أرقامٌ تُجمعُ لضربِ القسمة... لتُطرح في حاسبةِ وطنٍ
09 يناير 2025
19:09
آخر تحديث:11 يناير 202512:22
Article Content
لا على الإطلاق... لسنا بصدد شرح علم الجبر، فالخوارزمي خيرُ كفيلٍ بذلك، فهو بَدَعه وبَدعَ وبرع به، بادئه وعالمه، ويا أيها الشغوف بعلم الرياضيات لا لسنا بصدد درس عن العمليات الحسابية والمعادلات الرياضية ولا تطبيق القواعد الجيومترمية، "تجميعة" رقمية لحسابات في معادلاتٍ وطنية ومواطنية دون الحاجة إلى الآلة الحاسبة.
لكننا قد نكون بحاجةٍ إلى إستعارة الحساب الذهني والإستعانة بالتحليل العقلي دون إستخدام الورقة والقلم، لمقاربة حياتية مرتبطة بالأرقام، لنجد أنّ كل شؤوننا العامة والخاصة مرقَّمة، فللدولة بسط سيادتها على مساحة 10452 كيلومتر مربع، والحدود والمحافظات والأقضية والسكان، والموازنة والإقتصاد والعمليات المصرفية، وثروتك وحتى خزنتك تُشفّر برقمٍ سرّي.
ولتسيير الإنتظام العام للدولة والقائم بأعمالها وحامل قضاياها في المحافل الرسمية والدولية رئيس للجمهورية، وكي لا يبقى شاغل القصر شغور حُدِّدَ التاسع من كانون الثاني موعد أمل وتفاؤل للإنتخاب، لعله يستعير رمزية النصر من الرقم سبعة لينصر مصالح المواطنين على فراغٍ دام لسنوات، وذلك بحضور أغلبية النواب التي لا تقل عن 86 في الدورة الأولى، و65 في الدورة الثانية، موعد الآمال والأمنيات تحول إلى حقيقةٍ، فأصبح الرقم تسعة رقم الحظ، وبدل التسعة "تسعتين"، (99) صوتاً كان كفيلاً ومؤهلاً لإنتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية، وإضفاء "رتبة" الفخامة في مسيرة العماد، ليكون الرئيس الأول بعد المئوية الأولى لدولة لبنان الكبير، والرئيس الرابع عشر للبنان، ولتكن نائب في مجلس الأمة إستحصل على العدد الأكبر من أصوات الناخبين.
ولكي تحافظ هذه الدولة على بسط سيادتها وإنهاء عدوان في زمن الحرب ووقف إطلاق النار لا بد من تدخّل أممي وتطبيق القرارات الدولية (425، 1701)، ومهلة الستين يوماً لإنسحاب العدو من الأراضي اللبنانية، وخسائر بالمليارات، وآلاف الجرحى والضحايا، أرقامٌ لا تلغي أو تخفي أسماء في محصّلة وزارة الصحة.
من تاريخ الولادة إلى تاريخ الوفاة، يا أيها المواطن يتم التعرف عليك من خلال ترقيم بياناتك، رقم الهوية والسجل والسنة، والعمر وإن كان يُحصى إنجازاتاً ومراحلاً ومستجداتاً يُحصد بكمِّ سنواته، وأنت عددٌ على مقاعد الدراسة، ولتُعتبر ناجحاً في الإمتحان عليك إجتياز المعدل، ورقمك في بطاقات الترشح للإمتحانات الرسمية يسبق إسمك.
هذا ليس كل شيء... هناك مسائل بديهية يومية عملية مدنية وقانونية ينبغي تنظيمها إرتباطاً رقمياً، ولا إظهار للحقيقة وإحقاق الحق والعدالة دون الإستناد الى مواد قانونية مرقَّمة في القوانين المرعية الإجراء، ولإتمام المكالمة الهاتفية والتواصل عليك "بتسييف" الرقم أولاً قبل الإسم، وإضغط على أزرار "الريموت كونترول" لتتمكن من مشاهدة القنوات التلفزيونية، وفي حالات الطوارىء إتصل ب(140) خط الصليب الأحمر، و(125) خط الدفاع المدني لطلب النجدة، وأيضاً... الوقت والأعوام والفصول، قوة الهزات الأرضية تقاس بحسب درجتها على مقياس ريختر، وللإحتفال بمناسبةٍ إنتظر ذاك التاريخ المرقّم.
وبعد... لا بد التنبه أنّ الفحوصات المخبرية يجب أن تكون ضمن معدلاتها ليكون العقل السليم بالجسم السليم، وحتى هذا النبض المرهف فرحاً وحزناً ينعش الحياة بعدد دقاته المنتظمة، وإن كنت لا تحبذ تجميد نفسك "صفر عالشمال"، أو مجرد رقم في عدّادِ البشرية فلتكن الرقم الصعب.