بالفيديو- جنبلاط: أنا ضد السلام مع إٍسرائيل وحزب الله لم ينهزم
06 يناير 2025
20:10
آخر تحديث:06 يناير 202522:30
Article Content
أكّد الرئيس وليد جنبلاط أنَّ "قائد الجيش العماد جوزيف عون لا يزال مرشحنا والقرار اتخذ من قبل اللقاء الديمقراطي ورئيسه، وكنت حاضراً، وتلقينا أصداء إيجابية من الخماسية"، مشيراً إلى "أنَّنا نعرف تاريخ قائد الجيش الوطني وفي المؤسسة العسكرية وأهمية تنفيذ القرارات الدولية اليوم والتي تعود كلها إلى الطائف ثم بالأساس إلى اتفاق الهدنة مع إسرائيل في العام 1949".
ولفتَ جنبلاط في حديث لـ"ال بي سي" الى أنه عندما تتشكل الوزارة يجب أن يعمل فريق العمل على تحقيق الإصلاحات التي حددها صندوق النقد الدولي، إنما فلنذهب أولاً إلى الاتفاق على اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون، مشيراً إلى أن اللجنة الخماسية هي إحدى الناخبين الأساسيين، وعندما نقول الخماسية أي فرنسا والسعودية التي كنا نرجو أن تشترك بالمهام اللبنانية، ولها دفتر شروط، فلبنان يحتاج إلى إصلاح.
واعتبرَ جنبلاط أنَّ "تجربتنا مع أحد العسكريين في الرئاسة أيام الوصاية السورية كانت سيئة، فلم يكن هو من يعطي الأوامر بل المحيطين به والوصاية السورية، ولكن تجربة العماد ميشال سليمان كانت مجدية والأمر مختلف بتجربة العماد ميشال عون"، مضيفا "لننتخب من أول دورة، فتأجيل الانتخابات الى ما بعد تسلّم الرئيس ترامب قد يكون خطأ كبيراً، وقد يورطنا في المجهول، فالبلد لا يتحمل التأجيل".
وأكّد جنبلاط أنَّ "لا حلف بين القوات والاشتراكي ونحن نلتقي بالحلف الانتخابي كلّ 4 سنوات ولكن يمكن ان نقول أنّنا نلتقي معهم"، لافتاً إلى أن "موقفنا واضح بترشيح العماد جوزيف عون وعلى مختلف الأطياف السياسية استيعاب المرحلة الجديدة ولنستفد منها".
ورداً على سؤال، قال جنبلاط: لا مرشح مكتمل الصفات، ونظرية الرئيس القوي تعيدنا إلى مآس سابقة، فلنجتمع على رئيس موحد وثوابت معينة من تثبيت الهدنة إلى العلاقة مع سوريا وغيرها من الملفات الأساسية.
وأضاف جنبلاط: "لم أسأل أحداً عن زيارة سوريا، وأبلغت الرئيس نبيه بري وهناك أهمية للعلاقة مع سوريا ومركزية الشام قبل كلّ شيء".
وعن "حزب الله"، اعتبرَ جنبلاط أن "الحزب" لم ينهزم وأنا أحترم الشهداء، وتعرض لثغرات داخلية، ويجب القبول بالواقع الجديد وأن نحدد "لبنان أولاً" الذي طرحه سعد الحريري، و14 آذار كتكوين سياسي انتهى أو خرجت منه في الـ 2008 وأتمسك بروح 14 آذار.
وأضاف جنبلاط: اليوم هناك سوريا جديدة وشعب حرّ وهذه من المرّات القليلة التي أنا متفائل فيها، ويجب أن لا نعود في لبنان إلى اللبنانيات ونفوّت الفرص، مشيراً إلى أن "الخماسية تقدم دعماً للبنان بشروط لذا يجب استغلال الفرصة، وهناك حسابات صغيرة ولكن يجب أن نرى الحسابات الوطنية الكبرى والجيش اللبناني الذي أحسن إرادته وحفظ أمن الوطن وقدم الشهداء في الجنوب.
وحول موقف الرئيس بري من ترشيح قائد الجيش، لفت جنبلاط إلى أن برّي قال إن العماد عون بحاجة الى تعديل دستوري، إنما أرى أنّه بامكاننا اليوم تجاوز هذه التعديلات الدستورية، وعدم تفويت الفرصة.
