لبنان ليس أمامه سوى "الصمود"... وما آخر مُستجدات المساعي الديبلوماسية؟

01 تشرين الثاني 2024 08:04:20

لم يتصاعد الدخان الأبيض من لقاء الموفدين الأميركيين إلى تل ابيب ومحادثتهما مع نتنياهو، ولم يكن احد أصلاً ينتظر هذا الدخان بناءً على التجارب السابقة في غزة، والتي اتبع فيها نتنياهو سياسة المراوغة، وهذه السياسة تتكرّر الآن مع وصول العدو الاسرائيلي إلى اقتناع بأنّه لا يمكنه وقف العملية العسكرية، وإلّا تكون اسرائيل قد خسرت معركة أعلنت أنّها معركة «وجود وتغيير لوجه الشرق الأوسط».
 
وقال مصدر بارز مطلع على المفاوضات لـ«الجمهورية»، انّ عقداً كثيرة وضعها نتنياهو أمام الاتفاق على الحل الذي يضمن تطبيق القرار 1701 وخصوصاً لجهة التمسّك بآلية المراقبة والإشراف على الآلية وحرّية الحركة في البرّ والجو والبحر، وبالتالي تبدّد الحلم بالحل قبل الخامس من تشرين الثاني.

 
واكّد المصدر، انّ هوكشتاين لم يتصل بالرئيس نبيه بري ولا بالرئيس نجيب ميقاتي بعد مغادرته تل ابيب، لكن الإشارات التي صدرت من الإعلام العبري ونتنياهو نفسه، أكّدت انّ الموفدين عادا خاليي الوفاض «وهذا يعني أننا أمام انتظار آخر «هدّام» إلى ما بعد الانتخابات الاميركية». ورأى المصدر «انّ لبنان ليس أمامه سوى الصمود ولا يمكن له الاستسلام لأنّ الحرب القائمة لم تعد حرباً عادية إنما تحولت معركة كسر إيرادات، وبات الكلام عن وقف إطلاق النار وهماً وغير وارد، لأنّ نتنياهو وضع أهدافاً لا يمكن تنفيذها في وقت سريع وربما تحتاج إلى اشهر وسنوات. والتاريخ سيعيد نفسه على ما يبدو».
لكن مرجعاً كبيراً قال لـ«الجمهورية»، انّ المساعي الديبلوماسية لا تزال جادة لتحقيق وقف النار وتنفيذ القرار 1701 في الجنوب. واكّد انّ هوكشتاين لن يزور لبنان لأنّه اضطر إلى العودة إلى واشنطن لمواكبة الانتخابات الرئاسية المقرّرة الثلاثاء المقبل. واستبعد المرجع التوصل الى حل في هذه الايام القليلة الفاصلة عن هذا الاستحقاق الاميركي.
 
وإلى ذلك، كشفت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انّ اي تواصل لم يحصل بين هوكشتاين والمسؤولين اللبنانيين بعد زيارته لتل أبيب ولقائه مع نتنياهو. واشارت الى انّ تصريحات نتنياهو امس كانت سلبية جداً، ولا تؤشر إلى حصول تقدّم نحو التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار.
 
واعتبرت المصادر انّه بات محسوماً انّ من المتعذر إنجاز مثل هذا الاتفاق قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من تشرين الثاني. ولفتت إلى أنّ ليس بالضرورة أيضاً ان يحصل الحل فور إتمام الانتخابات، إذ انّ الرئيس المقبل، سيحتاج إلى بعض الوقت لكي ينشئ إدارته ويرسم استراتيجية تحركه، وحتى لو تمّ انتخاب المرشحة الديموقراطية ونائب الرئيس الحالي كامالا هاريس، فإنّ كل المؤشرات تفيد أنّها لن تُبقي على انتوني بلينكن في وزارة الخارجية ولا على آموس هوكشتاين ضمن فريقها الديبلوماسي، وبالتالي فإنّ معاودة انطلاق دينامية الديبلوماسية الأميركية ستتأخّر الى حين تعيين بديلين عنهما.