عذراً يا وطني إن احتوى لبّ السطور والكلام قساوة المقدمة، هي تلك النظرة التشابهية التشاؤمية المتقدمة، لربما إجهار أوجاع الأوطان غبّ المدواة بحفاوة الحلول الاقتراحات الإصلاحات البناءة لا المتهدمة، احتفى بحسن الختام، فالوطنية ليست قَدَراً يُغَنى قصائد، هي مقدرات واجب غني الرصائد، فجنون عصف ظروف المصائد، انعكس على تراتبية مراتبك يا وطني بعد ما كنت تلقب "سويسرا الشرق" حافل بالحصائد.
عذراً يا وطني إن عنونت مقاربة الأمس واليوم بمؤشرات سلبية في الموازين الدولية، نتيجة لتأرجح في ميزان السلم والحرب الداخلية، لبنان لؤلؤة الشرق تلألآت مشاكله وتحدياته على عتبات ومشارف الشرق والغرب، تنافس وأكثر البلدان النامية المتنامية فقراً بؤساً وحاجةً على مراتب الأسوأ معيشياً مجتمعياً ونظامياً. هو التطور يسلك مسار التقدم والتمدن، وهي الظروف تسلك الوطن نحو الهلاك والرجعية، غدونا نترحم على الأعوام القليلة الماضية، نقبل بالرجوع لا الرجعية إلى الحد الأدنى من استقرار العملة المصارف الأمن الاقتصاد والرغيف... على "الألف وخمسة".
عذراً يا وطني هي الأيام تشهد الحداثة الإبتكار الإختراع التكنولوجيا...، ففي الأنظمة التي تحمي مواطنيها لتمضي نحو الغد، نحن نقبل بالرجوع لسنوات القرن الماضي حيث أطلق عليك تسمية سويسرا الشرق، مقاربة مزايا وخوف على وطن بحسن النوايا، بلد الحرف الحضارة الثقافة، بلد الشرائع شرع أبوابه لأقدم جامعة حقوق، هو المتميز المتفرد بالعمارة التراث القلاع وجبال تسرد حكايتها على شاطىء يسرد قصة انتصار بطل على كل من حاول أن يرسي على بر آمانه لإحتلاله، هو مواسم الازدهار السياحة الاصطياف التزلج الصناعة الخدمات المصرفية...، مقصداً شفائي إيماني من كل دول الشرق والغرب، إلى ذاك البلد الذي دُرِّس في المناهج التعليمية ليرسخ في أذهان الأجيال.
عذراً يا وطني على هذه التحديات والصراعات المشبوهة غير المسبوقة، نعم، إنها سوابق، عنوان زماننا السلمي والحربي، سوابق كالصواعق لن تحمد العواقب إن لم تتدارك لما ترصده من نوائب وشوائب، بدءاً بالشغور الرئاسي لسنوات، ركود الكهرباء النفط الوظائف والقطاعات الخدماتية... ، "حجز" الودائع لدى المصارف، توقيف حاكم المصرف المركزي السابق، "تلاشي" مجانية أقساط التعليم الرسمي، والأبرز في مدونات الساحة اللبنانية الميدانية وتاريخ العالم التوترات والتطورات الأخيرة الخطيرة من إختراقات أمنية والبايجر والتفجيرات اللاسلكية، سابقة إجرامية لتصفية الآلاف بدقيقة واحدة، تحت أنظار العالم بأسره، الهيئات الرسمية والأهلية، الجمعيات والمنظمات الحقوقية والعدلية.
عذراً يا وطني لكل هذه الأحداث التي تكتب تاريخك، تبعثر حاضرك تصعب مهام لملمة أوراق مستقبلك، عَبَرت محطات عدة، ولكل محطة عبور، عذراً لمفارقة التشابه بين الأمس سويسرا الشرق، فلم يبقى من هذه التسمية الا موقعك المشرقي يشرق على الهمّ والغمّ ويغيب على التخوف والترقب، واليوم تتخبط بأسوأ سيناريو يحاك لوطن أراد أن يكافح ليرقى نحو الديمومة التقدم الاستقرار، ليكن على قدر آمال أبنائه، ورؤى المعلم "ليبقى لبنان الحقيقي شعباً ودولة يمثل على هذه الأرض الكريمة نبضة حيّة في الأمة العربية" وكل الأمم الغربية.