نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية مقالاً أشارت فيه إلى أنّ حرب الظلّ بين إسرائيل وإيران تتوسّع، وذلك بعد سلسلة من الغارات الإسرائيلية التي استهدفت العراق وسوريا وصولاً الى حادثة الطائرتين المسيرتين في الضاحية الجنوبية، في الأسابيع الأخيرة.

ورأت الصحيفة أنّ إسرائيل أرادت منع إيران من تزويد حلفائها بصواريخ موجهة بدقة وبطائرات بدون طيار وغيرها من الأسلحة المتطورة التي يمكنها مواجهة الدفاعات الإسرائيلية. وبحسب الصحيفة، فإنّ إسرائيل تتهم إيران بمحاولة إنشاء خط إمداد أسلحة بري عبر العراق وشمال سوريا وصولاً إلى لبنان، وهي لن تقبل بنشر الصواريخ الذكية مقابل الحدود المحتلة.
وفي هذا السياق، علّقت الرئيسة السابقة لوحدة الأبحاث بالموساد سيما شاين بالقول: " تبني إيران شيئًا ما هنا في المنطقة وما تغيّر هو أن العملية وصلت إلى مستوى يتعين فيها على إسرائيل أن تتصرف بشكل مختلف".

 من جهتها، قالت المحللة بمعهد الشرق الأوسط ومقرّه في واشنطن رندة سليم: "لقد وسعت إسرائيل بنك أهدافها، ولم يعد الأمر يتعلق بالوجود الإيراني في سوريا، بل بشبكة إيران في المنطقة".

وقدّرت الصحيفة أنّ "حزب الله" يمتلك ترسانة صاروخية تضمّ 100 ألف صاروخ، ولفتت الى أنّ إيران عزّزت شبكتها الإقليمية من خلال توفير الأسلحة والخبرات للحوثيين في اليمن.
ورأت الصحيفة أنّ حياة المقاتلين في "حزب الله" اللذين قضيا في سوريا توضح طبيعة الشبكة الإيرانية التي تتخطى الحدود، لا سيما أنهما درسا هندسة الطيران في إيران ثمّ عادا الى لبنان للعمل مع "حزب الله".

وبرأي بعض المحللين، فإنّ اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية أدّى إلى تشديد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لموقفه، كذلك فإنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لا يريد إظهار أي ضعف في الوقت الذي أثّرت العقوبات الأميركية على تمويل الحزب. 

وفي هذا الصدد، قال  أستاذ علم الاجتماع  في الجامعة اللبنانية طلال عتريسي إنه يتوقع أن ينتقم "حزب الله" من إسرائيل كي لا تصبح الهجمات شائعة في لبنان. وتحدث عن الإنتخابات الإسرائيلية المقرر إجراءها في 17 أيلول المقبل ويتعين على نتنياهو أن يظهر أنه يحمي إسرائيل، ولكن إذا لم يكن هناك رد، فسوف يستمر نتنياهو في إظهار ذلك. 

وقال مسؤولون ومحللون إنّ إسرائيل تعمل على منع "حزب الله" من تصنيع صواريخه الموجهة بدقة منذ أوائل عام 2017.