Advertise here

"ناشيونال انترست": قراءة تاريخية في شرق المتوسط.. الغاز يؤجج الصراع وللبنان حصة!

05 آب 2019 08:05:00 - آخر تحديث: 14 آب 2019 10:06:15

نشرت مجلة "ناشيونال انترست" مقالاً كتبه، بشكل مشترك، السفير الأميركي السابق في تركيا إريك إدلمان والجنرال المتقاعد  تشارلز والد، لفتا فيه الى أنّ شرق المتوسط يبرز بشكل كبير باعتباره مفترق طرق جيوسياسي، ما يزيد آفاق التعاون معه وكذلك الصراعات. 

وأوضحا أنّه خلال العقود الثلاثة الماضية، كان شرق المتوسط  بمثابة مأزق للأمن القومي الأميركي، لكن التحولات الجغرافية والسياسية العميقة تدعو القيادة الأميركية للاستفادة من الفرص الجديدة ومنع المنطقة من أن تصبح في دائرة الصراع مثل بحر الصين الجنوبي. 

وتكمن أهمية شرق المتوسط بأنه يشكل رابطة بين أوروبا وآسيا وإفريقيا، ما يعني أنه كان مركزًا لتنافس القوى الكبرى والصراع منذ العصور القديمة، بحسب الكاتبين اللذين ذكّرا أنّ عام 1947، أعلنت عقيدة ترومان التي تعود تسميتها الى الرئيس الأميركي هاري ترومان المساعدة الأميركية لليونان وتركيا باعتبارهما المحور  للدفاع عن العالم الحر.

وخلال سردهما لتاريخ السياسية الأميركية في المنطقة، أشارا الى أنّ الناتو بات متفوقًا عسكريًا، لكن الوجود الإقليمي للولايات المتحدة تقلّص خلال العقد الذي تلا نهاية الحرب الباردة. وفي وقت لاحق، جذبت صراعات جديدة انتباه أميركا نحو الخليج وأفغانستان وأماكن أخرى. وركّزا على تغير الدور التركي في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان، إذ لم تعد أنقرة عضوًا موثوقًا به في الناتو كما زادت مشاكلها مع الولايات المتحدة وأوروبا، وما سعي أردوغان للحصول على دفاعات جوية متقدمة من طراز S-400 من روسيا سوى دليل على تخلي تركيا عن دورها التقليدي كحصن جنوبي لحلف الناتو.

في المقابل، برزت التوترات في الخليج، كما تمتلك طهران خطًا مباشرًا من النفوذ السياسي والعسكري عبر العراق وسوريا وصولاً الى لبنان والبحر الأبيض المتوسط، الذي يعدّ أيضًا موطنًا لأكبر اكتشافات الغاز الطبيعي البحرية، ما يزيد من التوترات القائمة ويرفع من خطر الصراع.

واعتبر الكاتبان أنّ غياب موقف أميركي قوي في مواجهة هذه التحولات الجيوسياسية والجغرافية والاقتصادية قد أسفر عن سباق تسلح على مستوى المنطقة، كذلك لا يزال هناك احتمال كبير بنشوب نزاع إسرائيلي إيراني كبير حول لبنان وسوريا وحتى أبعد من ذلك.

ولكن في خضم هذه الأزمات، توجد أيضًا فرص للولايات المتحدة، حيث يمكن للشراكات بين حلفائها أن تساعد في ترسيخ الاستقرار الإقليمي وإضعاف قوة الطاقة الروسية على أوروبا، كما أنّ اليونان مستعدة للاستثمار بقوة في حلف الناتو وتعزيز علاقتها الثنائية مع الولايات المتحدة.  

ورأى الكاتبان أنّ شرق البحر المتوسط يجب أن يحظى مرة أخرى بالاهتمام الاستراتيجي للولايات المتحدة، أي أنّ عليها النظر إلى المنطقة ككيان استراتيجي متماسك.