هل تستمرّ الحرب على لبنان إلى موعد الانتخابات الأميركية؟
30 أيلول 2024
05:37
آخر تحديث:30 أيلول 202405:38
Article Content
في تحليل مسار الحرب الإسرائيلية على لبنان بعد رفض رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو وقف إطلاق النار المؤقت والدخول في المفاوضات الدبلوماسية، يتضح أن قرار التصعيد العسكري هو جزء من استراتيجية يسعى العدو من خلالها إلى تعزيز موقعها التفاوضي، وإبقاء الضغط العسكري والسياسي على لبنان و «حزب الله».
والتهديد بالحصار العسكري والتوغل البري، يظهران أن إسرائيل تريد فرض واقع جديد يمكنها من تحقيق أهدافها في خفض قدرات «حزب الله» العسكرية والسيطرة على الحدود الشمالية.
وقال مصدر دبلوماسي في بيروت لـ«الأنباء الكويتية»: «أسباب رفض وقف إطلاق النار من قبل نتنياهو تندرج في 3 سياقات:
أولا: تعزيز الردع الإسرائيلي، اذ تعتقد قيادة العدو أن استمرار العمليات العسكرية سيضعف من قدرة حزب الله ويضغط على قيادته للقبول بشروط أكثر تفضيلا للعدو في أي مفاوضات مستقبلية.
ثانيا: تجنب الانقسام الداخلي، كون نتنياهو يواجه ضغوطا داخلية كبيرة بسبب الانتقادات حول أدائه السياسي والعسكري. لذا، تصعيد العمليات قد يستخدم للتغطية على هذه الانتقادات وإظهار الحزم في التعامل مع المخاطر الأمنية.
ثالثا: تأثيرات دولية نتيجة قرب الانتخابات الرئاسية الأميركية. ويعمل العدو على استغلال هذه الفترة التي يشهد فيها النظام الدولي انشغالا بالتحولات السياسية، لتعزيز وضعها في الشرق الأوسط قبل وصول إدارة أميركية جديدة قد تفرض رؤى جديدة للسياسة الخارجية».
وأوضح المصدر «ان التهديد بالحصار العسكري والتوغل البري يشيران إلى أن العدو يفكر في خيارات أكثر عدوانية لكسر قدرة المقاومة اللبنانية. وقد يكون الحصار محاولة لعزل لبنان عن دعم خارجي، والتوغل البري سيهدف إلى السيطرة على مواقع استراتيجية أو تدمير بنى تحتية مهمة لحزب الله. ولكن هذه الخيارات محفوفة بالمخاطر، إذ إن التوغل البري سيؤدي إلى خسائر كبيرة في صفوف جيش العدو، وقد يؤدي إلى تصعيد إقليمي واسع».
واعتبر المصدر انه «من المحتمل أن تستمر الأزمة حتى الانتخابات الرئاسية الأميركية، وذلك لعدة أسباب، منها الفراغ في السياسة الدولية، اذ ان الولايات المتحدة حاليا في فترة انتقالية، ما يتيح للعدو الاستمرار في التصعيد دون ضغوط كبيرة لوقف الأعمال العسكرية. كما ان نتائج الانتخابات الأميركية قد تؤدي إلى سياسات جديدة تجاه الشرق الأوسط، ما يدفع الأطراف إلى الانتظار لرؤية التوجهات الجديدة للإدارة الأميركية الجديدة، قبل الالتزام بأي اتفاقيات».
ورأى المصدر ان «التصعيد العسكري الإسرائيلي سيستمر في المرحلة المقبلة، خصوصا مع رفض نتنياهو وقف إطلاق النار المؤقت، وبدء المفاوضات الدبلوماسية لتطبيق القرار الدولي 1701 بكامل مندرجاته، وتهديده بالحصار العسكري ما يعني خنق لبنان لجهة وصول المواد الأساسية اليه، وأيضا التهديد بالتوغل البري. بينما تتجه الأنظار على المستوى الداخلي اللبناني إلى تداعيات اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، وما سيعلنه خليفته في مراسم الدفن من مواقف حول المرحلة الحالية والتوجهات المستقبلية».
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.