ينشغل العام بأسره اليوم في الإنتخابات الأميركية، فيما الرهانات تتأرجح بانتظار مَن سيكسب الرهان ويدخل البيت الأبيض، إمّا كامالا هاريس أو دونالد ترامب، اللذان يتنافسان إلى جانب السباق الإنتخابي، على إعادة السلام والاستقرار إلى الشرق الأوسط ووقف الحروب الدائرة في المنطقة.
وفيما يتبيّن مسار السباق الرئاسي في عدد من الولايات حيث باتت النتائج شبه محسومة، فيما لا تزال الأصوات في ولايات أخرى متعثرة خصوصاً في الولايات المتأرجحة التي تشكّل الفارق في هذا الإستحقاق على أن تتضح الصورة اليوم بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
في السياق، أشار الصحافي والمحلل السياسي بشارة شربل إلى أن ما من أحد يمكنه معرفة الفائز في الإنتخابات الأميركية كامالا هاريس أم دونالد ترامب، إنما الترشيحات بحسب رأيه تشير إلى تقدّم هاريس على ترامب الذي عليه أن يحصل على تأييد 5 ولايات متأرجحة لضمان فوزه على منافسته.
شربل وفي حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية رأى أنه أياً تكُن النتيجة، فلن تغيّر شيئاً بالنسبة للبنان، لكن طريقة ترامب في التعاطي مع الازمات تختلف عن الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، لافتاً إلى أن لبنان ملتزم بقرارات دولية وأي رئيس لأميركا سيطلب من المسؤولين اللبنانيين تطبيق هذه القرارات.
وإذ توقّع شربل أن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ذاهب نحو التصعيد الى الحد الأقصى في المرحلة المُقبلة، مشيراً إلى أن أي كلام عن هدنة أو وقف اطلاق النار بعد اسبوعين هو وعود كاذبة ويأتي في الإطار عينه الذي كان يتردد حول هدنة غزة، مشدداً على أن نتنياهو لن يوقف الحرب قبل الحصول على ما يريد بتحقيقه نتائج حاسمة.
وعن الردّ الإيراني المُرتقب مع تصاعد حدّة التهديدات، توقّع شربل أن يكون الردّ في غضون أيام معدودة، إذ أن الميدان اليوم في يد إيران وتفادي الرد سيؤذيها ويُحمّلها تداعيات استراتيجياً أمام شعبها وحلفائها.
في الشأن الداخلي، حضر سفراء الدول الخمس الكبرى، الدائمة العضوية في مجلس الأمن، أي الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، بريطانيا، روسيا والصين، إضافةً إلى سفيرة الاتحاد الأوروبي إلى السراي الحكومي، للقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي استدعاهم، لمناقشة خرق السيادة اللبنانية بالإنزال البحري في البترون وبالعدوان المستمر على المناطق اللّبنانية.
ميقاتي سلّم السفراء رسالة أكد فيها أن العدوان الإسرائيلي المستمر وخصوصاً الهجمات على مدن مثل بعلبك وصور، أدت الى نزوح قرى بأكملها وتهديد مواقع تراثية وثقافية لا تقدر بثمن، وهي أعمال تنتهك القانون الدولي بشكل صارخ، مشدداً على ضرورة الضغط لوقف العدوان تمهيداً للبحث في السبل الكفيلة بتطبيق القرار 1701 بحرفيته وكما أُقر، من دون أي إضافات أو تفسيرات.
إذاً، ساعات قليلة على الحسم فيما العين شاخصة على هوية ساكن البيت الأبيض الجديد على وقع الحرب التي تستعرّ مخلّفةً تداعيات كارثية على مستوى لبنان بشكل خاص، وسط آمال على أن يحمل رئيس الولايات المتحدة الجديد الخلاص والسلام للمنطقة.