مهما طال الزمن، هذه الفكرة ستنتصر، وهذا لبنان العربي السيد الديمقراطي سوف ينتصر."

وأشار أبو فاعور الى انه لن نرى تعويضًا أفضل من التعويض الذي نراه اليوم، عندما نرى ضريح كمال جنبلاط ورفيق الحريري ورينيه معوض وأضرحة كل الشهداء في كل لبنان تنثر الورد بالشرف، والوفاء، والمحبة، بالشرفاء من أمثالكم، ونرى قبور الطغاة تداس بالأقدام في سوريا ولا يوجد أحد يدافع عنها، بينما أضرحة شهدائنا تصان بالأرواح والأفديّة، و بالعواطف والمحبة.

وختم أبو فاعور: "لذا، موعدنا معكم في السادس عشر من آذار، يا أهل حاصبيا والعرقوب والجنوب، موعدنا معكم وموعد كمال جنبلاط معكم كبيرًا وصغيرًا في السادس عشر من آذار، لنؤكد فروض الوفاء لكمال جنبلاط، ونؤكد فروض المحبة والعرفان لوليد جنبلاط، وليد جنبلاط الذي حمل كل هذا الجمر على مر هذه السنوات وسقى بنا في كل هذه السنوات إلى أن أوصلنا إلى بر الأمان، وإلى يوم نقول فيه: كمال جنبلاط بقي فينا وانتصر. موعدنا في السادس عشر من آذار، حين نلتقي معكم لنجدد فروض العهد لتيمور جنبلاط، بأن نسير معه في هذه المسيرة الوطنية والعربية لأجل لبنان، ولأجل الفكرة في الدنيا العرب. شكرًا لكم على هذه المحبة، وشكرًا لكم على هذه الثقة والتقديمات الخيرة والكريمة، ونأمل أن تكون هذه المبادرات الخيرة دائمة ومستمرة من أجل أبناء حاصبيا. وأنقل لكم باسم رئيس الحزب واللقاء الديمقراطي الرفيق تيمور جنبلاط محبته لحاصبيا، وتقديره لأهل حاصبيا والعرقوب والجنوب واهتمامه بهذه المنطقة وعقله أن تبقى المنطقة في عينه وقلبه ووجدانه."