مأساة نفق شكا تابع... زعاططي للأنباء: خطر وطبقة هشّة "كالعجينة"

31 آب 2024 17:03:34

لا تمضي سنة إلا وتقطع الطريق المؤدية الى الشمال نتيجة الإنهيارات الجبلية أو حائط الدعم على طريق شكا.. وكما يبدو أن طريق البترون - شكا ونفق شكا يقعان على قاعدة جيولوجية صخرية تصبح كـ"العجين" عندما تتبلل بمياه الأمطار في فصل الشتاء، بحسب ما يوضح الخبير الهيدروجيولوجي الدكتور سمير زعاطيطي. كما يؤكد أن هذه المقاربة العلمية تبرر الإنهيارات والإنزلاقات المتكررة للجبال المحاذية للطريق.

وفي التفاصيل، يشرح زعاطيطي أن مشروع طريق ونفق شكا بني على طبقة أرضية صخرية هشة تتحول عند تسرب مياه الأمطار في فصل الشتاء الى وحول متحركة أي تصبح كـ "العجينة". وما يزيد خطورة الأمر، على حد تعبيره، إذ كيف يمكن لهكذا قاعدة هشة أن تتحمل أثقال إسمنتية كبيرة مثل النفق وحائط دعم؟".
الى ذلك، بيّنت نتائج الدراسات الجيولوجية الفرنسية أن التكوين الجيولوجي لتلك المنطقة "مارلي صلصالي"، حيث تحتوي على أكثر من 50% من الصلصال.

ويؤكد زعاطيطي أن خيار تمرير الطريق في هذه المنطقة ليس قراراً صائباً من الناحية العلمية. ومن جانب آخر، يرى "أن اطر المعالجة في صيانة الإنهيارات والطريق تزيد الطين بِلة، إذ "مع كل إنيهار في الحائط الجبلي المحاذي للطريق يعمد الى تنفيذ حائط دعم من الإسمنت والحديد ما يزيد الأثقال على تلك الطبقة الصخرية المتحولة في فصل الشتاء، فتتحرك مجدداً وتعاد كرة الإنزلاقات والإنهيارات".

هذه المشكلة المزمنة التي تعيق التنقل بين بيروت والشمال لفترات زمنية ليست بقليلة تحتاج الى حل بلا شك، إذ يلفت زعاطيطي الى أن الحل الأمثل بتوسيع الطريق البحرية القديمة، مشيراً الى أن الطبقة الجيولوجية أسفلها مكونة من الصخر الصلب.

ويضيف: "إن أهم العلماء والجيولوجيين والمهندسيين الفرنسيين ذهبوا في خيار شق الطريق الى الشمال من الجانب البحري لهذا السبب، بحيث لم يشهد أي إنهيارات أو إنزلاقات على مر السنوات".

ويشدد زعاطيطي على أن تصميم وإختيار مسار الطريق منذ البداية كان غير صائب، مؤكداً أن "سياسة تصميم الطرقات تتطلب إجراء الأبحاث والدراسات اللازمة ما لم يكن السبب الرئيسي إعتماد قاعدة هندسة المشاريع بناء على حجم الإستفادة". 
أما حول تنفيذ المشروع هندسياً، فيشير الى أنه ثمة بعض علامات الإستفهام حول كيفية التنفيذ، إذ شق الطريق كما حصل كان مبالغاً به، بحيث نرى الجدار المحاذي للنفق مرتفع جداً في بعض الأماكن، فيما عُمق الحفر في أماكن أخرى غير مبرر، ناهيك عن تنفيذ النفق على هذا الإرتفاع وعلى صخور هشة خطأ كبير، وخصوصاً أن المياه المتسربة تحيط بالنفق من كل الجهات.
إن حياة الناس في خطر والسلامة المرورية غير سالمة، ناهيك عن الأكلاف التي تهدر على الصيانة غير المجدية. وبالتأكيد العلم والأبحاث والدراسات يجب أن يكونوا الأساس قبل الشروع بأي مشروع حيوي وإنمائي كي لا تمحينا "عجينة" تحت الأرض.

*المراجع: البعثة الجيولوجية الفرنسية 
الخريطة الجيولوجية للبترون قياس 1/50000*