وحدودنا السماء... ميدان عنفوان وإرادة بقاء

05 تشرين الثاني 2024 21:34:36

أهلاً بكم على متن جولة استطلاع أرض _ جو مدنية ميدانية، بتسيير رحلة تؤرخ لجولات صمود، في ظل ما يتعرض له الوطن من استراتيجية جرف المناطق الحدودية الجنوبية، وقصف معابر الحدود الشرقية، كانت الحدود الجوية بحراسة وعناية إلهية تسعف إقلاع الطائرات من مطار بيروت الدولي فوق الطيران الحربي، وهبوطها وسط أعمدة الدخان الأسود جراء الصواريخ المحرمة دولياً.

أهلاً بكم على متن رسالة وجودية ووجدانية ليست بجديدة على مقلع ومدرج الصمود لبنان، سنقوم بحجز بطاقات سفر من الدرجة الأولى، صلة وصل بين الأوطان، فإذا على الأرص قلاع حضارات وتراث ففي السماء أيضاً قلعة كطائر سلام بجناحين عربي وغربي من لبنان لكل العالم، ويا قلعة ما يهزك عدوان.

أهلاً بكم على متن الخطوط الجوية الوطنية اللبنانية الشركة الوحيدة التي ما زالت تسيّر رحلاتها بعد امتناع كل الشركات الأجنبية المخاطرة في ظل وحشية القصف الذي يطال المناطق المحيطة بالمطار، وسط التحديات الأمنية والمادية والمعنوية، حيث تقلع محملة بالركاب وتعود شبه فارغة مليئة بالأعباء والتكاليف، وأيضاً بالبسالة والشجاعة التي يتحلّى بها الطاقم من كابتن ومساعدوه والمضيفات اللواتي على تواصل مباشر مع الركاب يتحلّين بالهدوء وتمالك النفس لينعكس إيجابية وارتياح لعدم هلع وذعر المسافرين.

أهلاً بكم على متن برج المراقبة والجهود والمساعي المحلية والدولية لتحييد المطار، فهبطت التطمينات على مدرج التأكيد، لكن هل من ضمانات !؟ ومن يضمن جنون عدو أباد الحجر والبشر، لم يقلع عن إجرامه ولن تهبط إنسانيته على مشارف القواعد الحربية والاتفاقات الدولية.

أهلاً بكم على متن أسطول الأبطال، وللجو معركة صمود وعنفوان وإرادة بقاء، ليبقى للبنان منفذاً للخارج، يخلق ميدان سلمي عابر للقارات، ليُحَلِّق الطيران المدني فوق الطيران الحربي، يسجل نضال تاريخي حدوده السماء.