التأليف على وقع الإيحاءات الأميركية... وضبابية على خط الاتصالات
08 شباط 2025
04:19
Article Content
لا تزالُ الضبابية تهيمن على التشكلية الحكومية، فيما المواقف السياسية المتضاربة تُلقي بثقلها على المستوى الداخلي، بعدما تعثر تشكيل الحكومة مرّة جديدة بذريعة الوزير الشيعي الخامس، الذي كان مفترضاً أن يسميه رئيس الجمهورية جوزاف عون والرئيس المكلّف نواف سلام بحسب الاتفاق الذي تم بين الأخير والخليلين الأسبوع الفائت. إلّا أنَّ الأزمة احتدمت ما أدى إلى تأخير الإعلان عن تشكيل الحكومة، الذي جاء بعدما اعتذار الوزير السابق ناصر السعيدي عن مشاركته في الحكومة، إثر مفاوضات أفضت إلى طرح اسمه.
عقد جديدة على خط التأليف
في السياق، أشارت مصادر سياسية إلى عقد إضافية تتخطى مسألة الوزير الشيعي الخامس والجهة التي تسميه، معتبرةً في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أن العقدة تكمن في الرسائل الأميركية التي وصلت الى الرئيسين عون وسلام وتحذيرهما من مغبة إشراك حزب الله في الحكومة.
وإذ توقفت المصادر عند محاولة البعض استغلال الليونة التي أبداها كل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف لتمثيل جميع الكتل النيابية وتسهيل عملية تشكيل الحكومة، رأت أن عدم تخلّي البعض عن أسلوب المحاصصة واستمراره بوضع العقد أمام سلام، كما عدم إطلاق يده في تشكيل الحكومة التي يريدها، جعل الأمور معقدة أكثر ووضع لبنان تحت المجهر الدولي، لافتةً إلى أنه كان ينبغي على الثنائي الشيعي القبول بالحصة التي أعطيت له وتجنب المطالبة بالميثاقية لانها قد تعرقل تشكيل الحكومة وتؤدي الى تأخير عملية اعادة الاعمار.
جنبلاط: لا غالب ولا مغلوب
وفي تعليقه على الممارسات التعطيلية، وما كشف عنه الرئيس الاميركي دونالد ترامب من مشاريع مشبوهة لتهجير الفلسطينيين من غزة، لفت الرئيس وليد جنبلاط إلى أنّه لعل أبطال الخيال العلمي لم يتوقعوا ان يصبح ترامب احد منافسيهم بين ليلة وضحاها، بعدما اقترح تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وتوزيعهم على الاردن ومصر وغيرهم، تمهيداً لتحويل القطاع منطقة سياحية.
ورأى جنبلاط أن ذلك يعكس جوهر المشروع الصهيوني وتشكيل ترجمة له، ويشير الى ان ترامب يتماهى بنحو واضح أكثر من أي وقت مضى مع المشروع الاسرائيلي الرامي ليس فقط الى تهجير الفلسطينيين، وإنما ابادة الهوية الفلسطينية.
أما في الملف اللبناني، حذر جنبلاط ألا يتوهم البعض في الداخل ان في إمكانه أن يستفيد من مفاعيل العدوان الاسرائيلي الأخير في مواجهة فريق آخر، وليتذكروا حكمة الرئيس صائب سلام الشهيرة لا غالب ولا مغلوب، التي تحتاج إلى الاحتكام إليها حالياً على مستوى إدارة الوضع الداخلي المعقد، ومعالجة الاستحقاقات الوطنية ومنها تشكيل الحكومة.
زيارة أورتاغوس... وموجة غضب
في سياق منفصل، أثار تصريح نائبة الموفد الخاص للرئيس الأميركي مورغان أورتاغوس موجة غضب عارمة، إثر تشديدها على استبعاد حزب الله من الحكومة بعد هزيمته بمواجهة اسرائيل وذلك مع بدء التسريبات المتلاحقة عن تمديد ثالث للاحتلال الاسرائيلي في جنوب لبنان، ما أدى الى تظاهرات وقطع طرقات في المدينة الرياضية وطريق المطار. وكانت رئاسة الجمهورية قد اصدرت بياناً اوضحت فيه أن بعض ما صدر عن أورتاغوس يعبّر عن وجهة نظرها والرئاسة غير معنية بما صدر عنها.
هذه التطورات أتت تزامناً مع موجة غارات اسرائيلية شنّها الطيران الحربي الاسرائيلي على مناطق عدة في البقاع والجنوب، والتي استمرت طوال ليل الاول من أمس، وشملت مواقع لحزب الله في النبي شيت ووادي رومين وطير حرفا في الجنوب.
من جهته، لفت الرئيس عون إلى أن المشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة تكاد تصل الى خواتيمها على ان تتمتع الحكومة بالانسجام والقدرة على تحقيق تطلعات اللبنانيين وامانيهم وفق ما ورد في خطاب القسم، مؤكداً ضرورة وقف الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة في جنوب لبنان التي تشمل قتل الابرياء والعسكريين، وتدمير المنازل وجرف الاراضي الزراعية واحراقها، ومشيراً إلى أن الجيش اللبناني مستعد للانتشار في القرى والبلدات التي تنسحب منها القوات الاسرائيلية، ومشدداً على ان يتم الانسحاب ضمن المهلة المحددة في 18 شباط.