عمليتان أمنيتان للعدو الإسرائيلي على لبنان إعتمدتا على تفجير أجهزة اتصال مناداة ولاسلكية يحملها عناصر لحزب الله. هاتان العمليتان جاءتا عقب تهديدات اسرائيلية بتوسيع نطاق الحرب والعدوان على لبنان ومزاعم بمحاولات إغتيال لحزب الله لقادة أمنيين إسرائيلين.. ووسط كل ما يجري كيف سيكون رد الحزب على هذا الخرق الأمني الذي طاله على مدى يومين متتالين؟
يرى الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب أن إسرائيل ستدفع ثمن ما قامت به خصوصأً أن من إستُهدف لم يكن على الجبهة وليس عسكرياً يقوم بأعمال عدائية لإسرائيل، كما لا يتوقع ملاعب رداً سريعاً من حزب الله.
وفيما التزم العدو الإسرائيلي الصمت في اليوم الأول، يذكّر ملاعب بما ورد في صحيفة يديعوت أحرنوت عمّا نشره على "أكس" مستشار بنيامين نتنياهو وأشار فيه إلى مسؤولية إسرائيل عن الهجمات وحذفها بعد دقائق من نشرها، وأيضاً ما جرى من تعميم على الوزراء في إسرائيل بألا يصرّح أحد منهم.
ويضع ملاعب هذه الممارسات في إطار "التعتيم الذي درجت عليه إسرائيل، مشيراً الى عدم تبنيها للعمليات التي تقوم بها في سوريا، إذ "أنها لا تُعلِم عن عملياتها فيما يأخذ الإعلام هذه المهمة كي لا تتحمل مسؤولية خارجية".
ويعتبر أنه يا لها من صدفة تزامن ما أعلنت عنه إسرائيل عن إكتشاف الشاباك لعبوة ناسفة كانت تستهدف أحد القادة الإسرائيلين وإتهمت على الفور حزب الله" وأعتقد أن هذا مبررها.
ويعتقد ملاعب أن مَن هم على الجبهة لن يتأثروا، وأيضاً القوى العسكرية متواجدة في مكانها ولا تملك أجهزة أو غيره، لكن يرى أنه قد يكون لما حصل تداعيات من الناحية النفسية على المقاتلين وعلى اللوجستيات وعلى الناس.
ويثني ملاعب على التجاوب السريع للحكومة وتدخل القوى الأمنية وجهوزية المستشفيات وتوجه سيارات الإسعاف السريع الى أماكن تواجد الجرحى والشهداء.
العمليتان الأمنيتان الإسرائيليتان اللتان أدانهما لبنان الرسمي كما سابقاتهما من الإستهدافات العسكرية، تضعنا أمام مشهد جديد من العدوان الإسرائيلي، عدوان بسلاح التكنولوجيا المتقدمة. وفي الوقت عينه، يسلط الضوء على تهديد العدو الإسرائيلي لتجارة أجهزة الاتصالات اللاسلكية وقدرته على تفخيخها وتحويلها الى سلاح فتاك وأداة لعمليات أمنية عنوانها "القتل الجماعي".