وقال جنبلاط: "أنا متخّوف من ولاية ترامب بعد تسميته للمنطقة والرئيس الحالي يبدو أنّه يريد توريط ترامب في روسيا، وسمعنا الكثير عن مسعد بولس، إنما أنا لم اتعرّف اليه شخصيًا ويجب أن نعالج الإعمار، وحاولت إسرائيل اقتلاع الطائفة الشيعية من الجنوب إلى الضاحية والبقاع وحسنًا فعلت كلّ المكونات اللبنانية في لبنان عندما استقلبت النازحين".
ورداً على سؤال، قال جنبلاط: إذا تعثّر انتخاب قائد الجيش فلا بديل لدينا، وانتخاب عون فرصة، مضيفاً لا حقّ لوفيق صفا بكلامه، وأعارض تصريحاته وتصريحات الشيخ نعيم قاسم، ولا بد من بناء وتحصين الدولة وهناك شريحة كبيرة قاتلت يمكن استيعابها في الجيش كما استعوبت الميليشيات في سنة الـ90.
وأضاف: الجيش بحاجة لانتخاب رئيس مناسب ثمّ يأتي الدعم لأنّ الجيش يعاني من رواتب ضئيلة ولا بدّ من تأمين معيشته، لافتاً إلى أن الدعم الدولي للجيش يحتاج إلى ضمانات وهناك برنامج واضح بما يتعلّق بموضوع دعم الجيش.
وعن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، قال جنبلاط: أتخوف من شريط حدودي جديد ويجب أن نستفيد من وجود الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، كما أن هناك نية سيئة لدى إسرائيل وهناك مطامع مثل مياه الليطاني ولم تعد العدة القديمة للمواجهة صالحة، معتبراً أنَّ "وحدة الساحات سقطت مع سقوط سوريا ويجب ترسيم الحدود".
على صعيد متصل، لفت جنبلاط إلى أن إيران لم تتخلى عن "الحزب" بل قدمت الإمكانيات المتاحة إنما حتّى هذه الإمكانيات كانت متخلفة عن التكنولوجيا الأميركية، وأنا عشت على أمجاد بعض المعارك التي انتصرت بها الجيوش العربية وأيام منظمة التحرير والحركة الوطنية كان لها أمجاد والمقاومة أيضاَ إنما اليوم سبقنا الزمن والتكنولوجيا.
وأضاف: أفضل صفقة سياسية إيرانية- أميركية تتمسك إيران حينها بما تقوله أنها لا تسعى إلى انتاج قنبلة نووية، لافتاً إلى أنَّ الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين في الحرب الحالية لا يمكن أن يستخدم قنبلة نووية، وتوازن الرعب عبارة عن وهم، إذ ما من أحد يمكنه أن يحمي ديمومة النظام خصوصاً في ظل الاختراق الإسرائيلي.
ورداً على سؤال، قال جنبلاط: أنا ضدّ السلام مع إسرائيل، كنت سابقاً واليوم ومستقبلاً، ويجب أن ننقل هذه المواجهة إلى الأجيال القادمة.
وعن العلاقة مع "حزب الله"، قال جنبلاط: طلبت من الحزب من قبل برسائل عدم التورط بالحرب ولا اتصال حالي مع وفيق صفا لكن وصلني أنّه يرغب باللقاء بي وأنا لا أمانع هذا الأمر ولا علاقة مع الشيخ نعيم قاسم، لافتاً إلى أنه لا بد أن يتحول حزب الله إلى حزب سياسي فله جمهور كبير يؤمن بعقيدة معينة، وهذا الجمهور أصيب بخسائر ضخمة ولا يجب على مكون أن يستقوي على آخر وسيكون هناك نقمة لكن يجب الاستفادة وانتخاب رئيس، إذ يكفي حروباً ونحن بحاجة لاستقرار وتأمين مستقبل أولادنا.
ورداً على سؤال حول من يعتبر "حزب الله" غير لبناني، أجاب جنبلاط: "مش مظبوط"، مؤكداً أنَّ وحدة الساحات سقطت مع سقوط سوريا ويجب ترسيم الحدود، لكي تصبح مزارع شبعا لبنانية.
وعن زيارة سوريا، قال جنبلاط: هذه لحظة لا تفوّت ولذلك أقول للسفراء أعطوا فرصة لأحمد الشرع وانسوا ماضيه، فمن منّا ماضيه ناصع. وأضاف: رأيت الشرع رجل دولة وأراه رئيساً وكان هناك إشارات سياسية في لقائنا وسوريا محور أساسي.
