هل تسير المنطقة على سجادة ترامب الحمراء إلى الانفجار؟
10 شباط 2025
12:18
آخر تحديث:10 شباط 202512:34
Article Content
لا أحد يمكنه له التكهّن ما ستؤول اليه الأمور في المنطقة، من لبنان إلى سوريا، والعراق، فإيران وصولاً إلى اليمن.. فتحت عنوان رنّان قد يأخذ المنطقة إلى الانفجار الكبير، المستفيد الوحيد منه هي إسرائيل، اقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحويل قطاع غزة إلى "ريفييرا الشرق"، يتضمّن تهجير الفلسطينيين إلى الاردن ومصر وحتى إلى السعودية، الأمر الذي كان محط شجب واستنكار تخطى دول المنطقة إلى معظم دول العالم.
المشهد الواضح حتى الآن ما هو مُعلن بالنسبة للاستيلاء على قطاع غزة لتحويله إلى منطقة سياحية بمواصفات عالمية، ما انعش الحلم الإسرائيلي بالتحرر نهائياً من حل الدولتين، لا بل التوسع، وذلك بعدما كان قد سبق ذلك، تمدّد تل أبيب في سوريا وتثبت تسعة مواقع دائمة بين الجولان وجبل الشيخ، إثر سقوط نظام بشار الأسد، الأمر الذي يوفر لها المراقبة والحركة من لبنان إلى العراق وحتى وصولاً إلى إيران.
"ريفييرا الشرق" عنوان رسم أحرفه اقتراح ترامب بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، ما آثار تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذه الخطوة، دفعت البعض إلى القول من دون تردد، إن احتياطيات غزة من الغاز الطبيعي قد تكون الدافع الخفي وراء أطماع الرئيس الأميركي بالسيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه.
فبحسب تقرير نشرته مجلة "نيوزويك"، يرى بعض الخبراء أن اقتراح ترامب قد يكون مجرد ستار دخاني لإخفاء سياسة الطاقة التي يتبناها. فيما أشارت صحيفة "آسيا تايمز" الأسبوع الماضي، إلى أن خطة ترامب "تتعلق كلها بالغاز الطبيعي" في مياه غزة والتي تقدّر احتياطياتها بنحو تريليون قدم مكعبة.
لكن بعض الخبراء وصف فكرة ترامب بالسيطرة على غاز غزة بأنها "الفكرة الأسوأ" والتي "لن تنجح"، بينما رأى آخرون أنها قد تكون مجرد "تكتيك تفاوض ذكي" لتحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية أوسع.
وكان موضوع احيتاطات الغاز في مياه قطاع غزة محور تنسيق بين السلطة الفلسطينية ومصر لتطوير حقل غزة البحري، وفقا لوكالة "رويترز"، وذلك قبل عملية "طوفان الاقصى" الذي شنته "حماس" على غلاف غزة في 7 أكتوبر 2023.
وإثر عودته من واشنطن، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام مجلس الوزراء الإسرائيلي الأحد (9 شباط) باقتراح ترامب، وقال إن ترامب قدم "رؤية مختلفة لليوم التالي" حررته من مقتضايات هذا اليوم بعد حرب غزة، حيث أوضح أنه "طوال عام كامل، قيل لنا إننا نحتاج في اليوم التالي، إلى السلطة الفلسطينية في غزة".
وأضاف: "لقد جاء الرئيس ترامب برؤية مختلفة تمامًا وأفضل كثيرًا بالنسبة لدولة إسرائيل. إنها رؤية ثورية وإبداعية، ونحن نناقشها الآن. وهو (ترامب) عازم بشدة على تنفيذها. وهذا يفتح لنا أيضًا العديد من الاحتمالات".
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أصدر أوامر للجيش، بإعداد خطة تسمح بخروج سكان غزة من القطاع، عبر المعابر البرية، فضلاً عن ترتيبات خاصة للخروج عن طريق البحر والجو"، مرحباً "بالخطة الجريئة التي طرحها ترامب، والتي قد تسمح لعدد كبير من سكان غزة بالمغادرة إلى أماكن مختلفة في العالم".
حركة "حماس" استنكرت تصريحات ترامب، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني سيُفشل خطط التهجير على حد تعبير القيادي في الحركة، عزت الرشق، الذي اعتبر أن هذه التصريحات "عبثية وتعكس جهلاً عميقاً بفلسطين والمنطقة".
وأكد الرشق: "غزة ليست عقاراً يُباع ويُشترى، وهي جزء لا يتجزأ من أرضنا الفلسطينية المحتلة"، مؤكداُ أن "التعامل مع القضية الفلسطينية بعقلية تاجر العقارات وصفة فشل، وشعبنا سيُفشِل كل مخططات التهجير والترحيل".
في هذه الاثناء، تشهد الضفة الغربية حملة تهجير قسري وعقاب جماعي بدأ بمخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، أسفر عن تهجير أكثر من 20 ألف فلسطيني بعد تدمير المخيم بـ"الكامل"، وذلك في هجمة هي واحدة من أكثر الهجمات تدميراً في الذاكرة الحديثة كـ"مؤامرة على القضية الفلسطينية، وصولًا لشطبها".
وكانت إسرائيل، التي تنظر إلى الضفة الغربية باعتبارها جزءاً من حرب متعددة الجبهات ضد جماعات مدعومة من إيران حول الحدود، أطلقت العملية العسكرية في الضفة الغربية المحتلة بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة مع حركة "حماس".
بموازاة تطورات الساحة الفلسطينية، توغلت إسرائيل بأريحية داخل الأراضي السورية، حيث ثبّت الجيش الإسرائيلي تسعة مواقع عسكرية دائمة في إطار عملية "سهم الباشان" التي أطلقتها إسرائيل قبل نحو شهرين في سوريا، في خطوة قالت مصادر عسكرية إسرائيلية، أن هذه المواقع الجديدة تم بناؤها بشكل يتناسب مع بقاء طويل الأمد في المنطقة، طالما كان ذلك ضرورياً، من دون تحديد فترة زمنية محددة.
وتم توزيع المواقع العسكرية التسعة بين منطقتين رئيسيتين: اثنان في جبل الشيخ السوري، وسبعة في منطقة الجولان السوري المحتلين، وذلك في خطوة جاءت عقب تدمير القوات الجوية الإسرائيلية لمئات الأهداف العسكرية السورية.
وكان نتنياهو أشار خلال زيارة قام بها إلى جبل الشيخ السوري قبل شهر ونصف الشهر، إلى أن الوجود العسكري الإسرائيلي في المنطقة سيستمر على الأقل حتى نهاية عام 2025. وأضاف أن هذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجية "الاستباق والتحرك قبل فوات الآوان".
وكانت الحكومة الإسرائيلية صادقت بالإجماع على خطة قدمها نتنياهو، لتعزيز "النمو السكاني" في مستوطنات الجولان المحتل.
وقال نتنياهو إن "تعزيز الجولان هو تمكين لدولة إسرائيل، وهذا أمر بالغ الأهمية في الوقت الراهن. سنواصل التمسك به وتطويره وتكثيف الاستيطان فيه"، مشدداً على أن "هضبة الجولان ستبقى إلى الأبد، جزءاً لا يتجزأ من إسرائيل".