وليد جنبلاط.. رجل كُلّ المراحل
31 ديسمبر 2024
06:54
Article Content
كتب الاعلامي خليل مرداس:
مع نهاية عام 2024، وفي زمن عزّ فيه الوفاء، يستحق الزعيم الدرزي وليد جنبلاط لقب شخصية العام، لما يجسّده من صفات استثنائية تجمع بين القيادة السياسية الرشيدة والإنسانية العميقة. إنه وليد جنبلاط يا سادة، الرجل الذي لولاه "لكانوا الدروز بخبر كان"، كما يُقال.
رمز التحدي السياسي
في زمن الاستبداد والدكتاتورية، تجرأ جنبلاط على قول ما يعجز الآخرون عن قوله. ففي العام 2005، حين كانت سوريا تحت سيطرة بشار الأسد، وصفه جنبلاط بـ"يا طاغية دمشق، يا قردًا، يا حوتًا". كان هذا الموقف علامة فارقة في تاريخ المعارضة اللبنانية، خاصة وسط هيمنة "القمصان السود". واليوم، تتجلى حكمة جنبلاط السياسية أكثر من أي وقت مضى، حيث نرى كيف طحن الحكم الدكتاتوري شعوبه وأفقدها أبسط حقوقها.
صانع الميثاقية
إذا كان الراحل ميشال المر يُلقب بـ"صانع الرؤساء"، فإن وليد جنبلاط هو الذي يضمن الميثاقية لكل رئيس سيدخل قصر بعبدا. لم يكن جنبلاط يومًا رجل صفقات سياسية ضيقة، بل كان دومًا نصيرًا للتوازن الوطني وحارسًا للعيش المشترك.
إنسانية بلا حدود
وليد جنبلاط ليس فقط زعيمًا سياسيًا، بل هو رمز للإنسانية. رأيناه في الحرب الأخيرة على الجنوب والضاحية يستقبل النازحين في الجبل بروح الأب والأخ. ولم ينسَ يومًا تضحيات رفاقه، فهو الذي كان يقول في ذكرى استشهاد كمال جنبلاط: "ادفنوا موتاكم وانهضوا".
رؤية شاملة للتنمية
على صعيد البيئة والصحة والثقافة، كان لجنبلاط بصمة لا تُنسى. دعمه اللامحدود لمؤسسة العرفان التربوية هو دليل على اهتمامه بتنشئة الأجيال على أسس العلم والتربية.
ماذا لو؟
لو كان وليد جنبلاط مارونيًا، لكان رئيس الجمهورية دون نقاش. ولو كان شيعيًا، لحمل مطرقة البرلمان بلا جدال. ولو كان سنيًا، لكان رئيس الحكومة الذي يجمع بين الكفاءة والإخلاص. لكنه، لسوء حظه وحسن حظنا، درزي، ليبقى رمزًا لكل اللبنانيين، لا لطائفة واحدة فقط.
نختم هذا العام بقلم ينبض بحرية وليد جنبلاط، الإنسان والقائد. هو الشخصية التي تستحق أن تكون مثالاً في القيادة والتضحية. ومع نهاية هذا العام، نقول: "شكراً وليد جنبلاط، لأنك تحملت عبء الوطن، ولأنك كنت دائمًا رمزًا للكرامة والوفاء".