رفض التدخلات الخارجية في الجنوب السوري والسويداء: الدروز جزء لا يتجزأ من أوطانهم
25 شباط 2025
12:57
آخر تحديث:25 شباط 202513:08
Article Content
في ظل التصريحات الأخيرة الصادرة عن رئيس مجلس وزراء الكيان الصهيوني، والتي تحمل تهديدًا وتدخلًا سافرًا في شؤون الجنوب السوري ومحافظة السويداء، نؤكد رفضنا القاطع لأي محاولة لفرض أجندات خارجية على طائفة الموحدين الدروز. إن الحديث عن إقامة كيان منفصل تحت أي مسمى، سواء كدولة مستقلة أو كدويلة جَزْرِيَّة، هو أمر مرفوض مبدئيًا وعقائديًا حتى يوم الدين.
الدروز: نسيج وطني ثابت في سوريا ولبنان
لطالما كانت طائفة الموحدين المسلمين الدروز جزءًا أصيلًا من نسيج الأوطان التي ينتمون إليها، فهم سوريون في سوريا، ولبنانيون في لبنان، وعرب في كل بقعة عربية. إن أي محاولة للضغط على قيادات الطائفة، سواء في سوريا أو لبنان، لإنشاء كيان خاص بهم، لن تلقى إلا الرفض القاطع. فالموحدون الدروز ليسوا بحاجة إلى مشاريع تفتيتية تأتي من الخارج، بل هم مؤمنون بدولهم وأوطانهم، ويدافعون عنها كما فعلوا عبر التاريخ.
مواقف مشرفة: سلطان باشا الأطرش وكمال جنبلاط
لم يكن تاريخ الموحدين الدروز إلا نضالًا مشرفًا في سبيل الوحدة الوطنية والاستقلال. وقد قدم القائد الكبير سلطان باشا الأطرش نموذجًا خالدًا في مقاومة الاحتلال والدفاع عن استقلال سوريا، حين قاد الثورة السورية الكبرى ضد المستعمر الفرنسي، رافعًا شعار "الدين لله والوطن للجميع".
أما في لبنان، فقد كان الزعيم الوطني كمال بيك جنبلاط رمزًا للعروبة، مدافعًا شرسًا عن القضية الفلسطينية، وعن وحدة لبنان واستقلاله، ورافضًا لأي مشاريع تقسيمية تهدف إلى إضعاف الأمة العربية.
مواقف القيادات السياسية الحالية
اليوم، يواصل الزعيمان وليد جنبلاط وطلال أرسلان السير على خطى أسلافهم، مؤكدين على الهوية العربية للطائفة الدرزية، ورافضين أي محاولة لاستدراجها إلى مشاريع طائفية أو انعزالية. كما تقف جميع القيادات الدرزية في سوريا ولبنان موقفًا واحدًا في وجه التدخلات الخارجية، متشبثين بأرضهم وانتمائهم الوطني.
دور المرجعيات الدينية في حماية الهوية الوطنية
إلى جانب الزعامات السياسية، تلعب المرجعيات الدينية دورًا أساسيًا في الحفاظ على وحدة الطائفة الدرزية وهويتها العربية. ويبرز في هذا السياق سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز في لبنان الشيخ الدكتور سامي أبو المنى، وسماحة الشيخ حكمت الهجري في سوريا، وهما من يمثلان الطائفة دينيًا، ويؤكدان باستمرار على وحدة الصف ورفض أي محاولات لزرع الفتن أو استدراج الطائفة إلى مشاريع خارجية.
لقد كانت مواقفهما الوطنية واضحة طوال الفترات الماضية، حيث شددا على ضرورة الحفاظ على وحدة الأوطان، والتشبث بالقيم القومية والعروبية، ورفض التدخلات الخارجية بكل أشكالها. كما عملا على تعزيز التلاحم بين أبناء الطائفة وباقي المكونات الوطنية، مؤكدين أن الموحدين الدروز كانوا وسيظلون جزءًا أساسيًا من النسيج الوطني في سوريا ولبنان.
التأكيد على العروبة والهوية الوطنية
إن الموحدين الدروز في كل الوطن العربي كانوا ولا يزالون في طليعة المدافعين عن استقلال أوطانهم وسيادتها. إن أي محاولة لاستمالتهم إلى مشاريع انفصالية أو تفتيتية لن تمر، لأنهم متجذرون في أرضهم، مرتبطون بوحدة بلادهم، ومؤمنون بعروبتهم.
ختامًا: لا وصاية خارجية على الدروز
نؤكد رفضنا القاطع لأي محاولة للعبث بوحدة الطائفة الدرزية أو استغلالها لتحقيق مصالح خارجية. فالموحدون الدروز ليسوا ورقة بيد أحد، بل هم أصحاب قرارهم، ثابتون في مواقعهم، ومخلصون لأوطانهم حتى النهاية. وكما قال سلطان باشا الأطرش: "نحن لا نركع إلا لله، ولا نقبل الذل من أحد".
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.