بمشاركة عربية واسعة.. الصين تفتتح "الألعاب الشتوية"
08 شباط 2025
10:26
Article Content
دوت هتافات أكثر من 8000 متفرج في مركز هاربين الدولي للمؤتمرات والمعارض والرياضة عندما أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ افتتاح دورة الألعاب الآسيوية الشتوية التاسعة في هاربين الليلة (الجمعة) خلال مراسم احتفالية أبرزت ثقافة الجليد والثلج في المدينة، بحضور شخصيات بارزة، من بينهم رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ.
وبلغت مراسم الافتتاح ذروتها عندما قام أربعة من حاملي الشعلة -البطلة الأولمبية مرتين ولاعبة التزلج السريع على المضمار القصير يانغ يانغ، وأول صيني يفوز بالميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية الشتوية في التزلج الحر (رجال) هان شياو بنغ، وبطل سباق المشي الأولمبي وانغ تشن، وبطلة التزلج السريع في أولمبياد سوتشي تشانغ هونغ- بمشاركة أطفال يحملون فوانيس جليدية، بإضاءة المرجل الأرجواني الشكل في الموقع الفرعي لمراسم الافتتاح، "عالم هاربين للجليد والثلج"، وهو أكبر منتزه ترفيهي للجليد والثلج في العالم.
وتقام دورة ألعاب هاربين في الفترة من 7 حتى 14 فبراير تحت شعار "حلم الشتاء، الحب بين آسيا"، وتمثل حدثا دوليا رئيسيا آخر في الرياضات الشتوية تستضيفه الصين بعد أولمبياد بكين الشتوية عام 2022. كما أنها تمثل المرة الثالثة التي تستضيف فيها البلاد دورة الألعاب الآسيوية الشتوية، بعد هاربين 1996 وتشانغتشون 2007.
ويتنافس في دورة ألعاب هاربين 2025 رقم قياسي من 34 دولة ومنطقة، متجاوزا الرقم القياسي السابق الذي سُجل في دورة الألعاب الآسيوية الشتوية الثامنة في سابورو باليابان عام 2017، حيث يشارك أكثر من 1200 رياضي في فعاليات الجليد في هاربين وفعاليات الثلج في يابولي، ما يمثل زيادة عن الرقم القياسي السابق البالغ 1147 في دورة ألعاب سابورو.
ووسط هتافات صاخبة من الجمهور، حمل نجم التزلج السريع نينغ تشونغ يان ولاعبة التزلج ليو منغ تينغ التي صنعت التاريخ بفوزها بالميدالية الذهبية في مسابقة "بيغ إير" للسيدات في كأس العالم للتزلج الحر في يناير، العلم الوطني الصيني خلال موكب الرياضيين.
تتألف البعثة الصينية من 257 عضوا، من بينهم 170 رياضيا. ويتصدر الفريق خمسة من أبطال أولمبياد بكين 2022 الشتوية، وهم شيوي منغ تاو وتشي قوانغ بو وقاو تينغ يوي، وفان كه شين، وليو شاو آنغ، ويضم الفريق 85 رجلا و85 امرأة يشاركون في 64 فعالية عبر ستة تخصصات.
كما تشارك الدول العربية في فعاليات الدورة التاسعة منها السعودية والبحرين والأردن والكويت وقطر ولبنان والإمارات، ما يعكس تنامي الاهتمام بالرياضات الشتوية في الدول العربية.
ريمون سكر، رئيس الوفد اللبناني المشارك في الألعاب الآسيوية الشتوية لعام 2025، قال لوكالة شنخوا "إن بعثة بلاده إلى هاربين 2025 تُعد واحدة من أكبر البعثات اللبنانية المشاركة في الألعاب الشتوية، إذ تضم 17 رياضيا يتنافسون في خمس رياضات، هي التزلج الألبي والتزلج الريفي والبياتلون والتزلج على الجليد والتزلج الجبلي، وذلك في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد".
ومن لبنان أيضا، ذكر المتزلج اللبناني بول كيروز، المشارك في منافسات التزلج الريفي والبياتلون، أن الرياضيين اللبنانيين يواجهون صعوبات عدة، منها الإمكانات المالية المحدودة ونقص الثلوج. وأضاف “تدربنا في كرواتيا وبلغاريا خلال الصيف عبر الاتحاد اللبناني للتزلج، لكن الكثير من التحضيرات كانت فردية بسبب نقص الموارد المالية”.
وأضاف كيروز قائلا “رغم الصعوبات التي واجهها لبنان هذا العام، سواء من الناحية الاقتصادية أو بسبب قلة تساقط الثلوج، سنبذل قصارى جهدنا، لأن الأهم هو أن نستمر في التقدم والمنافسة على الساحة الدولية”.
وتشهد الرياضات الشتوية اهتماما متزايدا في الدول العربية، سواء من خلال تشجيع المواطنين على ممارستها أو عبر استضافة البطولات الدولية، حيث يشارك فائق عابدي، أول لاعب سعودي يتأهل لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية بكين 2022، في منافسات التزلج الألبي ضمن دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2025، بعد تحقيقه المركز الحادي عشر بزمن 54.43 ثانية في بطولة دبي للتزلج العملاق، والتي كانت ضمن أفضل أربع سباقات شارك فيها لعام 2024.
ووفقا للجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، يشارك في الدورة ثمانية لاعبين ولاعبات من السعودية في منافسات التزلج الألبي ورياضة الكيرلينغ.
كما تشارك الكويت بمنتخب من 65 رياضيا ورياضية في خمس مسابقات، تشمل هوكي الجليد، والتزلج على الجليد، والتزلج السريع، و(الكيرلنج)، والاستعراض على الجليد (الفيغر). وهذه المشاركة الكويتية في هاربين ستكون الأكبر في تاريخ مشاركات الكويت بهذه الدورة والتي بدأت عام 1999.
كما تشارك البحرين بمنتخب ذات خبرة عالية، فهذه ليست مشاركته الأولى في الألعاب الآسيوية الشتوية، حيث شارك البحرين في دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2011 في كازاخستان، كما شارك المنتخب في بطولات دولية في روسيا، وتركمانستان، والكويت، والإمارات، كما بدأت فرق السيدات البحرينية بالمنافسة على المستوى الدولي.
وكان حفل الافتتاح، الذي أقيم في أجواء شتوية خلابة، شهد طابور عرض للدول الثلاثين المشاركة، إضافةً إلى العديد من الفقرات الفنية التي عكست التراث الثقافي الصيني، وعروض الألعاب النارية التي أضاءت سماء المدينة.