نصرالله يحدّد خطوط المواجهة: التصعيد بيد إسرائيل

20 أيلول 2024 12:36:49

شهدت البلدات الجنوبية والمستوطنات الإسرائيلية في الشمال الفلسطيني تطورات وحزام نار طوال ليلة أمس عقب خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، ما يَشي بتصاعد كبير في وتيرة المواجهات المتبادلة بين العدو الاسرائيلي وحزب الله، في ظل مرحلة دقيقة قد تحمل في طياتها احتمالات التصعيد العسكري. 

ألقى خطاب نصرلله الأخير الضوء على استعداد المقاومة لكل السيناريوهات المحتملة، محذراً من أن أي مغامرة إسرائيلية في لبنان قد تُكلّفها خسائر فادحة بدون أن يذكر ماهيّة الرد الذي قد يقوم به الحزب على العمليتين التكنولوجيتين اللتين حصلتا في الأيام الماضية، وراح ضحيتها أكثر من 20 شهيداً و4000 جريح، تاركاً الخيارات مفتوحة "بناءً على قرار إسرائيل في توسيع العدوان أو التراجع عن عدوانها على غزة".

في هذا السياق، اعتبرت أستاذة العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية الدكتورة ليلى نقولا في حديث لجريدة الأنباء الإلكترونية أن "الخطاب كان واقعياً وموضوعياً لم يقم السيد حسن نصر الله بإنكار حجم الضربة الكبيرة التي وجهتها إسرائيل للمقاومة واعترف أنها ضربة كبيرة جداً، لكنه بالمقابل أكد أنها لم تحقق ما أرادت إسرائيل منها أي القضاء على مركز القيادة والسيطرة أو أن تحل الفوضى داخل المقاومة بحيث لا تستطيع أن تواجه في الجبهة"، وأضافت نقولا أن الأكيد من ناحية المضمون لم يكن المقصود أن يكون خطاباً حماسياً، بل كان خطاباً موجهاً للرد على الرسائل التي أرسلتها إسرائيل والتي كانت تحاول أن تأخذ من حزب الله تنازلات وفك الارتباط مع غزة وهذا ما أكد رفضه له. 

وفي الإطار نفسه، اعتبرت نقولا أن نصرلله في خطابه كان يريد أن يوجه رسالة للعدو مفادها أن "هدف العدو بإعادة المستوطنين إلى الشمال من خلال زيادة العدوان على لبنان لن يتحقّق، إذ إنه شدد على إن المقاومة جاهزة وأي مغامرة إسرائيلية نحو لبنان سوف تكلف العدو خسائر كبيرة جدا وأن لا تنازلات قد تحصل من قبل المقاومة مهما كانت الظروف".

وعن خطر الحرب الشاملة، تشير نقولا إلى أن الحرب الشاملة غير مرتبطة برد حزب الله، إذ إن هذا الرد قد يتأخر، لذا فإن الحرب الشاملة مرتبطة بما يمكن أن تقرره إسرائيل، "ما قيل أنه حشود إسرائيلية على الحدود مع لبنان وتسريبات الإعلام الإسرائيلي من مسؤولين عسكريين إسرائيليين بأن هناك عملية برية سوف تكون محدودة على لبنان، هو ما يمكن أن يشكل خطراً على نشوب حربٍ شاملة، فإذا تم التصعيد من قبل إسرائيل بعدوان قاس ٍ الضاحية أو مناطق أخرى خارج نطاق قواعد الاشتباك هذا قد يضع احتمالات مفتوحة وكبيرة جداً بحرب شاملة".

في الختام، يبدو أن نصرالله وضع الكرة في ملعب الإسرائيليين حول التصعيد من عدمه، وقبول التحدي بما خص المستوطنين في الشمال ليس إلا ضمن إطار المواجهات التي ليس من المتوقّع أن تؤدي بذاتها إلى حرب شاملة. ويبقى التعويل على الضغوط الدولية لوقف العدوان الإسرائيلي وكبح جماحه قبل الانزلاق الخطر الذي قد يحدث كوارث لن تُحمد عقباها