Advertise here

بعد مفاجأة ظريف في قمة السبع... هل يلتقي ترامب وروحاني؟

28 آب 2019 06:05:00 - آخر تحديث: 28 تشرين الثاني 2019 13:11:58

اشترط الرئيس الإيراني حسن روحاني، "رفع العقوبات عن إيران" كخطوة أولى لنجاح مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي طرحها في قمة مجموعة السبع، والتي أظهر خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، انفتاحه عليها. وقال في ختام القمة "إنه سيجتمع بنظيره الإيراني لإنهاء الأزمة المرتبطة بأنشطة طهران النووية حين تكون الظروف مناسبة"
إلا أن روحاني، وفي خطاب نقله التلفزيون الحكومي على الهواء مباشرة، قال: "المطلوب رفع جميع العقوبات. عليكم أن ترفعوا جميع العقوبات غير القانونية، وغير العادلة، والخاطئة ضد الأمة الإيرانية". وأضاف: "ينبغي على واشنطن أولاً أن تتحرك برفع كل العقوبات غير المشروعة والظالمة المفروضة على إيران". وأكّد أن بلاده مستعدة دوما للحوار.

تصريح روحاني الذي خصّصه للرد على المبادرة الفرنسية، وتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في اختتام قمة مجموعة السبع التي استضافتها مدينة بياريتس الفرنسية، والتي وصلها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بشكل مفاجئ، وذلك بناءً لدعوة  من وزير الخارجية الفرنسي لمواصلة المشاورات الهاتفية الجارية بين الرئيسين الفرنسي والإيراني.
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن ظريف قوله، "بحثت مع الرئيس الفرنسي ووزير خارجيته بعض القضايا والنقاط التي تحتاج للمزيد من التوضيح أو التفاوض، خاصة القضايا المصرفية والمتعلقة بالنفط".

ونوّه ظريف إلى أنه أجرى، "مباحثات مكثفة في بياريتس، قرابة 4 ساعات، مع وزيري الخارجية والمالية الفرنسيين، ومع الرئيس ماكرون الذي حضر الاجتماع في الساعة الأخيرة"، إضافة الى مباحثات مع مستشار رئيس الوزراء البريطاني، ومستشار المستشارة الألمانية، معرباً عن أمله في أن تكون هذه المباحثات مؤثرة لكي ينفذ الأوروبيون تعهداتهم في إطار الاتفاق النووي.

مصادر فرنسية كشفت أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "يسعى لتحقيق اختراق في الملف الإيراني خلال قمة مجموعة السبع، وأن الرئيس ماكرون قدّم مقترحاً لنظيره الأمريكي دونالد ترامب، والذي يقضي بالسماح لإيران بتصدير نفطها لفترة محددة إلى الهند والصين دون عقوبات، في مقابل وقفها تخصيب اليورانيوم". 

وأوضح الدبلوماسي الفرنسي أن "فرنسا تعمل منذ عدة أسابيع على الخطة، مؤكداً أن واشنطن وباريس تشتركان في نفس المصالح، والتي تتمثل بمنع حصول إيران على القدرة النووية العسكرية، والصاروخية البالستية". 

وبحسب المصدر، "تسمح الخطة الفرنسية لإيران  بتصدير نفطها لفترة محددة في مقابل التزامها الكامل بتنفيذ الاتفاق النووي الموقّع مع مجموعة (5+1) عام 2015، وتخفيض التوترات في الخليج والانفتاح على الحوار". وأشارت المصادر إلى  أن الرئيس ترامب جدّد خلال لقائه ماكرون تأكيده بأنه لا يريد حرباً مع إيران بل اتفاقاً جديداً. وذكر المصدر أن الدبلوماسيين الفرنسيين طرحوا فكرة أن تعفي واشنطن إيران من العقوبات التي تستهدف صادراتها النفطية إلى الهند والصين.

وخلال المؤتمر الصحفي في ختام قمة مجموعة السبع، الذي عقده الرئيسان الفرنسي والأميركي، قال ماكرون "لقد تمكّنا من التوصّل إلى نقاط تقارب حقيقية لم يسبق لها مثيل، وإيجابية للغاية، ما سيتيح لنا المضي قدماً بطريقة مفيدة جداً. وأضاف أن محادثات مجموعة السبع هيأت، "الظروف لعقد اجتماع، وبالتالي اتفاق بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والإيراني حسن روحاني، حول أزمة النووي الإيراني". وعبّر عن الأمل في تنظيم اللقاء، "في الأسابيع المقبلة". لكنه سارع إلى التحذير من أنه، "إذا لم يعمل شيء، فإن الأمور في غاية الهشاشة".

