هنا دمشق.. هنا وليد جنبلاط
23 كانون الأول 2024
14:30
آخر تحديث:23 كانون الأول 202415:19
Article Content
لدمشق ربيعها.. ولحوران كل الفصول. ما بين الربيع والفصول الاخرى، يبقى لوليد جنبلاط فصله السياسي الخاص لا أحد سواه يعرف متى يبدأ وكيف يكون مساره، ومتى ينتهي!.
لم يطل انتظار وليد جنبلاط على ضفة النهر لعبور جثة نظام أمعن قتلاً وتدميراً في بلدين، ونحر فلسطين من النهر إلى البحر. أحد صبية الممانعة بعد أن التقى أبن الأسد قبل بضعة أشهر قال إن :”رياح التسويات ستجرف المنتظر لجثتنا على ضفة النهر”. ثقة عمياء بديكتاتوري أحمق، وأحمق كل من صدقه.
ايحق لوليد جنبلاط ما لا يحق لغيره؟ ربما.
العلاقة الملتبسة بين دار المختارة وقصر المهاجرين، لم تكن بشأن دم كمال جنبلاط وحركته الوطنية والثورة الفلسطينية فحسب، بل تمتد إلى ما بعد بعد السياسي والفكري والثقافي والاجتماعي.
في لحظات مصيرية “هادن” وليد جنبلاط قصر المهاجرين، سامحه بالدم ولكنه لم ينس. هذه المسامحة لم تكن وليدة لحظة تخلٍ، أو نزوة سياسية. قالها جنبلاط الأبن يوم كانت دمشق تحت مقصلة الحصار الامريكي – الإسرائيلي. وقالها مرة ثانية مع الحركة الوطنية اللبنانية اثناء حصار بيروت صيف العام 1982 لفك عقدة حبل المشنقة عن “رقبة” الأسد الأب ولحماية ظهر “جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي”.
بالأمس، زار وليد جنبلاط دمشق بعد أن عبرت جثة النظام السابق أمامه. ها هو يفتح مرة اخرى طريق الشام أمام جميع اللبنانيين كما فعل في العامين 1977 و1982. قال لرئيس ادارة العمليات العسكرية السورية أحمد الشرع، وعلى مسمع من نجله تيمور وقادة حزبه وطائفته، إن العلاقة السوية بين لبنان وسوريا تكون عبر المؤسسات الرسمية، وأن الآوان حان لانهاء العلاقة الملتبسة بين بيروت ودمشق.
دشن وليد جنبلاط من جديد طريق بيروت – دمشق، لم يتأخر في زيارة الشام لفهم ما حصل والتعبير عن قلقه إن لم تحسم سوريا الجديدة خياراتها الوطنية أولاً والعروبية تالياً. الرجل “المشاكس” الذي احترف السياسية وعلومها ، مؤمن إلى أبعد مدى بمقولة رفيقه الشهيد سمير قصير :”خلاص لبنان من خلاص سوريا”.