مواطَنة لبنانية الهوية... عربية الهوى
26 أكتوبر 2024
13:50
آخر تحديث:28 أكتوبر 202417:27
Article Content
في مفاهيم الأوطان السائدة سيادية تنتفي التبعية لتسود المواطنية واجب مستحق لا مجرد عرف سالب للطائفية لا لتعدد الطوائف تنوعها وغناها ولا غنى عنها، هنا يتركز الإنتباه بتساؤل مركزي فإذا الوطنية الأساس، ما الأسس التي يرتكز عليها المواطن من "تبعية" أو يتتبع ربما لمفهوم أكاديمي علمي سياسي عقائدي أو نظم اقتصادية ووجهات آمنة!
في مفاهيم الأوطان طرح الاستجابة للوطنية بأطر عملانية فعلية واقعية، لا يضرب التبعية لمفاهيم أسسية لدول أخرى بموقع الإدانة أو الخيانة، بمعنى آخر أنّ العديد من أفراد هذا الوطن ينجذبون ويؤيدون سياسات أجنبية، لتحصيل علمي واختصاص وتدريب عملاني نتبع جامعات خارجية، ارتفاع أسعار المحروقات والذهب والمواد الغذائية والدواء وصرف الليرة تابع لسعر الدولار والتطورات الدولية والإقليمية. وجوهر الوطنية لا يُلغى بالجنسية الأجنبية التابعة لدولة أخرى ولا تنفي مواطنية تتبع الولاء والهوية الأم للبنان.
في مفاهيم الحروب والعمليات العسكرية، هذا العدوان الوحشي الذي يتعرض له لبنان تجاوز تبعية الإنسانية والقواعد الحربية والقوانين والاتفاقات الدولية، تحت أنظار المجتمع الدولي الذي يتتبع بصمت المتفرج المترقب ما يرتكب بحق المدنيين من مجازر وإبادة، وبالتالي لم يردع هذا الطاغية الطامع باحتلال طامح لحدود "آمنة" لسكان الشمال، فإتبع سياسة الأرض المحروقة وجرف القرى والدمار.
في خضم هذا العدوان نتتبع المناشدات الدولية لإجبار العدو لوقف إطلاق النار، لطالما نظرنا إليها بإعجاب مخضرم بأنها دول عظمى تتبع الديمقراطية والسلام والحقوق والآمان، ولا سيما الولايات المتحدة، التي نتتبع انتخاباتها الرئاسية أملاً برئيس يفرض إنهاء الحرب.
في مفاهيم الأوطان الحرة المستقلة تعزز استقلالية الفرد في خياراته، والتبعية بجواز سفر لمفهوم أو سياسة بأقاليم عدة لا يسقط رمزية المواطنة بشرط أن لا تطفو عليها، وسنتبع دوماً استقلال هذا الوطن من احتلال ذاك العدو، فمهما أشتدّ دماره وأكثر حصاره ستبقى هذه الأرض بالجغرافيا والتاريخ لبنانية، لربما هذا ما يزعجه متتبعين للقضية أرض لبنانية الهوية وعربية الهوى .