وسط التصعيد الإسرائيلي المستمر على كل الجبهات والتهديد بتوسيع الحرب ضد لبنان وتصميم العدو على سياسة الأرض المحروقة، وصل الى بيروت مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزف بوريل في زيارة تستغرق يومين من أجل العمل على خفض التوتر في الجبهة الجنوبية.
وكانت زيارة الرئيس وليد جنبلاط على رأس برنامج بوريل، وقد أثنى جنبلاط على مواقف بوريل بما يتعلق بالاستباحة الكاملة لحقوق الإنسان والإنسانية في غزّة وفلسطين المحتلة، ومعه فيليب لازاريني وأنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة، متمنياً وجود شخصيات مماثلة في العالم العربي والعام بشكل عام.
ومن المفترض أن يلتقي بوريل كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب.
توازياً، عقد مجلس الوزراء بعد ظهر أمس جلسة "مفاجئة" له في السراي الحكومي، بعدما طارت جلسة الإثنين إثر إقفال العسكريين المتقاعدين وسط بيروت، ما أدى الى عودة التحركات الى الشارع وقطع عدد من الطرقات.
مصادر حكومية رفضت في اتصال مع "الأنباء" الالكترونية اتهام ميقاتي "بالغدر بالعسكريين والتحايل عليهم لعدم اعطائهم حقوقهم"، وقالت إن "ميقاتي لا يمكن أن يعتمد هذا أسلوب مع أحد لأن هذا الأسلوب ليس من شيمه، وهو يدرك جيدا أحقية مطالبهم في هذه الظروف التي يمر بها لبنان، ويعمل على إقرار خطة متوازنة لإنصاف كل موظف القطاع العام والعسكريين والمتقاعدين".
ورأت المصادر أن "انعقاد الجلسة يخفف الاحتكاك وهي مخصصة لدراسة البنود المدرجة على جدول الاعمال".
من جهته، اعتبر النائب السابق شامل روكز في حديث مع جريدة "الأنباء" الالكترونية أن الهم الأكبر لديهم هو "حقوق العسكريين وليس أي أمر آخر، بانتظار ما قد يصدر عن الجلسات من مقررات"، واعداً بالتصعيد في حال لم يتم انصافهم.
وألمح روكز بالعودة الى الساحات للحصول على حقوقهم، لأن "هناك ظلماً كبيراً" بحقهم، وسأل "كيف يمكن لالاف المتقاعدين ان يعيشوا مع عائلاتهم براتب دون المئتي دولار؟".
من جهة ثانية، اعتبر روكز أن "زيارة بوريل إلى لبنان جاءت نتيجة استراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تقوم على توسيع المواجهات في الجنوب وتحويلها الى حرب شاملة"، وبرأي روكز، فإن العقبة أمام توسيع الحرب كانت "رفض أميركا".
وأشار إلى أن "لبنان أمام حرب استنزاف طويلة بكل معنى الكلمة".
إذاً، فإن جولة دبلوماسية جديدة تأخذ مسارها في الشرق الأوسط، والأمال معلّقة عليها للتخفيف من حدّة الصراع إن كان إنهاؤه شبه مستحيل، لكن لا إفراط في التفاؤل لأن كافة الجولات الدبلوماسية فشلت حتى الساحة في لجم الصراع، وتمكّنت بأقصى حد من عدم تحويل الاشتباك إلى حرب إقليمية.