من هنري حلو2 إلى ميشال عون 2
21 كانون الأول 2024
06:28
Article Content
جملةٌ أشعلت رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الجملة وردت في بيان كتلة اللقاء الديموقراطي، وتقول: “أعلنت الكتلة تأييدها لانتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية”.
أنتهت الجملة واندلع حريق السجال. باسيل أطلق النار فأصاب زعيم المختارة وليد جبلاط والنائب السابق في كتلة جنبلاط، هنري حلو، فغرَّد عبر مصادره كاتبًا: “مش جنبلاط يلّي بيرشّح عن المسيحيين ! هيدا هنري حلو تاني…”.
فات باسيل أن جنبلاط “لم يرشِّح عن المسيحيين” بل هو “أيد”، وهناك فرق في المعنى بين ” رشَّح “و ” ايَّد”.
هذه ملاحظة أولى، الملاحظة الثانية:
مَن رشَّح العماد ميشال عون؟ اليس السيد حسن نصرالله؟ ألم يُنقَل عنه قوله:” إما عون وإما عون”؟ وقتها هل ” المسيحيون هم الذين رشّحوا”؟ لماذا لم ” يقم القيامة يومها” ؟ حتى عندما رشَّح ثنائي حزب الله- أمل رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه، لماذا لم يقل جبران باسيل:
“مش بري ونصرالله يلِّي بيرشحو عن المسيحيين”، فهل بري ونصرالله بسمنة وجنبلاط بزيت؟
لم ينتهِ السجال عند هذا الحد، بل استعر عندما ردَّ النائب السابق هنري حلو على باسيل، فكتب:”مصادر رئيس التيار الوطني الحرّ تشبّه ترشيح اللقاء الديموقراطي للعماد جوزاف عون بأنه هنري حلو تاني. مع تأييدي التام لترشيح قائد الجيش، أعتقد أن الأهمّ ألاّ يكون أيّ رئيس مقبل، كائناً من كان، ميشال عون تاني”. .
هنا سجَّل هنري حلو هدفاً ثميناً في مرمى باسيل، فهو رشَّحه جنبلاط سابقًا، لكنه لم يصل ” ليعرف الناس خيره من شرِّه”، لكن تحذيره من ” ميشال عون تاني” هو دقٌ لناقوس الخطر من تكرار تجربة "ميشال عون الأول” الذي كان عهده من أسوأ العهود التي مرَّت على البلد، قبل الطائف وبعده، والعماد عون بنفسه مَن قال للبنانيين ” إننا ذاهبون إلى جهنم”.
ولا ينفع هنا التذرّع بمقولة “ما خلّونا”! فمَن الذي ” ما خلَّاه”؟ العماد ميشال عون كان حليفاً لحاكمَي البلد: حزب الله ونظام الأسد، فلماذا لم يحرجهم ويقلب الطاولة حين بدأ يشعر أنهم ” لن يخلَّوه”؟ لماذا لم يتذكَّر سابقة الرئيس الياس سركيس حين رمى استقالته في وجه الرئيس الراحل حافظ الأسد، والجميع يعلم ان الرئيس سركيس لم تكن لديه حيثية شعبية كما العماد عون، كما ان الرئيس حافظ الأسد لم يكن كنجله بشار، لكن الرئيس سركيس تجرَّأ فيما لم يجرؤ العماد عون حتى على التلويح بالإستقالة، ربما خشية أن تُقبَل.
في موضع “شهوة السلطة”، لا بد من التذكير بحقائق تاريخية:
النائب الراحل بيار حلو، والد هنري حلو، زهد بقصر بعبدا مرتين: مرة حين عرض عليه الرئيس أمين الجميل في 22 ايلول عام 1988 ترؤس حكومة أنتقالية. ومرة حين عُرِضَت عليه الرئاسة إثر اغتيال الرئيس رينيه معوض.
في المقابل، العماد عون دخل إلى قصر بعبدا بالقوة، وإنْ كان الغطاء عبارة عن مرسوم تعيين المجلس العسكري حكومة انتقالية، في 22 أيلول 1988، والذين عايشوا تلك المرحلة يعرفون المقصود من أنه ” دخل بالقوة” . وخرج بالقوة في 13 تشرين الأول 1990.
فبين الزهد بالدخول إلى قصر بعبدا مرتين، وبين الدخول بالقورة إلى قصر بعبدا، كل الفرق.