عهد الطفولة... في عهدة الحرب لا الإنسانية
10 أكتوبر 2024
12:16
آخر تحديث:10 أكتوبر 202413:55
Article Content
يكاد التوجه بمسؤولية بحرقة وغصّة لوجوه البراءة، لقلب طفولي المحتوى، للتنبه بوعي وسَعْي من عقل كبار المستوى، لحماية طفل وطن طاف بواقع حرب عدو، بالوحشية والإجرام وللآن ما ارتوى، لا يكترث للحراك الديبلوماسي، لمطالبة الدول بوقف إطلاق النار، لغته القصف والدمار، غير آبه لما تتركه من تأثيرات نفسية سلبية متنامية الآثار.
يكاد التوجه حرص صرخة رؤية لمعاناة الأطفال في زمن الحرب، أو ربما حذر استباقي ومناشدة حق لا استجداء أو استعطاف أو منّة، حق الحماية لكل الناس سيما الطفل الذي لا يزال تحت وصاية ورعاية والديه، هو الحق مقدس ومكرّس في القوانين اللبنانية والاتفاقات والمواثيق التي تنص على حقوق الأطفال في زمن الحرب والنزاعات المسلحة، التي تحظّر تحرّم وتجرّم استخدام الاسلحة النووية والفسفورية، والاستهدافات الصاروخية للاماكن المأهولة بالسكان والمدنيين، حال وطننا وما يتعرض له من غارات بأطنان من المتفجرات المحرّمة دولياً ومجازر وإبادة. ليطرح السؤال ألا من عقاب أو ردع؟
يكاد التوجه لأطفال لبنان بخوف وقلق على حياتهم وذكرياتهم ونمو بنيتهم الذهنية المتخبطة بتداعيات الحرب ، هنا لا نسرد لهم حكاية مسلّية أو ترفيهية، بل تسرد عنهم حكاية وجع على مسمع العالم أجمع، عنوانها أين المجتمع الأممي أين القانون الدولي الإنساني؟ أينظر بصمت يحاكي مجافاة براءتهم! حرب سلبت منهم أمنهم وبيوتهم، شردتهم للمدارس للتعلم؟ لا، وإن كانت وجهتهم التربوية المفترضة في السلم، لكن للنزوح لمكان آمن، ومنهم من افترش الشوارع والساحات وشاطىء البحر، حرب أطاحت بنظم الحياة والإنسانية، فلم يبق من العيش الكريم الا العيش من قلّة الموت الذي ضم إلى قافلة آلاف التضحيات مئات شهداء البراءة.
يكاد التوجه إلى ما ذنب ألعاب الصغار "بلعبة الكبار"، فكم من أطفال لعبوا لعبة الحرب "الوهمية" بمجسمات آليات وجنود صناعية، أداة تسلية بأيدي الصغار، لو أدركوا أن الحرب الحقيقية دمار قتل هدم هلع تشرد وتشتت، لرموا ألعابهم لتتعظ أيادي الكبار، لما يستهدفهم العدو، أيحارب دميتهم وطابتهم وحقيبتهم والأقلام؟ لأنهم أجيال الآمال الصاعدة الواعدة، الصورة المشرقة المشرّفة، بعلمهم تتحقق الأحلام وترفع وطنية الأعلام.
يكاد التوجه لأولئك الأبرياء باهتمام واجب، هم مرتكز الغد فغدوا بمراكز الإيواء، وغدا غدهم ومصيرهم في مهب حرب تمحو حاضرهم لإطفاء مستقبلهم، فصرخوا للأمم للإنسانية ناشدوا ونشدوا "يا عالم أرضي محروقة... عطونا الطفولة، عطونا السلام".