لبنان والتحدي المستقبلي الأخطر... ماذا تخطط إسرائيل للشرق الأوسط؟
11 ديسمبر 2024
17:32
Article Content
مع إنتهاء حقبة الظلم في سوريا، غداة سقوط نظام حزب البعث، إنطلق مسار البحث عن مستقبل جديد وهوية سياسية، إذ تسلّمت الحكومة السورية الانتقالية برئاسة محمد البشير رسمياً مقاليد السلطة حتى أول آذار 2025. لا شك أن سقوط النظام السوري، كالفقاعة في الهواء، له قراءته وانعكاساته على الشرق الأوسط عموماً ولبنان كذلك.
وبالمقابل، تزامن الهجمات الحربية الإسرائيلية الكبيرة على سوريا، بهذا العدد الهائل، والتي طالت البنى التحتية العسكرية ومراكز الدراسات والمواقع الإستراتيجية، يؤشر إلى قرار متخذ على مستوى رفيع.
يعتبر الكاتب السياسي جورج علم أن صمت العالم إزاء ما يحصل ودون أن يحرّك أحد ساكناً يعني أمرين، بحيث "أي مسار سياسي سينطلق في سوريا سيكون لإسرائيل رأي فيه، إما بصورة مباشرة أو بواسطة الولايات المتحدة".
وفي السياق، ما بعد تشكيل الحكومة إنتقالية، ما سيتبعها من إستحقاقات، "لتنفيذ مندرجات القرار الدولي 2254 الذي ينص أيضاً بعد تشكيل حكومة مؤقتة كتابة دستور جديد لسوريا، مع الدستور الجديد وبعد التفاهم بشأنه تجرى انتخابات رئاسية برلمانية وتشكيل حكومة جديدة"، وفق علم. ويسأل": "تُرى ألا يكون لإسرائيل دور في هذا السيناريو؟ بالتأكيد نعم".
إلى ذلك، يحذر علم من أن تشكيل الشرق الأوسط الجديد إنطلاقاً من غزة، مروراً بلبنان، وصولاً إلى سوريا، وإستكمالاً فيما بعد في العراق وصولاً إلى إيران، هو "تفتيت الشرق الأوسط إلى دويلات طائفية مذهبية فئوية جهوية، وبالتالي هذا المسلسل مستمر مع الأسف على الرغم من أن البعض يدرك تماماً مخاطره، ولكن لم يقم بأي حراك لوقفه"، على حد تعبيره.
ويلفت علم إلى إن "الدليل على ذلك أننا في لبنان ما زلنا نتشاطر حول كيفية إنتخاب رئيس جمهورية وما هي المواصفات المطلوبة، علماً أن إنتخاب رئيس جمهورية الآن وقبل الغد هو ضمانة للإنطلاق نحو إعادة توحيد لبنان وتفريغ مؤسساته وتشكيل حكومة جديدة وإنتهاج سياسة خارجية منفتحة على دول الخليج والعالم العربي وأوروبا والرأي العام الدولي والصناديق المانحة والمؤتمرات الداعمة للبنان مالياً، لكي يصار إلى إعادة ما تهدم وبالتالي إنعاش الاقتصاد اللبناني".
ويرى علم أن لبنان الذي يعاني من الفراغ اليوم، إنما "يقدّم هدية ثمينة لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تتعهده إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة الأميركية لتفتيت المنطقة إلى الدويلات، بحيث تكون إسرائيل هي الكيان الأقوى بين مجموعة الدويلات التي ستنشأ".
ويعتبر علم أنه لا زال بالإمكان مواجهة هذا المشروع "لكن بطبيعة الحال يجب أن تكون هناك وحدة وطنية إن في لبنان أو في سوريا لوقف الإنهيار"، محذراً من أن إستمرار الأمور على ما هي عليه يعني "أن إسرائيل تنفذ هذا المشروع حجراً بعد حجر ومدماكاً بعد مدماك بحيث يصبح أي جديد أمراً واقعاً لا يمكن مواجهته فيما بعد".
وفي زمن التحولات السياسية على مستوى الشرق الأوسط، والقرار المتخذ بتقويض نفوذ إيران في الشرق الأوسط، والتي أتت بعد سنوات من الشعار الذي كان مرفوعاً بتغيير سلوك النظام في سوريا، وما أنتجه من تراكمات سياسية وميدانية، يضع لبنان أمام تحدٍّ مستقبلي، مهدد لكيانه وتنوعه.