Advertise here

اسرائيل دجاجة منتوفة

14 آب 2019 06:05:00 - آخر تحديث: 27 آب 2019 08:59:11

سقطت اسرائيل في لبنان. وسقطت معها صورة "الجيش الذي لا يقهر". قهر جيشها. أهين. أذلّ في حرب تموز 2006 التي يصادف اليوم ذكرى انتهائها بعد 33 يوماً من الحرب المرعبة. لم تتمكن اسرائيل من تحقيق أهدافها العسكرية وانسحبت دون أن تتمكن أيضاً من تدفيع لبنان أي ثمن سياسي. كان انتصار لبناني استثنائي حققه رجال المقاومة وصمود اللبنانيين في سابقة استثنائية في تاريخ الصراع العربي- الاسرائيلي. 

كتب الكثير في اسرائيل عن الهزيمة. عن السقوط. فتحت لجان تحقيق. وجهت إدانات للمسؤولين السياسيين والعسكريين. لم يستوعب أحد هناك الهزيم. كانوا يعقتدون أنه خلال أيام ستنتهي الحرب بتدمير كامل لبنية المقاومة، وبفرض شروط على لبنان. مدّد الأميركيون الحرب أكثر من مرة. أعطوا الاسرائيليين أسلحة متطورة وفرصاً كثيرة للحسم لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم، فكان السقوط أميركياً اسرائيلياً مشتركاً!! هذه هي الحقيقة الساطعة التي أقرّ بها الجميع والتي هي مدعاة فخر للبنانيين وشهادة حق تعطى للمقاومين، اياً تكن الخلافات السياسية في لبنان وبالتحديد مع "حزب الله" لا أحد يستطيع أن ينكر الانتصار الكبير الذي تحقق. الإنجاز الذي لا مثيل له. 

طبعاً، كان المنطق والعقل والمصلحة الوطنية وثبات الإرادة يفرض حسن الإدارة. بمعنى يفرض التعاطي بدرجة عالية من الأمانة والمسؤولية لحماية الانتصار، لتثميره في تعزيز وحدة وطنية لبنانية، وإعادة بناء الدولة على أسس سليمة، وتعزيز روح المقاومة والفخر بما تحقق، وتجنب كل ما يمكن أن يؤدي الى تدميره!!

للأسف، وقعنا في المحظور. ارتكبنا كلنا دون استثناء، ولو بنسب متفاوتة، أخطاء وخطايا أدت الى عكس ما يحقق المصلحة الوطنية ويثبت العقل والمنطق!! ولا يكفي أن يكون لدينا مئات الآلاف من الصواريخ والأسلحة المتطورة وقوة ردع كبيرة هي في حقيقة الأمر مقلقة للاسرائيليين والأميركيين، دون أن نمتلك وحدة الإرادة ووحدة الإدارة، فأي خلل في الوضع الداخلي، واي استمرار في رفع جدران الفصل والعنصرية والعداوة بين اللبنانيين، وفي تدمير مؤسسات الدولة والاستقواء والاستعلاء والاستكبار وبث النعرات الطائفية والمذهبية ونبش قبور الحرب الأهلية لبعثها لا للاستفادة من عبرها، والتعامل بخفة مع المسؤوليات الوطنية لاسيما في ظل الأوضاع المالية والاقتصادية الخطيرة، اي استمرار في هذا النهج يضعف مناعة لبنان وقدرته على المواجهة وهذا هو الخطر الأكبر . في وقت نخوض فيه صراعاً مع اسرائيل على تحديد الحدود البحرية والبرية لضمان حقوقنا كاملة ومنعها من الاستمرار في تهديدها. 

إن أفضل وفاء للشهداء ودمائهم هو في تعزيز الوحدة الوطنية ومنطق الدولة لاستكمال معركة حماية الحقوق وتثبيتها في مواجهة اسرائيل. مستندين الى ما أجمعنا عليه على طاولة الحوار والى تراكم عمل المقاومة وتجاربها، التي هي موضع فخر واعتزاز في مواجهة اسرائيل التي خرجت "كالدجاجة المنتوفة" من أرضنا على حد قول جاك نيريا المستشار السياسي السابق لرئيس حكومة اسرائيل اسحاق رابين منذ ايام والذي اعتبر التجربة الاسرائيلية في المستنقع اللبناني "حمرنة" لأن اسرائيل لم تفهم لبنان!!

هذا اعتراف اسرائيلي جديد بالهزيمة أمام لبنان، فتحية الى شهداء المقاومة وجرحاها وأسراها والى كل من صمد وصبر وتحمّل مآسي الحرب والتهجير وكل من ساهم في تحقيق النصر فيها!!