ألبوم بألوانٍ... بعدسةِ وطنٍ
15 نوفمبر 2024
06:45
آخر تحديث:15 نوفمبر 202406:46
Article Content
هو الآن يجالس الأمس بلقاء غريب المستجدات قريب النتائج، حضّر له القدر مرات، وفي الختام اتخذت صور تذكارية بعدسة وطنٍ "بالملوّن" لا الأبيض والأسود، هي الحداثة تستبق الأحداث، هو الآن "يُفيِّق" الأمس، يتصفحان ألبوم إختزن أعواماً من ذكريات ألوان تناثرت بين حلوها ومرّها، فكان خير جليس اللقاء.
هو الآن ومنذ الأمس يُعلي العلم اللبناني في كل الأرجاء بألوانه المعتمدة المعبرة لرمزية تتوسطه الأرزة الخضراء صموداً وخلوداً "تفيّ" شاطىء البحر الأبيض المتوسط.
هو الآن يُذكّر الأمس بإدراج لبنان على اللائحة الرمادية، وقد رُفِع عنها بالأمس بإقرار قانون مكافحة تبييض الأموال، أما الآن، ما زال مدرجاً من مجموعة العمل المالي، لكن قد يُستبعد إدراجه على اللائحة السوداء لبعد الأسباب.
هو الآن يتوافق مع الأمس حول أطماع العدو ونواياه السوداء حول لبنان واحتلاله وعدوانه وحروبه الدائمة منذ سنوات، فرُسم الخط الأزرق من قبل الأمم المتحدة للفصل بين الجانبين والتأكد من انسحاب العدو من الأراضي اللبنانية عام 2000.
هو الآن يُخبِّر الأمس عن وحشية ليست بجديدة، بلون الحقد والجنون، أباد الحجر والبشر قد يكون توصيف قليل إن أردنا تقريب "الزوم"، فلن تشتمل الصورة لكل إجرامه، لا بل نريد مكبراً للصوت والصورة لعلّ تلاقي آذاناً صاغية وصاحية من المجتمع الدولي وليُبصِر هذه المشهدية بلون العدالة والعقاب، " وإن حكمتم بين الناس فاحكموا بالعدل".
هو الآن يوثق عدواناً، يتوخى رصد الحدث بالدقة والمصداقية والموضوعية، فلم يَرِق له ذلك، فاستهدف كاميرا الصحافة ومن حملها وعملها، أزعجه لون الشفافية والنقاء، امتعض من التوثيق ودرع لم يردع، فكان الخبر بالحبر الأحمر.
هو الآن يُسجِّل خطر عدوان لربما لم يشهده الأمس في تاريخ الحروب والنزاعات، وأيضاً درع لم يردع، الدرع الأزرق على الأماكن الأثرية، ليُطرح السؤال الأخطر أيحتاج ذاك العدو إلى هذا الدرع ليمتنع ويجتنب القصف المتعمد والممنهج على المواقع التاريخية! ها هي منشأة منذ مئات السنوات ومقصداً عالمياً لا تحتاج لدليل أو لدرع ليمنعه: قف هنا إرث وتراث وتاريخ وحضارات، فإذا به يدرك ما تحت الأرض ألا يعلم ما فوقها!
هو الآن يُخلِّد مع الأمس بطولات بصورة اعتلى إطارها العنفواني شريطة سوداء ترثي أبطال الجيش اللبناني، ببدلة متماهية وألوان الأرض والجذوع والجذور والكرامة، تعتلي جدران كل المنازل وسام شرف تضحية ووفاء، فكل بطل فقيد كل عائلة فقيد كل الوطن.
هو الآن يوثق عدواناً تقاوى على الحجر فأرداه رماداً، وبارز الأطفال فرقد الفستان الزهري وربطة العنق الزرقاء بين أحضان الفاجعة واللإنسانية بين أوجاع الوطن، وتلهت الطفولة عن طفولتها ولجأت إلى المدارس إيواءً لا تعلماً، فبَعدَ أن كان المطلب الحق في مجانية التعليم، أصبح صرخة واجب لحَقٍ في التعلم مهما كان ثمنه.
هو الآن يؤكد للأمس ما هو مؤكد، فإذا للعدو، في خريفٍ، استراتيجية جرف الحجر، فلن يتمكن من جرف ترابٍ فيه بصمات أهل الأرض، هو الآن يؤكد للغد لا بد لهذا التراب أن يثمر، بزهر اللوز وتورق قصافي زيتون السلام وسنابل القمح الشقراء على الموائد...، لا بد من ربيع مشرقي مشرق، وسنلتقط صورة تذكارية ب"كوستيم" موحد بلون وطني، نرفقها بذاك الألبوم، ذاكرة الآن ذكرى الأمس.