شيخ العقل رمزٌ للثبات والعمل الصادق
24 ديسمبر 2024
10:04
آخر تحديث:24 ديسمبر 202410:09
Article Content
كتب الاعلامي خليل مرداس
شيخ العقل سامي أبي المنى، رمز العطاء والعمل الدؤوب، يعدّ اليوم واحداً من أبرز الشخصيات الدينية والاجتماعية في طائفة الموحدين الدروز، ليس فقط بصفته مرجعية دينية، بل بفضل مساعيه الحثيثة التي تخطت الإطار الطائفي لتشمل كل الوطن.
منذ تسلّمه مهام مشيخة العقل، برز أبي المنى كرجل رؤية ورسالة، واضعاً نصب عينيه هدفاً واضحاً: لمّ شمل أبناء الطائفة وتوحيد الصفوف في مواجهة التحديات التي تعصف بالمجتمع. لم يوفّر جهداً في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء، مستعيناً بحكمته وتجربته الطويلة في العمل العام، ليصبح صوت العقل والاعتدال في زمن الاستقطاب والتفرقة.
إلى جانب دوره التوفيقي، أظهر الشيخ سامي أبي المنى غيرة حقيقية على أبناء الطائفة، حرصاً على مصالحهم وحقوقهم. قضايا الشباب والتعليم، وتمكين المرأة، والحفاظ على الهوية والتراث الديني والثقافي، كانت في مقدمة أولوياته. لم تكن تضحياته مجرّد كلمات تُلقى على المنابر، بل جسّدها بأفعال ومبادرات تركت بصمة واضحة في نفوس من تابعوا مسيرته. كذلك، لم تغب عن بال شيخ العقل ضرورة تعزيز مكانة الطائفة في الإطار الوطني. فقد عمل بجدّ على بناء جسور التواصل مع مختلف المكونات اللبنانية، إيماناً منه بأن لبنان لا يُبنى إلا بالتفاهم والتكافل. وفي هذا السياق، جاءت مبادراته لتعزيز التعاون مع المؤسسات الدينية والمدنية، ساعياً لتثبيت قيم العيش المشترك التي لطالما شكلت جوهر رسالة الموحدين الدروز.
لم يكن طريق أبي المنى سهلاً، لكنه اختار السير فيه بإرادة صلبة وشجاعة لافتة، مدفوعاً بحب الطائفة والوطن. وفي وقتٍ تعصف فيه الأزمات، يبقى شيخ العقل رمزاً للثبات والعمل الصادق، نموذجاً يُحتذى به في القيادة القائمة على الحكمة والتضحية.