زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى، على رأس وفد ضم أعضاء كتلة اللقاء الديمقراطي النواب وائل أبو فاعور، فيصل الصايغ وهادي أبو الحسن، أمين السر العام في "التقدمي" ظافر ناصر ومستشار النائب جنبلاط حسام حرب.
وبعد اللقاء تحدث النائب فيصل الصايغ باسم الوفد فقال: "تشرفنا اليوم بزيارة صاحب السماحة كوفد من اللقاء الديمقراطي برئاسة الأستاذ تيمور جنبلاط، وطبعا نحن اعتدنا على التشاور مع سماحته بكل المراحل الوطنية الأساسية التي تهم لبنان ولاشك في ان لبنان اليوم يمر بمحطة مصيرية ستؤثر على أبنائه للمستقبل البعيد، وبالتالي فالمطلوب من القيادات اللبنانية أن تتوافق وتتوحد حول القرارات الكبرى للبنان، وعلينا أن نتعظ من الحالة التي أظهرها اللبنانيون من تضامن واحتضان ووحدة خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان".
اضاف: "نحن أمام اتفاق وقف اطلاق النار وهذا الاتفاق هو برعاية دولية واسعة، وبموافقة الحكومة اللبنانية وموافقة دولة الرئيس نبيه برّي وبموافقة المقاومة، فالمطلوب أن يكون هناك تطبيق صادق لهذا الاتفاق، الذي هو قرار دولي 1701 الذي يؤدي لاحقا إلى حسن تطبيق اتفاق الطائف".
وقال: "شاهدنا بالأيام الأخيرة خروقات لهذا الاتفاق ولا بد أن ندعو هنا اللجنة الخماسية الموكلة مراقبة هذا الاتفاق الى الإسراع في القيام بواجباتها لوقف الانتهاكات الإسرائيلية التي تخرق هذا الاتفاق. وكان التوافق مع سماحته حول أولوية مهمة لهذه المرحلة هي أولوية بناء المؤسسات التي تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية، يكون جامعا وإصلاحيا وتتشكل معه حكومة إصلاحية أيضا وكفوءة تواكب كل المرحلة التي تكلمنا عنها من تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار إلى تنفيذ القرار 1701 وصولا إلى تطبيق كامل لاتفاق الطائف".
وتابع: "نحن اليوم مدعوون الى أن يكون 9 كانون الثاني موعدا حاسما لانتخاب رئيس، كان هناك توافق مع سماحته على إشادة بالدور الذي لعبه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ودولة الرئيس نبيه برّي للوصول إلى التهدئة والاتفاق الذي وصلنا اليه مؤخرا، نحن اليوم أمام تحديات كبرى، ولا ننسى أننا بعد انتخاب رئيس سيطل علينا مشروع تنفيذ برنامج مع صندوق النقد الدولي لنعيد الانتظام المالي لنحمي أموال المودعين، ولنعيد هيكلية المصارف وبالتالي هناك برنامج إصلاحي طويل يتضمن الإصلاح القضائي مع قانون مستقل للقضاء وبالتالي نحن عندنا تحديات كبرى في وقت تشهد المنطقة توترات حولنا فنحن مجبورون بتعزيز وحدتنا وتفاهمنا".
أسئلة وأجوبة
سئل:هناك أمنيات لتأجيل انتخاب رئيس للجمهورية في الموعد المحدد فما رأيكم؟
اجاب:"هذا التمني الذي سمعناه إذا كان صحيحا هو رسالة لمن يمثل لأن الهدف منه قبول الرئيس من الطرف المتمني بمعنى ان يكون رئيس الجمهورية ضمن التوافق الواسع مع جميع الأفرقاء ، ولا أحد ينكر التوافق لأن الرئيس المنتخب والحكومة المشكلة سيطلان على العالم وسيكون للحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية مسؤوليات كبرى للقيام بورشات عمل كبرى أهمها وأولها إعادة الإعمار وانتظام المؤسسات"، مشيرا الى اننا" بحاجة الى مساعدة كل الدول وهناك مسؤولية على النواب والقيادات اللبنانية للتوافق والتعاضد ونحن لسنا قاصرين كي لا نتفق على رئيس جامع وإصلاحي يحظى برضى الشعب اللبناني أولا والدول العالمية، وكتلة اللقاء الديمقراطي تنسق مع الجميع داخليا وخارجيا لتسهيل عملية الانتخاب".
