تبدو واجهات متاجر الذّهب في الأسواق التجاريّة في لبنان فارغة تماماً من البضائع، تسألُ عن السّبب، فيُجيبك التجّار: "نفتح وفق الطّلب ونعرضُ القطع في الدّاخل فقط". فهل خفَّ الطّلب على شراء الذهب؟ أم أنّ التجّار باتوا يخافون على معدنهم الثّمين في ظلّ الحرب والفوضى؟
يشرحُ إيلي طربيه وهو صاحب متجرٍ لبيع الذهب في كسروان أنّ "الحرب دفعت بتجّار الذهب الى إخفاء بضائعهم خوفاً من أيّ قصف عنيف قد يمنعهم من توضيب المجوهرات الذي يحتاج عادة الى وقتٍ، كما أنّه من الناحية الأمنيّة، وفي ظلّ بعض مظاهر التفلّت والسّرقات، ارتأى التّجار أنه من الأفضل استقبال الزبائن الجادّين في الدّاخل"، كاشفاً، في مقابلة مع موقع mtv، أنّ "هناك شحّاً في السّوق بالأونصات المستوردة بسبب الطّلب الكبير على شرائها وفي ظلّ البطء في حركة الاستيراد خصوصاً من سويسرا، المصدر الأساسي للأونصات، أمّا بالنسبة لقطع الذهب والمجوهرات، فلا بضائع تأتينا من إيطاليا وتركيا بسبب الحرب، والبضائع الموجودة في السّوق هي ذات الصنع المحلّي".
ويُشير طربيه الى أنّ "خوفَ التجّار اليوم هو من توقّف استيراد الذهب المشغول أو حتى السبائك الكبيرة بسبب الحرب، ما قد يخلق شحاً في السّوق، أو ما قد ينعكس ارتفاعاً في الأسعار، مع العلم أنّ حركة البيع والشراء شبه طبيعية في السّوق، والطّلبُ على ليرات الذهب كبير جدّاً، وتُسجّل حركة بيع خفيفة للذهب في صفوف النازحين اللبنانيّين".
فهل سنشهدُ بالفعل ارتفاعاً في سعر الذهب؟
يُجيب الخبير الاقتصادي نديم السّبع عبر موقعنا: "لن تُغيّر الحرب في أسعار الذهب، وسبب الارتفاع الطفيف بالسّعر يعود لزيادة العمولة على أسعار الليرات والأونصات بسبب تردّد التجّار في بيعها في ظلّ الأوضاع الرّاهنة وبسبب انخفاض حركة الاستيراد"، لافتاً الى أنّ "الذهب قد يُسجّل انخفاضاً طفيفاً ليعود ويرتفع من جديد عند مستوى 2700 دولار، ولكن لا يبدو أنّ التوترات الجيوسياسيّة في لبنان والمنطقة قد تؤدي الى ارتفاعٍ كبيرٍ في سعر هذا المعدن خصوصاً في ظلّ تبدّد المخاوف من حرب كبيرة، مع الإشارة الى أنّ الدولار يشهدُ ارتفاعاً وهذا يعني أنّ سعر الذهب لن يُحقّق أيّ قفزة كبيرة".