أعلنت وزارة الخارجية الصينية معارضتها انتهاك سيادة لبنان وأمنه وسلامته الإقليمية، وقالت على لسان الناطق بإسمها السيد "لين جيان" ردا على إسئلة الصحافيين حول التصعيد الإسرائيلي على لبنان "إن الصين تشعر بقلق عميق إزاء الوضع في الشرق الأوسط، وتعارض انتهاك سيادة لبنان وأمنه وسلامته الإقليمية، وتعارض تصعيد التناقضات وتوسيع الصراع. وتدعو الصين المجتمع الدولي، ولا سيما الدول القوية ذات النفوذ، إلى الاضطلاع بدور بناء وفعال لتجنب المزيد من الاضطراب في الوضع. وترى الصين أن عدم تحقيق وقف إطلاق النار في غزة هو السبب الجذري للجولة الحالية من الاضطراب في الشرق الأوسط، وينبغي لجميع الأطراف أن تحقق وقفا شاملا ودائما لإطلاق النار في غزة في أقرب وقت ممكن."
وحول الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت والتي أودت بحياة أمين عام حزب الله حسن نصر الله وعدد من معاونيه، قال "تهتم الصين اهتماما كبيرا بالأحداث ذات الصلة، وتعارض وتدين جميع الأعمال التي تلحق الضرر بالمدنيين الأبرياء، وتعارض أي تحرك يؤدي إلى تفاقم الصراعات وتصعيد التوترات الإقليمية. وتحث الصين الأطراف المعنية، وخاصة إسرائيل، على اتخاذ إجراءات فورية لتهدئة الوضع ومنع اتساع الصراع أو حتى خروجه عن نطاق السيطرة."
وأشار "لين جيان" إن التوتر بين لبنان وإسرائيل هو مظهر من مظاهر الصراع في غزة. والأولوية القصوى هي التنفيذ الفعال لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة، ووقف الحرب في غزة في أقرب وقت ممكن، والحفاظ بشكل فعال على السلام والاستقرار في غزة. الشرق الأوسط.
وأضاف قائلا " لقد مر عام تقريبا منذ اندلاع الصراع المستمر في غزة. على الرغم من الدورات الاستثنائية الطارئة الأربع التي عقدت في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن قضية فلسطين، القرارات الأربعة التي اتخذها مجلس الأمن، الأوامر الصادرة عن محكمة العدل الدولية بشأن التدابير المؤقتة، ودعوة المجتمع الدولي القوية المتكررة إلى وقف إطلاق النار، لا يزال القتال مستمراً في غزة، وترتفع ضحايا المدنيين الأبرياء كل يوم. تسبب كارثة إنسانية خطيرة."
وقال "جيان" "إنهاء الاحتلال ليس خيارًا، ولكن التزاما؛ وإنهاء القتال ليس مجرد نداء لبلد واحد، إنما هو إجماع دولي. وإن تنفيذ حل الدولتين هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق لحل قضية فلسطين. وعلى الأطراف المعنية، خاصة إسرائيل، تنفيذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة، وقف العمليات العسكرية في غزة دون تأخير. ووقف الأنشطة الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية". وأوضح أنه يتعين على البلد المعني أن يظهر موقفا مسؤولا وأن يتخذ إجراءات ملموسة لتعزيز تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وأكد أن "الصين ستواصل الوقوف إلى جانب السلام والعدالة. وتحث جميع الأطراف على لعب دور إيجابي وبناء في تعزيز وقف إطلاق النار. والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية، واستعادة السلام والاستقرار في المنطقة، والعمل على تحقيق شامل، حل عادل ودائم لقضية فلسطين في وقت مبكر.
وفي سياق متصل حث نائب وزير الخارجية الصيني السيد دنغ لي المؤسسات الفكرية الصينية والعربية أن تقوم بالدراسات والأبحاث على نحو معمق حول القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا الأخرى، وإطلاق صوت واحد وطرح مبادرات وحلول صينية عربية لتحقيق الأمن والأمان الدائمين في المنطقة، وأن تسهم بحكمة في تعزيز التوصل في وقت مبكر إلى حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية وتقديم رؤى ثاقبة للخروج من المأزق الأمني وحشد القوة السلمية.
وفي كلمة ألقاها خلال افتتاح اعمال الاجتماع الأول للرابطة الصينية العربي للمؤسسات الفكرية الذي انعقد بين27 و28 أيلول في شانغهاي بحضور ممثلين عما يقرب 40 مؤسسة فكرية من الصين و19 دولة عربية وجامعة الدول العربية، إضافة الى سفراء ومبعوثين رسميين لبعض الدول العربية في الصين.
أشار "دنغ لي" الى أن أكثر ما يحتاج إليه الشرق الأوسط اليوم هو تعزيز السلام، وإن غياب العدالة أحد الأسباب لعدم الأمن في هذا العالم. وإن بعض الناس ما زال يرون أنفسهم فوق الآخرين، ويريدون دائما فرض إرادتهم على غيرهم. فمن واجب الصين والدول العربية والدول النامية الأخرى تصحيح الخلل القائم في العدالة والإنصاف والمساواة في النظام الدولي. في هذا السياق، على المؤسسات الفكرية للجانبين أن تعمل على تعظيم الأصوات العادلة وترفض قطعا الهيمنة والتنمر والغطرسة، بما يساهم بقوة في بناء تعددية الأقطاب العالمية المتسمة بالمساواة والانتظام.
وقال نائب وزير الخارجية الصيني "إن تحالف المراكز الفكرية الصينية -العربية هو نتيجة لتطوير العلاقات الودية التقليدية الصينية -العربية وتعميق الثقة السياسية المتبادلة المستمرة، وهي ضرورة تبادل التعلم المتبادل وتوسيع التعاون بين الجانبين، وهي أيضا مبادرة هامة لمواجهة التحديات المشتركة وخلق مستقبل مشترك. ونتوقع أن يركز التحالف على الأهداف الخمسة: خدمة التنمية، دعم التعاون، تعزيز السلام، الدعوة إلى العدالة، توسيع التبادلات، وتوفير الدعم الفكري القوي لتطوير العلاقات الصينية - العربية وتعاون "الجنوب العالمي" في الفترة الجديدة."
وأمل أن تكون المؤسسات الفكرية للجانبين جسرا للتواصل بين الحضارتين الصينية والعربية، ووسيلة للتعارف بين الشعب الصيني والشعوب العربية، لجعل الحضارتين تنير بعضهما البعض، وتعزيز تنوع الحضارات في العالم، وتعمل على نشر وتوارث الصداقة الصينية العربية، بما يضيف مقومات عصرية جديدة إلى الصداقة الصينية العربية التقليدية.
وناقش الاجتماع الأول للرابطة الصينية العربية للمؤسسات الفكرية الذي دعت اليه وزارة الخارجية الصينية واستضافه المركز الصيني العربي لبحوث الإصلاح والتنمية، وتحدث فيه أكثر من 30 مفكر وباحث ثلاث عناوين أساسية: الأول "التمسك بالإصلاح والإبتكار ودفع التنمية عالية الجودة في الصين والدول العربية في المرحلة الجديد"، الثاني "الإلتزام بالشمول والاستفادة المتبادلة وتعزيز الانفتاح والتعاون عال المستوى بين الصين والدول العربية"، والثالث " الدفع بوقف إطلاق النار في غزة وتحقيق الحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية".