وداعـاً جـاد أبـو عـرم
20 كانون الثاني 2025
15:22
Article Content
كم أتعبنا الموت هذه الأيام إذ يكاد لا يمضي يوم لا نودِّعُ فيهِ رفيقاً من الرفاق أو قريباً من الأقارب أو صديقاً من الأصدقاء!
في مأتم ٍ حاشدٍ شيّعت الشويفات الرفيق المناضل جاد ملحم أبو عرم، مدير فرع القبّة في وكالة الداخلية، الذي رحل باكراً والحياة لا تزالُ تليقُ بهِ والحزب لا يزال بحاجة إليهِ وإلى وقفاتهِ النضاليّة المشرّفة.
رحلَ من حملَ الرّاية: راية الحريّة والعروبة والاشتراكية، راية المواطن الحرّ والشّعب السعيد، راية شرعة حقوق الإنسان في العيش اللائق الكريم.
رحل الرجل الشهم الأبي صاحب النخوة والغيرة، الساطع الحضور والطيّب المعشر والسند والعضد لرفاقهِ في الحزب.
رحلَ صاحب الإرادة الصلبة التي لا تنكسر والعزيمة التي لا تلين.
الكل فُجِعَ برحيلك المبكّر يا جاد يا زينة الشباب! كم كانت تليقُ بك الحياة يا صاحب العمر القصير! وكم كانت خسارتنا كبيرة بك وحزننا عميق عليك.!
رحلتَ يا جاد، وشبابك الغض يزخرُ عطاءً وأملاً. رحلت تاركاً في القلب حسرة الغياب وفي العين دمعة الفراق.
ولا شك أنَّ الحياة مدرسةٌ لاختبارات الإنسان اليومية التي علينا التعلُّمَ منها، ولعلَّ العبرة الأكبر تكمنُ في الموت والرحيل تاركين خلفنا كل شيء.
تعازينا الحارّة إلى الرفيقة الغالية ريما التي توالت عليها المصائب والأحزان تباعاً، فمن فقدها لوالدها الشيخ الفاضل ياسر حيدر جراء إصابته بوباء كورونا، إلى فقدها لعمها رئيس بلدية الشويفات السابق المرحوم زياد حيدر، إلى فقدها بالأمس القريب لشقيقتها الشابّة الواعدة المرحومة رنا، إلى فقدها اليوم لزوجها وشريك حياتها المناضل جاد. أعانها الله وخفف عن كاهلها وألهمها الصبر والسلوان والقدرة على مواجهة أعباء الحياة التي تنتظرها.
أخيراً، أمام موت من نحب يسود الصمت وتعجزُ لغة الكلام ومفردات اللغة عن التعبير.
وداعاً يا جاد يا حبيب الرفاق، يا زهرةً قطِفتْ قبل أوانها.
وداعاً يا عنوان الشجاعةِ والجرأة والشهامة.
وداعا يا صاحب القلب الذي ينبض بحب الشويفات وأهلها والذود عن حبّات ترابها.
وداعاً جاد ابو عرم.
وداعاً أبو مجد.
طيب الله ثراك واسكنك فسيح جنانه.