اسرائيل المتفوقة في الوحشية والإجرام تعجز بريّا عن تحقيق ما رسمته من أهداف مفترضة لحربها على لبنان، لكنها تواصل التدمير في القرى الحدودية، واتباع سياسة الأرض المحروقة. لكن الخسائر التي تتكبدها إسرائيل يوميا على محاور القتال واعتراف قادتها بصعوبة المعارك، وعدم تمكنها من تجاوز أكثر من بضع مئات من الأمتار، كلها عوامل تعطي صورة واضحة بأن الميدان ما زالت تتحكم به المقاومة التي انتقلت إلى تكتيكات التهجير المضاد بعد تحذيرها لسكان 25 مستوطنة اسرائيلية بالإخلاء ومن ثم استهدافها بصليات صاروخية.
العميد الركن المتقاعد جورج نادر رأى في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية أن الهجوم البري الذي تشنه اسرائيل على لبنان منذ ثلاثة أسابيع بدأ بتكتيك عسكري جديد يقوم على طريقة القضم. فالعدو بدأ يتعلم من أخطاء غزة وحرب 2006 كي لا تصبح قواته عرضة لهجوم القوات المتروكة وضربها في العمق. لذلك لجأ لاحتلال كل قرية على حدا وتدميرها بالكامل لمنع سكانها من العودة اليها، مستبعدًا تأجيل الهجوم البري كما يشاع ولو كان هذا صحيحاً لما استخدمت اسرائيل 5 فرق عسكرية وكل فرقة مؤلفة من خمسة ألوية، اضافة الى الأفواج والكتاب والفرق المدرعة والكومندوس والمخابرات وفرق الإنزال خلف الخطوط، أي بما يقدر بـ 17000 جندي.
ومعنى ذلك بحسب العميد نادر أن الاستعدادات للهجوم البري ما زالت قائمة. وحول الخسائر التي يتكبدها العدو في المواجهات مع حزب الله أشار نادر إلى أن حزب الله يستفيد من قتال "التقارب" كون عناصره من أبناء الأرض، وهم مدربون على القتال البري وبين المنازل والأحياء السكنية. ومن الطبيعي أن يلحقوا بالعدو خسائر فادحة. نادر وصف البنود التي وضعتها إسرائيل لوقف اطلاق النار بانها تعجيزية لا يمكن للبنان أن يقبل بها.
بالتوازي مع ذلك تستمر المفاوضات المفترضة لوقف النار، وقد أعرب النائب بلال الحشيمي في حديث لجريدة الأنباء الإلكترونية عن أمله ان تكون مفاوضات الدوحة جدية من أجل الاتفاق على موعد قريب لوقف إطلاق النار في غزة رأفة بالسكان المنكوبين كي يتمكنوا من دفن موتاهم. لكنه في المقابل توقف عند المبادرة التي يسوقها الموفد الاميركي اموس هوكشتاين وتتضمن 11 بندًا من بينها تراجع مقاتلي حزب الله الى شمال الليطاني دون التطرق الى موضوع السلاح. وسأل هل يقبل لبنان بهذه الشروط، وكيف يمكن إراحة إسرائيل على حساب لبنان؟، مستبعداً القبول بها لأنها تمس بالسيادة اللبنانية.