كمال جنبلاط الشعلة التي لا تنطفئ
16 ديسمبر 2024
11:41
Article Content
كلّما اتسعت الهوة بين الأغنياء والفقراء، تذكّرنا كمال جنبلاط الثائر على الظلم والفساد والمطالب بحقوق الناس.
كلّما ارتفع منسوب الطائفية في لبنان، تذكرنا كمال جنبلاط المنادي بإلغاء الطائفية وبناء دولة القانون والمؤسسات واحترام الإنسان كقيمة فكرية وروحية بحد ذاته.
كلّما إستشعرنا بالخطر على الكيان والقلق على المصير، تذكرنا كمال جنبلاط الذي إستشهد من أجل لبنان.
كلّما سمعنا صوتاً ينادي بالإصلاح والتغيير وبناء دولة تواكب الحداثة والتطّور، تذكرنا كمال جنبلاط و "برنامج الحركة الوطنية للإصلاح السياسي".
كلّما حصل إعتداء إسرائيلي على لبنان وعلى جنوبهِ تحديداً، تذكرنا مقولة كمال جنبلاط الجريئة: " كل شيء للجنوب" أرض المقاومة والبطولة.
كلّما سقط لنا شهيد دفاعا عن أرض الوطن، تذكرنا كمال جنبلاط الذي اعتبر " الشهيد يشهد بموته على صحة معتقده".
كلّما إعترانا الخوف من الموت، تذكرنا قول كمال جنبلاط القاطع: " الموت تسمية خاطئة لأنّه لا يوجد".
كلّما راودنا الضعف والإنهزام، تذكرنا مقولة كمال جنبلاط الخالدة: " إنَّ الحياة انتصارٌ للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء "
كلّما عانينا من حُكّام مرتهنين للخارج، تذكرنا مقال كمال جنبلاط الشهير في جريدة "الأنباء": " جاء بهم الأجنبي فليذهب بهم الشعب ".
كلّما رأينا مسؤولاً من حديثي النعمة في الدولة، تذكرنا قول كمال جنبلاط: " من أين لك هذا؟ "
كلّما ارتفع صوت يشكك بعروبة لبنان وإنتمائه القوميّ، تذكرنا كمال جنبلاط الذي أعتبر لبنان عربيّ الهويّة والإنتماء.
كلّما ابتعدت السياسة عن الأدب والأخلاق، تذكرنا مقولة كمال جنبلاط العظيمة: " السياسة مسلك شريف لأنَّ لها علاقة بقيادة الرجال وتوجيههم ".
كلّما رأينا هذا الفهم الخاطئ للحريّة، تذكرنا كمال جنبلاط الذي حذّرَ من فصل الحريّة عن شرع العقل كي لا نقع في المخازي والانحرافات.
كلّما تحوّلت المناظرات على شاشة التلفزة إلى جدل بيزنطي عقيم، تذكرنا كمال جنبلاط الذي أعتبر الغاية من الجدل كشف الحقيقة لا طمسها.
كلّما غدا الكذب سيّد الموقف في حياتنا اليومية، تذكرنا كمال جنبلاط الإنسان الصادق الأمين المنسجم مع نفسهِ وقناعاته.
كلّما غدا الضمير في خبر كان، تذكرنا كمال جنبلاط الذي أعطى الأولوية للضمير على ما عداه في العمل الحزبيّ وغيره.
كلّما طغت هذه المكيافيلية الهدّامة في حياتنا الإجتماعية، تذكرنا كمال جنبلاط الذي حذّر منها ورفض فصل الغاية عن الوسيلة.
كلّما رأينا بأمِّ العين الأسرة اللبنانية تتفكك وتنهار، تذكرنا كمال جنبلاط الذي أكَّد أنَّ "الأسرة نواة المجتمع" وعندما تكون بخير يكون الوطن بخير.
كلّما رأينا القمع والإضطهاد يعمُّ مختلف البلاد العربية، تذكرنا كمال جنبلاط الذي رفض السجن العربي الكبير ودعا إلى حريّة الرأي والتعبير.
وكلّما رأينا حركة معارضة تطالب بالإصلاح المنشود تُتَّهم بالعمالة أو الخيانة، تذكرنا كمال جنبلاط الذي رفض أنظمة القهر والإستبداد والتطاول على حقوق الناس.
أخيراً، كلّما كنّا مثلَ كمال جنبلاط نكون أنقياء القلب أطهار النفس على درب الحقّ.
الشويفات في: 3/12/2024.
خالـد حسـيب صعـب