"الإتحاد النسائي التقدمي": عام من العمل النسوي في مواجهة الأزمات وتعزيز التمكين
02 كانون الثاني 2025
09:44
آخر تحديث:02 كانون الثاني 202510:54
Article Content
شهد عام 2024 أحداثاً استثنائية في لبنان، أبرزها العدوان الإسرائيلي الذي ألقى بظلاله على كافة جوانب الحياة، مخلفاً آلاف الشهداء والجرحى وموجات نزوح هائلة. في ظل هذه الظروف القاسية، كان الاتحاد النسائي التقدمي حاضراً بفعالية، يجسد روح التضامن النسوي، ويعمل على دعم النساء والعائلات في كل الميادين، من الإغاثة إلى التمكين.
الاستجابة السريعة خلال الحرب: الإغاثة والدعم الميداني
منذ اليوم الأول للنزوح، جند الاتحاد فرق العمل النسوي في الجبل، حاصبيا، راشيا والشمال، للعمل في مراكز الإيواء. شملت الاستجابة:
تدريب العاملين في مراكز الإيواء على كيفية التعامل مع حالات التحرش الجنسي وتقديم الدعم النفسي للنساء والفتيات.
استقبال وتوجيه النازحين إلى مراكز الإيواء، ومتابعة احتياجاتهم.
توزيع مساعدات إنسانية شملت:
7800 وجبة ساخنة.
17,000 قطعة ملابس.
15,306 رزمة مستلزمات نسائية.
3799 كيس حفاضات للأطفال و300 للكبار.
1324 علبة حليب للأطفال، و20 حصة ألعاب للأطفال.
3978 حصة من مستلزمات النظافة الشخصية.
وفي مجال المساعدات الإجتماعية إستمرت الجمعية خلال العام 2024 في تقديم مساعدات شهرية وموسمية ثابتة وأخرى طارئة عند الطلب إلى نساء وفتيات متعثرات إقتصادياً من المناطق اللبنانية كافة، وقد بلغت قيمتها 75 ألف دولار أميركي.
أطلق الاتحاد حملة "سوا ليكونوا بأمان"، التي جمعت التبرعات ووفرت جلسات توعية ركزت على الحماية من التحرش والعنف الجنسي، تحت شعار "بعز الحرب... صوتك أمانك".
الدعم النفسي والاجتماعي: الصحة النفسية أولوية
استجابة للآثار النفسية العميقة للحرب، أطلق الاتحاد حملة "بعز الحرب صحتكم النفسية أولويتنا" بالتعاون مع جمعية "هدوء". جابت الحملة مراكز الإيواء، وقدمت جلسات دعم نفسي وأنشطة ترفيهية للأطفال والنساء لتخفيف التوتر وتعزيز التكيف مع الظروف الراهنة.
التمكين الاقتصادي: تعزيز استقلالية النساء
رغم الأزمات، استمر الاتحاد بتنفيذ برامج التمكين الاقتصادي. نظمت عشرات الدورات التدريبية لتعليم النساء حرفاً تسهل انخراطهن في سوق العمل، مثل:
الخياطة، التطريز، صناعة الحقائب، والتجميل.
دورات متخصصة مثل تقطير النباتات العطرية، تصنيع الشوكولا، والتصوير الفوتوغرافي.
جلسات محو الأمية وتعليم اللغة الإنجليزية.
وضمن مشروع FEMPOWER المموّل من مجموعة الأبحاث والتدريب للعمل التنموي CRTDA، وتأكيداً على ضرورة قسمة الأدوار الجندرية بين الرجل والمرأة واصل الإتحاد عقد حلقات حوارية تفاعلية تناول فيها أعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر وأثرها على الحقوق الإقتصادية للنساء.