سئل: هل بدأ اللقاء الديمقراطي يبحث بالأسماء لانتخاب رئيس؟
احاب:"لم نبحث بعد بالأسماء وهذا المضوع بعهدة الزعيم وليد جنبلاط ورئيس كتلة اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط وسنعقد لقاءات في هذا الشأن ومن المؤكد انه سيكون هناك قرار في هذا الشأن".
سئل:هل تتوقع أن يرى اللبنانيون الدخان الأبيض في الموعد المحدد لانتخاب الرئيس؟
اجاب:"اذا لم يكن في 9 كانون الثاني فمن المهم ان تكون الدورات مفتوحة كما فهمنا من الرئيس نبيه بري وبالتالي اذا لم يتم الانتخاب من الجلسة الأولى ربما من الثانية او الثالثة فأمامنا شهر للاتفاق والتوافق ولا عذر لدينا وعلينا مسؤولية وتحد كبير أمام شعبنا".
سئل:"هل الاتفاق والتوافق يشمل أيضا الرئاسة الأولى والثالثة؟
اجاب:"الدستور يقول واحدة واحدة ومن المفيد ان يكون هناك تصور عام لكل المرحلة المقبلة، وهناك اهتمام دولي ليس فقط بانتخاب الرئيس، بل بتشكيل الحكومة رئاسة ووزارات محددة مثل المالية والاقتصاد والعدلية وحاكمية مصرف لبنان وهناك باقة كبير للعمل يجب ان ننفذها خطوة خطوة بأن ننجح بانتخاب رئيس وتكليف رئيس حكومة وهما يقرران".
المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى
كما زار النائب جنبلاط والوفد المرافق المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، حيث التقى الشيخ علي الخطيب بحضور المستشار الاعلامي لرئاسة المجلس واصف عواضة والسيد علي الحاج و وجرى البحث بآخر المستجدات.
وبعد اللقاء، لفتَ النائب هادي أبو الحسن إلى أنَّ "زيارة الشيخ الخطيب تكتسب أهمية بعد وقف العدوان الإسرائيلي وبعد سريان وقف اطلاق النار، وكانت جولة أفق، تم خلالها استعراض كل المراحل السابقة، والحالية والبحث في المستقبل".
وأضاف أبو الحسن: "أهمية ما يحصل اليوم، هو مسألة تثبيت وقف إطلاق النار، وقف الخروقات الإسرائيلية التي تخطت 70 الى 80 خرقاً حتى اللحظة، والمهم التأكيد على المرتكزات والثوابت، التي انطلقت أولاً من الاجتماع الروحي الذي عُقد في بكركي، والبيان الصادر عنه، ثم لقاء عين التينة الذي أكد على أهمية وقف النار والقرار 1701 وانتخاب رئيس للجمهورية، ويبقى المرتكز الأساسي تطبيق الـ1701 بكل مندرجاته والتأكيد على الدولة اللبنانية كمرجعية في تطبيق هذا الاتفاق".
وتابع: كانت مناسبة مع الشيخ الخطيب للتأكيد على دور الجيش اللبناني المعني الأساسي بتطبيق هذا الاتفاق، ومندرجاته ميدانياً، لكن جميعاً مؤمنون ومصرّون على أن اتفاق الطائف هو المظلة التي يجتمع تحتها كل اللبنانيين".
وختم أبو الحسن: "المهم أن نستفيد من هذا الهدوء والاستقرار، لتثبيت وقف اطلاق النار وانطلاق العملية السياسية والدستورية وانتخاب رئيس للجمهورية يكون توافقي، بعدها تشكل الحكومة، وأمامنا تحديات جمة ليس أقلها مسألة إعادة الإعمار، والشروع في الاصلاح الاقتصادي والمالي، مجدداً نتطلع بشكل إيجابي للمستقبل، وندعو كل الأفرقاء في لبنان أن نتلقى المشترك".
