تتابع الصين بقلقٍ بالغ، وتدين، أعمال العنف المستمرة في الشرق الأوسط بما في ذلك العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة وعلى لبنان، وتدعو الأطراف المعنية إلى حل القضايا الساخنة من خلال الحوار والتشاور، وتعارض تصعيد التوترات وتوسيع النزاعات والمغامرات العسكرية.
وهذا ما أشار إليه الرئيس الصيني شي جين بينغ في كلمته أمام قمة "بريكس بلاس 2024"، في قازان بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، والفلسطيني محمود عباس، وغيرهم من الرؤساء والقادة، وذلك حين دعا إلى، "بناء مجموعة بريكس المسالمة" التي تحافظ على الأمن المشترك من أجل شق الطريق نحو الأمن العالمي المشترك، والالتزام بالمبادئ الثلاثة المتمثلة في، "عدم توسيع ساحة المعركة، وعدم تصعيد القتال، وعدم صب الزيت على النار من قِبل أي طرف ثالث"، لا سيّما في أوكرانيا والشرق الأوسط، والدفع بتهدئة الأوضاع في أسرع وقت ممكن.
وقال الرئيس الصيني، "في ظل التدهور المستمر للظروف الإنسانية في قطاع غزة، اشتعلت نيران الحرب في لبنان من جديد، إضافةً إلى التصعيد المتواصل للصراعات بين الأطراف المعنيّة. ويتعيّن علينا الدفع بوقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن، ومنع القتال، وبذل جهود دؤوبة لإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية".
الناطق باسم الخارجية الصينية لين جيان أوضح في اتصالٍ مع "الأنباء" الإلكترونية أنّه، "منذ اندلاع النزاع في غزة، حافظ الجانب الصيني على تعاون وثيق مع مختلف الأطراف، بما في ذلك الدول العربية والإسلامية، من أجل الدعوة إلى وقف إطلاق النار وحماية المدنيين، ولتخفيف الكارثة الإنسانية حسب الإمكان".
وأشار إلى، "أنّ وزير الخارجية وانغ بي أجرى في الآونة الأخيرة اتّصالات مكثّفة مع وزراء الخارجية في الدول الإقليمية، ودعا إلى وقف إطلاق النار وتهدئة الأوضاع بنشاط".
وقال إنّ، "الجانب الصيني سيواصل العمل مع الدول الإقليمية وجميع القوى المحبة للسلام والمناصِرة للعدالة في المجتمع الدولي، ليلعب دوراً بناءً في تهدئة الأوضاع، ويسعى لتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط بلا كلل".
وكشف "إنّ الصين ستنطلق من جوهر القضايا، وستعزّز التواصل بين جميع الأطراف، وستبني توافقاً دولياً أوسع، وستجمع نقاط القوة لدى جميع الأطراف".
ورداً على سؤال حول الهجوم الإسرائيلي على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، الذي أدّى إلى تدمير موقع لهذه القوات، وبرج مراقبة، وإصابة عددٍ من الجنود، وصف الناطق باسم الخارجية الصينية - الذي تشارك قوة عسكرية من جيش بلاده بهذه القوات منذ عام 2006 - أنّ الهجوم على اليونيفيل "متعمّد"، وأنّه يشكّل انتهاكًا خطيرًا للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن رقم 1701". وقال إنّ "الأمر غير مقبول على الإطلاق، ويجب وقفه على الفور. ونطالب بالتحقيق في الحادث، ومحاسبة الأشخاص المعنيين، واتّخاذ التدابير اللازمة لمنع وقوع مثل هذا الحادث مرةً أخرى".
وقال إنّ، "استمرار أزمة غزة لأكثر من عام، وتزايد آثار النزاع خارج نطاقها، خاصة مع التصعيد في الصراعات بين لبنان وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وبين إيران وجيش الاحتلال في الآونة الأخيرة، ما يزيد من زعزعة استقرار الوضع في المنطقة، وهذا ما يثير قلقاً عميقاً لدى الجانب الصيني".
أضاف، "لا يمكن أن تؤدي القوة المصلحية إلى سلام دائم، بل ستؤدي إلى دورة مفرغة من العنف فقط. إنّ سبب تصاعد الأوضاع في المنطقة حالياً يكمن في عدم تحقيق وقف إطلاق النار في غزة، وإنّه يجب على المجتمع الدولي، وخاصة القوى الكبرى المؤثّرة، أن تتخذ خطوات من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن بشكل شامل وفعّال، ودفع الأطراف إلى تهدئة النزاع في أقرب وقت ممكن".
وكان وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، أجرى سلسلة اتصالات مباشرة مع وزيرَي خارجية إسرائيل وإيران وقال، "إنّ الصين ستواصل لعب دورها البنّاء كدولة كبرى مسؤولة عن تعزيز تهدئة النزاع". كما حثّ الأطراف المعنية، وخاصةً إسرائيل، على اتخاذ تدابير فورية لتهدئة التوترات، وضمان سلامة أفراد حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة، ومنع الصراع من التوسّع، أو حتى الخروج عن نطاق السيطرة.