المخيم السنوي: محطة نسوية للتطوير التنظيمي
في صيف 2024، نظم الاتحاد مخيمه النسوي السنوي الأول في المدينة الكشفية بعين زحلتا، تحت شعار "رعايتك لذاتك أولوية مش ترف". حضر المخيم عضوات الهيئة التنفيذية ومسؤولات المناطق، واشتمل على:
تدريبات على الأمن المتكامل والرعاية الذاتية.
ورش عمل حول التمكين السياسي والنسوي للعضوات، بما في ذلك تعزيز قدراتهن على القيادة وصنع القرار.
إطلاق مدونة سلوك جديدة تنظم عمل الاتحاد وتؤكد التزامه بالقيم النسوية.
مراجعة النظام الداخلي للاتحاد وإجراء تعديلات تعزز الكفاءة التنظيمية.
تعزيز القيادة النسوية: مشروع "مشاركة المرأة في القيادة"
بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أطلق الاتحاد مشروع "مشاركة المرأة في القيادة" بتمويل من حكومة كندا. ركز المشروع على:
شرح قوانين الشراء العام والبلديات.
تطوير مهارات النساء في صنع القرار السياسي.
جلسات نقاشية مع سياسيين وحقوقيين وإعلاميين حول دور المرأة في الحياة العامة.
مناهضة العنف ضد النساء والفتيات
استمراراً لرسالته في حماية حقوق النساء، أطلق الاتحاد حملة "كسر الصمت خطوة أولى على طريق النجاة" بالشراكة مع مؤسسة "فريدريش إيبرت". تضمنت الحملة أكثر من 20 جلسة توعية في مختلف المناطق، ركزت على طرق مواجهة العنف الأسري والتحرش الجنسي. كما طالب الاتحاد بتشريعات أكثر صرامة لحماية النساء، في ظل ارتفاع جرائم العنف الأسري إلى 26 جريمة منذ بداية العام. ويستمر برنامج دعم النساء الناجيات من العنف في الاتحاد تقديم خدماته عبر الخط الساخن للجمعية
الهوية النسوية والعمل المجتمعي
عقد الاتحاد ورشة عمل تفاعلية لمراجعة سياساته وهياكله التنظيمية، بمشاركة العضوات ومسؤولات المناطق، لتطوير خطط العمل بما يعكس الهوية النسوية والتزام الاتحاد بقضايا العدالة والمساواة.
كما نظم جلسات حوارية تناولت:
تعزيز التواصل بين الأهل والمراهقين.
حماية الأطفال من التنمر الإلكتروني.
تأثير البرمجة اللغوية العصبية على تحسين العلاقات العائلية.
رؤية نحو المستقبل
في ختام عام حافل بالتحديات، أكدت رئيسة الاتحاد، منال سعيد، إلتزام الجمعية بمواصلة العمل لتحقيق العدالة والإنصاف، قائلة: "نحن هنا لنكون داعمين لقضايانا وقضايا مجتمعنا، بعيداً عن كل الإنقسامات، مع الحفاظ على هوية عملنا النسوي واضعين حقوق وقضايا النساء في صلب جهودنا لبناء مجتمع أكثر عدلاً وإنسانية."
التطلع إلى عام جديد
عام 2024 كان شاهداً على قوة النساء في مواجهة التحديات وبناء مستقبل أفضل. الإتحاد النسائي التقدمي يبقى صرحاً نسوياً يجسد العمل الملتزم والمتجدد، من الإغاثة إلى التمكين، ومن النضال من أجل العدالة الاجتماعية والمساواة إلى بناء مجتمع أكثر إنصافاً وإنسانية.
إلى هذا يتقدّم الإتحاد النسائي التقدمي بجزيل الشكر من شركائه والمؤسسات المانحة على دعمهم السخي لأنشطته وحملاته طيلة العام:
COOPERACIÓN GALEGA farmamundi
XUNTA DE GALICIA
GENERALITAT VALENCIANA
cooperació valenciana
FRIEDRICH EBERT
Organisation internationale de la Francophonie
CRTDA
Canada
UNDP
UN WOMEN
SEEDS for Legal Initiatives
مدنيات