وأضاف: "سوريا حلوة وهلق أحلى" بوجود كل سوريا حرة وكل الشعب السوري بغض النظر عن أن بعض فلول النظام وكل من تعود على النظام السابق يريد الانتقاد، داعياً إلى أنَّ "تشترك كل المكونات السورية في المؤتمر الذي سيعقد".
أما عن الملف السوري، قال جنبلاط: لدي تخوف من بعض الانظمة العربية وإسرائيل من تخريب الثورة السورية وأن نرى تقسيمات في سوريا فسوريا لا تقسّم وهناك قومية واحدة يمكن استيعابها بالحوار، وهم الأكراد، والقومية العربية ميّزت واضطهدت وقتلت، لافتاً إلى أنّهَ لا يمكن جعل الدروز في سوريا قومية، فالدروز مذهب، ويجب فصلهم عن دروز فلسطين، ولن أذهب إلى فصل الدروز عن محيطهم العربي والإسلامي.
ولفتَ جنبلاط إلى أنه يتمّ بناء سوريا من الصفر ولا أحد توقّع سقوط النظام بهذه السرعة، فهذا النظام استخدم جيشه منذ العام 2011 عندما كنا من أوائل المؤيدين للثورة، وقتل تقريب الـ100 ألف، فكان جيشاً تابعاً لشخص أطاح بكلّ المؤسسات، وهو يرى الضباط الكبار ومعامل الكبتاغون ويعي كل ما يجري من حوله.
ورداً على سؤال، قال جنبلاط: نعم كان لديّ أمل بزيارة سوريا فأنا أحبّ سوريا، واخترت الذهاب بعد اربعين اغتيال كمال جنبلاط في ظلّ الظروف الداخلية اللبنانية حينها، ومع بشار الأسد لم يكن هناك كيمياء شخصية ومَن حاول تركيبها كان اللواء غازي كنعان، الذي دعاني إلى مأدبة غداء وقال لي "حبيت عرفك على بشار الأسد وانت ما بتعرف مين بيت الأسد"، ولقد حفظت هذه الكلمة وعرفت معناها عندما اغتيل غازي كنعان، فكان حينها يريد حمايتي من شر بيت الأسد.
وتابع جنبلاط: الأهم أن يحافظ النظام على الأرشيف المخابراتي، وليصبح سجن صيدنايا وغيره من المراكز متحفاً، وهذا جاء في كلمتي لأحمد الشرع.
ورداً على سؤال، قال جنبلاط: أوّل قرار اتخذته حين سقط نظام الأسد هو زيارة سوريا واستشرت سماحة شيخ العقل واتفقنا على الذهاب سوياً، مضيفاً أن أحمد الشرع كان دقيقاً جداً في عدم الدخول بتصفيات واحترام التنوع وهذا كله يترجن في مؤتمر الحوار الوطني، ويجب أن نعطي النظام فرصة ليتنفس ويقوى ويهتمّ ولا يمكن أن تطلب منه بعد شهر أن يكون ملمّ بكلّ شيء، لاسيما وأن المشروع الإسرائيلي قائم عبر تدمير مقومات جيش النظام.
وأضاف: لا أخشى على مسيحيي سوريا والأهمّ ان نتعاون مع الدول التي يمكن ان تحدّ من النفوذ الاسرائيلي وقد اخذ الشعب السوري وشهداء لبنان العدالة بسقوط الأسد.
وعن علاقة الدروز بالإدارة السورية الجديدة، لفتَ جنبلاط إلى أن هناك أقاويل كثيرة، لكن بيان حركة رجال الكرامة ولواء الجبل ممتاز بأن سلاحهم تحت سلطة الدولة السورية المقبلة، وانخراطهم بالجيش المقبل، ولن أدخل في التفاصيل بشكل علني بل سنلجأ إلى الحوار مع كل الأطراف.
وعن زيارة تركيا، قال جنبلاط: هدف زيارة تركيا احتضان سوريا والنظام الجديد ونحن نضع آلية للتواصل مع سوريا والشرع ولا أخشى الدور التركي فتركيا اليوم هي تركيا اردوغان.
وختم جنبلاط: كل الشعب السوري حصد العدالة وشهداء لبنان من رفيق الحريري ولدينا مقولة قديمة: دخلوا على دماء كمال جنبلاط وخرجوا على دماء رفيق الحريري، وطالما أنّه هناك حريّة تعبير طالما هناك أمل، وأنا لا أؤمن بالثأر.