مرحلة "عضّ الأصابع" إنطلقت... التطورات فرضت نفسها على كافّة الجهود الدبلوماسيّة!

26 أيلول 2024 13:39:24 - آخر تحديث: 26 أيلول 2024 13:39:25

شكّل العدوان الإسرائيلي الواسع نقلة جديدة في الحرب المُعلنة على لبنان بما حمله من "توحش وهمجيّة" سبق أنْ شاهدها العالم في قطاع غزة ويكرّره العدوّ اليوم في لبنان.

هذه التطوّرات التي رسمت مرحلة جديدة في الصراع استوجبت تحرّكاً دبلوماسيّاً دولياً، ترجمه الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، رغم أنّ الزيارة كانت مُقرّرة مسبقاً إلا أن التطوّرات الأمنيّة الأخيرة فرضت نفسها على مضمونها، كما الحراك الدبلوماسي في أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وسفر الرئيس نجيب ميقاتي الى نيويورك لمواكبة مساعي وقف إطلاق النار.

وفي قراءة لهذه المستجدات الخطيرة المستجدة، يُشير الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم بيرم خلال حديثٍ مع جريدة "الأنباء" الإلكترونيّة إلى أنّه "حتّى اللحظة لم يدخل لبنان الحرب الموسعة الشاملة. اذ في 8 تشرين الأول، دخلنا حرباً مضبوطة ضمن قواعد معيّنة، يخرج عنها كلا الطرفين بين الحين والآخر. وفي الأيّام الماضية دخلت هذه الحرب مرحلة جديدة وبدأ عض الأصابع، إلّا أن ما يحصل الآن يندرج ضمن خانة تصعيد لقواعد الإشتباك ولا يزال دون الحرب المفتوحة من دون قواعد. لكن، لا قدرة على الحسم فيها لا الميداني ولا العسكري من قبل أيْ من الطرفيْن".

وعن إحتمال توّسع الحرب، يرى بيرم أنّه "وارد"، مشيراً إلى أنه "يستبعد أن تكون إيران وعدت بأي تدخّل مباشر في المعركة في لبنان، رغم أنها زعيمة هذا المحور، ما ينفي فرضيّة أن تكون طهران باعت الحزب أو حماس، خصوصاً أنّ هذه أوراق قويّة لا يمكن التخلي عنها على غرار ما يتمّ الترويج له".

وفي هذا الصدد، يلفت بيرم إلى أنّ "إيران تُحاول التأكيد على ثلاثة نقاط: أوّلاً، أنها تعارض الحرب الموسعة في المنطقة وأن هذا الأمر يعود إلى العدو الذي يحاول فرضها. ثانياً، تأييدها للتسويّات، محذرةً من أنّ الإسرائيلي يُحاول أخذ الأمور إلى برميل بارود بالتالي الحل بتسوية في غزة. ثالثاً، رغم دعمها لحركة حماس والمقاومة وحزب الله، إلّا أنّ فرضية المشاركة في المعارك المسلّحة غير واردة".

وعن الفترة الزمنيّة المُمكن أن تستمرّ خلالها هذه الاعتداءات على لبنان، يُوضح أن "الحرب الآن مفتوحة زمنياً ولا يمكن لأي جهة تحديد سقفها الزمني. نحن في مرحلة توحّش للإسرائيلي الذي لا يقبل باستمرار الوضع الذي كان قائماً مع رفضه وجود 150000مهجر من مستوطنات الشمال. لكن، هذا لا يعني أنه يُمكن للإسرائيلي أن يكسب الحرب. أيّ من الطرفيْن غير قادر على الحسم في معركة من هذا النوع، كونها تطول وتستخدم فيها أسلحة مدمّرة والدمار يطال الطرفيْن من الحدود".

وعلى خطٍّ مواز، يتطرق بيرم على زيارة لودريان إلى بيروت، لافتاً إلى أن "موعد الزيارة كان مُحدّداً قبل تصاعد التوتر الأمني على الحدود الجنوبية اللبنانية، وبلّغ لودريان لبنان بزيارته التي في الأساس حدّدت بغاية بحث الملف الرئاسي، خصوصاً بعد اجتماعه مع المستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء للشؤون الخارجية المكلّف ملف لبنان الوزير المفوض نزار العلولا في الرياض. غير أنه وسط التطورات الأخيرة، لا بد من أن يكون الموفد الفرنسي طوّر مهمته بإتجاه التطرّق إلى الملف الحرب. في كل الأحوال، الزيارة تأتي استكمالاً لجولات متعددة قام بها بهدف أساسي هو تجديد التأكيد على أن فرنسا لم تغادر الميدان اللبناني وعلى أنها حريصة على البلد. عدا عن ذلك، ليست هناك أي توقعات عملية للزيارة مرتبطة بالملف الرئاسي".