اهتمام دولي منعاً للتصعيد... وهذا ما بحثه الحريري مع سفراء الدول
27 آب 2019
10:49
Article Content
تكثفت الإتصالات الدولية بين ديبلوماسيين ومسؤولين لبنانيين حول ضرورة التهدئة وتجنب الذهاب نحو التصعيد. ومن الواضح أن التطورات في لبنان كانت الهمّ الأساسي بالنسبة إلى دولٍ عديدة مهتمة بشؤون الشرق الأوسط. هذا الاهتمام تجلّى في اللقاء الذي عقده رئيس الحكومة سعد الحريري مع سفراء الدول صاحبة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وبالجولة التي قام بها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيتش على مختلف المسؤولين.
بحسب ما تكشف مصادر متابعة، فإن لقاء الحريري مع السفراء، بحث في كيفية تجنّب أي تصعيد، خاصة بعد معلومات مؤكدة بأن حزب الله أرسل رسالة إلى الجميع بأنه سيرد على الضربة التي يتلقاها، ولا مجال لعدم الردّ. وعلى هذا الأساس بدأت التحركات السياسية في محاولة للجم أي تداعيات لذلك الرد على قاعدة الإكتفاء بمعادلة ضربة مقابل ضربة، وبحيث لا تكون ضربة حزب الله تستدعي رداً إسرائيلياً يُدخل البلاد في نفقٍ مظلم لا أحد يعلم كيف سيخرج منه.
وتلقى حزب الله المزيد من جرعات الدعم السياسية، خاصةً من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بناءً على موقفيهما اللذين أطلقاهما بالأمس. حتى أنه هناك معلومات تتحدث عن انزعاج أميركي وأوروبي من الموقف الرسمي اللبناني الذي وفّر الغطاء الكامل والدعم الكبير لحزب الله في ما سيقدم عليه، خاصة وأن رئيس الجمهورية اعتبر أن ما جرى هو إعلان حرب، ومن حق لبنان أن يردّ. وقد أبلغ السفراء الأجانب انزعاجهم من هذه التصريحات، معتبراً أن الوضع في لبنان لا يحتمل أي تصعيد لأن الأمور في المنطقة تقف على شفير الحرب.
وقد دخلت الأمم المتحدة على الخط أيضاً، إذ دعت إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس". وأوضح كوبيتش ان الأمم المتحدة "أخذت علماً" بتصريحات رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، الذي ندّد بالهجوم باعتباره "إعلان حرب". وقال دوجاريك إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تلقى أيضاً رسالة من الحكومة اللبنانية بشأن هذا الموضوع.
ولكن في موازاة هذا الحراك الديبلوماسي، فالأكيد أن حزب الله سيرد على ما تعرّض له. وهناك معلومات تشير إلى أن الرد سيكون خلال ساعات، ولن يسمح الحزب بأن تطول فترة الانتظار، وذلك لأسبابٍ متعددة. وتكشف المعلومات بأن الرد سيكون نوعياً، بينما لبنان قد ينطلق في جولة اتصالات واسعة بعد حصول هذه الضربة لتجنّب حصول تصعيد إسرائيلي يؤدّي إلى تدهور الأوضاع بشكل لا تحمد عقباه.