الرئيس الأميركي الذي بدا منفتحاً على مبادرة ماكرون، أشاد بالدور الذي لعبه الرئيس الفرنسي خلال القمة، وقال: "قام بعملٍ رائع، يومان ونصف يوم من وحدة الصف. أود أن أشكرك".

أضاف، "إن المحادثات جارية بالفعل مع بعض الدول لتسهيل تزويد إيران بالنقد مقابل النفط، وذلك للحفاظ على اقتصادها من الانهيار". وقال إن لديه "مشاعر إيجابية حول احتمال التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع طهران. فإيران اليوم  ليست نفس الدولة التي كانت عليها قبل عامين ونصف".

وقال: "أعتقد حقًاً أن إيران يمكن أن تكون أمةً عظيمة، لكن لا يمكنها امتلاك أسلحة نووية"، وأن عليهم أن يكونوا "لاعبين جيدين". وقال ترامب: "إن أي صفقة جديدة يجب أن تشمل عدم حصول إيران على أسلحةٍ نووية أو صواريخ بالستية، وأن تكون لفترة طويلة".

الرئيس الإيراني ردّ على ترامب في تصريحه الذي بثّه التلفزيون الرسمي بقوله، "إن التطورات الإيجابية في أيدي واشنطن. وإذا ما رفعت الولايات المتحدة العقوبات، وخرجت من المسار الخاطئ الذي اختارته، فإننا لن نرى أي تطورات (غير) إيجابية" وطمأن ترامب بقوله، "قلق ترامب الوحيد هو حصول إيران على أسلحة نووية". لكن ليس، "هناك ما يُقلق بشأنه. نحن لا نسعى وراء أسلحة دمار شامل، لا نووية ولا كيمياوية. وليس هذا بسبب عبوسك، أو تحذيراتك، ولكن بسبب عقيدتنا وأخلاقنا، وفتوى القائد الأعلى".

تصريحات روحاني التي قطعت الطريق أمام إيجابية ترامب ومبادرة ماكرون، استكملها وزير خارجيته محمد جواد ظريف من الصين بالقول إن، "ايران ستمضي بالخطوة الثالثة من تقليص التعهدات في الاتفاق النووي في 6 أيلول المقبل".

واعتبر  أن "ما جرى من محادثات بين الأميركيين والفرنسيين هو شأن يخصّهم. ولقد أعلنت خلال زيارتي، ورسمياً، بأنه سوف لن يكون هنالك أي لقاء مع المسؤولين الأميركيين. كما قلنا بأن اللقاء بين الرئيس روحاني وترامب هو امر غير متصور إلى أن تعود أميركا إلى مجموعة "5+1"، وتنفذ الاتفاق النووي. وقبل ذلك لن تكون هنالك مفاوضات ثنائية".

وكان الرئيس الفرنسي قد أعلن أن زعماء دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى اتفقوا على العمل المشترك بشأن إيران، و حدذلك بهدف تهدئة التوتر، وبدء مفاوضات جديدة مع طهران. وقال لمحطة "إل سي إي" التلفزيونية: "اتفقنا على ما نريد قوله بشكلٍ مشترك بشأن إيران. وهناك رسالة من مجموعة السبع بشأن أهدافنا، واشتراكنا فيها أمر مهم، ويجنّبنا انقساماتٍ ستضعف الجميع في نهاية المطاف". وتابع قائلاً: "الجميع يرغب في تجنّب حدوث صراع، والرئيس ترامب واضحٌ تماماً في هذه النقطة".

مصادر متابعة لتطورات الملف النووي الإيراني رأت أن ظروف الحوار الأميركي – الإيراني المباشر حول الملف النووي، وغيره من الملفات، لم تنضج بعد، وأن رهانات الطرفين المتبادلة تتطلب المزيد من الوقت، والمزيد من جولات الاستنزاف. فما تريده أوروبا الواقعة بين فكّي كماشة، يشكّل مادة ابتزاز لطهران ولواشنطن على حدٍ سواء. فترامب المقبل على انتخابات الدورة الثانية لن يقدّم تنازلات لإيران في الوقت الذي يرى فيه أن العقوبات القاسية قد بدأت تفعل فعلها. وبالوقت عينه فإن إيران ليست بحاجة إلى حرق المراحل طالما هي قادرةٌ على الصمود في مواقعها، والوصول إلى المفاوضات من موقع القوة.