الخطيب
من جهته، رحب العلامة الخطيب، قائلاً: "إننا سنزور الجبل ودارة المختارة لنشكركم على الجهود التي بذلتموها في رعاية النازحين جراء العدوان الإسرائيلي ، وعلى المواقف التي أطلقها الزعيم وليد جنبلاط وسماحة شيخ العقل والحزب التقدمي الاشتراكي في هذه المعركة التي وصفتها بأنها معركة الوحدة الوطنية، لما أظهره الشعب اللبناني في كل المناطق من شهامة واحتضان في موضوع النازحين.واعتقد أن هذا الجو يجب استغلاله لبناء الدولة. فنحن أهل الدولة القوية العادلة وبناء الجيش القوي الذي يحمي هذه الدولة وناسها .وهذا الموقف ليس جديدا علينا ،فقد أطلقه سماحة الإمام السيد موسى الصدر عندما أسس هذا المجلس ،وما يزال موقفنا ثابتا في هذا المضمار .ولذلك نكرر أننا أكثر الناس تمسكا بالدولة ، بدءا بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة تقوم بأعباء المرحلة المقبلة. ولو كانت الدولة حاضرة في الجنوب لما كنا اضطررنا إلى المقاومة والسلاح لتحرير الأرض ورد العدوان،واستشهاد خيرة شبابنا من أجل ذلك.
أضاف: نحن نثمن عاليا دوركم في مرحلة العدوان ،وطنيا وسياسيا ،كما نقدر التعاون بين الرئيس نبيه بري والسيد وليد جنبلاط،كما نقدّر دور سماحة شيخ العقل الشيخ سامي أبي المنى خاصة في القمة الروحية.
وقال النائب أبو الحسن "إن ما تم في الجبل كان واجبا وطنيا وانسانيا ،والمهم أن نستثمر ما حصل في سبيل بناء البلد .وكلامكم صاحب السماحة عن الدولة مهم جدا ،وهناك مصلحة وطنية في تنفيذ القرار 1701 ،ونؤكد على أهمية التعاون بين الرئيسين بري وميقاتي ووليد بيك،وقد كان موقفهم تاريخيا في إخراج البلد من المستنقع الذي وقعنا فيه .والمطلوب انتخاب رئيس ،ولكن المطلوب مرونة في هذا الأمرنظرا لتركيبة المجلس النيابي. واللقاء الديموقراطي برئاسة تيمور بك سوف يواصل مسيرته في تقريب وجهات النظر من أجل هذا الغرض.
ورد العلامة الخطيب بأن "أملنا كبير بجهود تيمور بك لتقريب وجهات النظر.وأعتقد أن هناك وعيا وطنيا لعدم الدخول في مرحلة جديدة من الحروب والخراب .والجنوب يضم كل الطوائف كما تعرفون ، وكلنا مواطنون لبنانيون،والتمايز الديني لا يعطي تمايزا في الحقوق والواجبات،فالدين الذي يميز ليس بدين ،بل هو دين شيطاني".
النائب فيصل الصايغ قال "إن التضامن الوطني كان غالبا ،رغم بعض النتوءات القليلة ،ونحن كقوى سياسية يجب ان نتعظ من هذه التجربة ونقد حلولا للناس .والمطلوب حوار سياسي لتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه".
وقال النائب أبوفاعور إنه "على الرغم من مرارة الحرب ،فإننا نأمل أن تكون المرحلة المقبلة أقل ضراوة،وليس ظاهرا أننا ذاهبون إلى مرحلة مريحة ،لذلك علينا أن نعي كيف نحمي لبنان ،لأن النقاش سيكون صعبا في المرحلة المقبلة .لذلك نرى أن يكون دور سماحتكم الشخصي أساسيا مع القيادات السياسية والروحية للتخفيف من التوترات" .
وختم العلامة الخطيب قائلا: لبنان مستهدف بكل أطيافه وقطاعاته ،ولذلك نتمسك ببناء الدولة .المقاومة أعلنت التزامها بالقرار 1701 والتعاون مع الجيش ،ولكن المطلوب ضمانة للبنانيين ،وفي اعتقادي ان إسرائيل لن تلتزم بالاتفاق الذي تم التوصل اليه وهي تقوم بخروقات يومية ،ويجب ان يعي اللبنانيون جميعا خطورة هذا الأمر.