علي حمادة للأنباء: نحن الآن في قلب العاصفة
زيارة "وداعية" لبوريل... وتجديد للتحذيرات!
13 سبتمبر 2024
09:54
Article Content
في زيارته الثانية للبنان هذا العام، حط جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، رحاله في بيروت، حاملاً في جعبته ملفات هامة ناقشها مع عدد من الشخصيات الرسمية والسياسية في البلد.
تتصدر أجندة بوريل قضايا رئيسية، أبرزها الجهود الأوروبية لتهدئة التوتر وإنهاء الصراع في غزة ولبنان، إضافة إلى بحث سبل تطبيق القرار الأممي1701 بشكل كامل. ومن خلال هذه الزيارة، يسعى بوريل لتأكيد التزام الاتحاد الأوروبي بدعم استقرار لبنان في ظل الأزمات الإقليمية الراهنة.
وفي تفاصيل هذه الزيارة، اعتبر الكاتب السياسي علي حمادة في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أن الزيارة التي يقوم بها بوريل إلى لبنان، "تأتي في لحظة خطيرة جدا من لحظات المنطقة لا سيما بالنسبة إلى لبنان بعد ما توقع كثيرون أن رد حزب الله في الخامس والعشرين من آب الفائت على اغتيال فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية من بيروت قد أنهى مرحلة الخطر نشوب حرب واسعة بين إسرائيل وحزب الله"، إلا أنه فعليا ما حصل هو أنه بدلا من العودة إلى قواعد الاشتباك السابقة للتوتر والتصعيد طوال الأشهر الماضية بدأنا نستشعر بأن هناك تنامياً للتصعيد وتسخيناً أكبر ومواجهات أوسع، واستطرد قائلا "حتى أن خطر الحرب الواسعة عاد وتجدد في الأسبوعين الماضيين ونحن الآن في قلب العاصفة في لبنان".
وفي السياق ذاته، أشار حمادة إلى أنه لابد من الإشارة بأن "هذه الزيارة وداعية بشكل أو بآخر إذ إن بوريل ينهي ولايته بعد شهرين هذا يعني أنه اليوم بمرحلة تسلّم وتسليم في المفوضية الأوروبية للسياسة الخارجية والأمن، ثانياً ليس هناك من جديد في الأفكار التي طرحت خلال هذه الزيارة ولقاءاته مع زعماء ومسؤولين رسميين"، وأضاف أن كل ما يقوله بوريل هو كلام عام يدعو فيه إلى خفض التصعيد ووقف إطلاق النار إضافة إلى البحث عن سبل ديبلوماسية لإنهاء هذه الحالة المتفجرة على الحدود بين لبنان والأراضي المحتلة لكن ليس لديه من مشروع يحمله ولا من ورقة عمل أو خارطة طريق، "وهذا يعكس ربما نوعاً من تخلي الأوروبيين لدورهم لصالح الولايات المتحدة التي تمسك بمعظم أوراق المعادلة والأزمة لذلك الزيارات الرسمية من القيادات الغربية تبقى من دون فعالية وسط واقع أن أوراق الحل موجودة بيَد الأميركيين الذين يتحركون في هذه الأثناء ممثلين بآموس هوكستين الذي يزور بشكل بعيد عن الأضواء إسرائيل، الذي لا نعرف ما إذا كان سيأتي إلى لبنان إنما الواضح بأنه جرى إيفاده على عجل إلى إسرائيل ربما لخشية أميركية من أن يقدم الإسرائيليون على توسيع الحرب خلال الأيام القليلة المقبلة".
أما بالنسبة للملف الرئاسي، فيقول حمادة إن الأوروبيين لا يتعاطون مع الملف الرئاسي اللبناني بالتفاصيل، إلا أن الفرنسيين هم الذين ينوبون عنهم في هذا الملف، وفي هذا السياق "هناك اجتماع قريب لسفراء الخماسية المعنيين بالملف الرئاسي اللبناني، إنما حتى الآن لا نظن بأن الأمور قد نضجت إلى حد فتح مسارات جديدة وجدية وثغرات في هذا الجدار الذي يمنع انتخاب رئيس جديد للجمهورية".
في الختام، تبدو زيارة جوزيب بوريل إلى لبنان أشبه بخطوة بروتوكولية وداعية أكثر منها زيارة ذات تأثير سياسي حاسم، خاصة في ظل غياب أي خطط جديدة أو خارطة طريق ملموسة لحل الأزمات الراهنة. ومع اقتراب انتهاء ولايته، يترك بوريل المشهد اللبناني على حاله، بينما تستمر التوترات والتعقيدات بدون أفق واضح للحلول.