Advertise here

تصعيد وتغيّر في قواعد الاشتباك... فهل المنطقة أمام حربٍ مفتوحة؟

26 آب 2019 12:09:26

أصبح بالإمكان الحديث عن تغيّر قواعد الاشتباك، ومعادلة من يريد أن يحاربنا فليلاقينا في سوريا، والتي رفعها أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله، قد تغيّرت. أعلن بالأمس أن  الرد على الضربات التي استهدفت منزلاً يقيم فيه عناصر للحزب، وأدت إلى سقوط شهيدين، سيكون من لبنان، وليس في مزارع شبعا. ومن تغيير قواعد الاشتباك أيضاً أن نصر الله، الذي توعّد الإسرائيليين بردٍ حتمي لن يكون بإمكانهم العيش معه باطمئنان، أعلن أن الحزب سيستهدف الطائرات الإسرائيلية المسيّرة التي تخترق الأجواء اللبنانية.

وبلا شك فإن المعادلة الجديدة تضع البلاد على حافة مخاطر جمّة ربطاً بالتطورات الجارية في المنطقة، خاصةً وأن ثمة رابط بين الضربات على سوريا، وما حصل في الضاحية وما يجري في العراق من استهدافٍ للحشد الشعبي. لكن نصر الله شدد على أنه سيرد بمعزل عن الحلفاء، وهذه إشارة جديدة أيضاً عن فصل لبنان عن مبدأ توحيد الجبهات.

لا بد من انتظار الرد الذي سيلجأ إليه حزب الله، وما ستكون تداعياته، وهل ستبقى معادلة ضربة مقابل ضربة قائمة، أم أنها ستتغير. هذا يبقى رهنٌ بجوهر الرد، وطريقة التعاطي الإسرائيلي معه. والأكيد أيضاً ان نصر الله طرح ما يتجاوز هذا الرد عندما اشار إلى الحكومة بمطالبة الأميركيين بوقف هذه الممارسات الإسرائيلية. وهذا ما يعني ترك الباب موارباً أمام البحث عن حلول على الرغم من التصعيد الكبير، وذلك لتجنب أي تدهور أو حرب.

هذا الكلام يتلاقى مع اتصالٍ أجراه وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، مع الرئيس سعد الحريري مشدداً على وجوب منع التصعيد، ما يعني أن الأميركيين لا يريدون للأمور الاتجاه نحو الأسوأ. والأكيد أيضاً أن ما يجري لا ينفصل عن سياق تطورات المنطقة من تصعيد وشدٍ وجذب بين إيران والولايات المتحدة الأميركية. هذه العمليات تندرج في خانة تحسين شروط التفاوض بدون الانزلاق إلى حرب مفتوحة لن تصب في صالح أي طرف. تهديد نصر الله، بالإضافة إلى تطورات أخرى، بالتأكيد سيقوّي الورقة الإيرانية في لعبة التفاوض، خاصة وأن وزير خارجية إيران وصل على وقع ما يجري إلى فرنسا على هامش اجتماع الدول السبع. وكانت المباحثات إيجابية وفق كلام المسؤولين الفرنسيين الذين اعتبروا أن زيارة ظريف كانت بتنسيقٍ مع الأميركيين.