بالفيديو - جنبلاط مشدّداً على أهمية الحوار والتسوية: الولايات المتحدة تستطيع وقف الحرب لكنها لا تُريد... وأدعو لتسليح الضفة الغربية

27 آب 2024 21:30:44 - آخر تحديث: 03 أيلول 2024 16:55:35

علّق الرئيس وليد جنبلاط على رد "حزب الله" ضد إسرائيل بعد اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر، وقال: "أعتقد أن الرد كان مدروساً جداً، والأمين العام للحزب حسن نصرالله أكّد في خطابه الأخير أن الحزب استهدف فقط أهدافاً عسكرية، واستطاع أن يخرق الدفاعات الجوية لإصابة مركز مهم للاستخبارات العسكرية في ضاحية تل أبيب. الرد الإسرائيلي كان معادياً، يقولون إنهم دمروا مسبقاً 6000 صاروخ، لكن تدمير هذا العدد في نصف ساعة فيه شيء من المبالغة".

وأضاف في حديث لـ"تلفزيون العربي": "نصرالله قال إنهم لن يستهدفوا في أي رد أهدافاً مدنية أو مطارات تل أبيب أو بن غوريون إلا إذا خالف الإسرائيليون، أعتقد أن العملية كانت مدروسة".

واعتبر جنبلاط أن "خرق 'حزب الله' الدفاعات الإسرائيلية أمر مهم. نصرالله قال إنهم بقوة كافية لكنهم ليسوا بقوة أميركا، لكن لا شك أن هذه القوة تسمح لهم بالدفاع عن لبنان واختراق دفاعات العدو. هذا أمر جيد جداً لم نشهده إلا في الماضي وبشيء قليل، وهناك توازن معين. كل من يمتلك سلاحاً معيناً يستطيع من خلاله خرق الآخر. 'حزب الله' لا يملك الطائرات لكنه يملك سلاحاً فعالاً كصواريخ الكاتيوشا، وسلاح المسيرات أصبح سلاحاً فعالاً أيضاً".

ورأى جنبلاط أنّه "لا يمكن بالمبدأ تحييد لبنان. لأصحاب نظرية التحييد، هذه النظرية خاطئة ومستحيلة. فلنستفد من قوة الردع لحزب الله وفي نفس الوقت نتمنى أن يستطيع الرئيس نبيه بري أن يصل إلى ترسيم الحدود البرية توازياً مع الوصول إلى وقف إطلاق النار في غزة".

وشدّد على أن "حق الدفاع عن النفس من الدولة أو من فصيل كحزب الله أمر مشروع. هناك اعتداءات صارخة ومستمرة على لبنان منذ الستينات والسبعينات. وُجدت المقاومة الفلسطينية ومن ثم المقاومة الوطنية ومن ثم 'حزب الله'. هناك استباحة كاملة للبنان من إسرائيل. فلنطبق اتفاق الهدنة، لكن ليس من جهة واحدة. فليكن هناك انسحابات متوازية من الدفاعات الإسرائيلية ولقسم من دفاع 'حزب الله' بشكل متوازن، فلتكن منطقة معزولة السلاح من الجهتين وقوات دولية من جهتين".

ولفت إلى أن المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين "يحرّض ويؤيد النظرية الإسرائيلية بأن 'حزب الله' هو الذي أطلق الصاروخ على مجدل شمس. وهوكشتاين ليس محايداً بالأساس".

وتابع: "إسرائيل تستبيح كل العالم، وبعد المحرقة في غزة، أين هو العالم المتحضر الذي يمكنه ردع إسرائيل؟ أين هي أميركا التي يمكنها تأخير تدفق السلاح إلى إسرائيل؟ السلاح يتدفق، آخر دفعة 20 مليار دولار. إذاً، نتنياهو والفريق المتصهين وأيباك في أميركا يمسكون الخناق على أي تحرك أميركي. جو بايدن ودونالد ترامب لا يبالون بشيء".

وأشار إلى أن "لو كانت أميركا جدية في الوصول إلى وقف إطلاق نار لفعلت ذلك. لم أسمع بتصريحات تدين الحرب أو توقف العدوان. بايدن يبعث بوزير خارجيته إلى إسرائيل فقط لكسب الوقت والمناورة حول مواضيع محددة ومحصورة جداً في كيفية التفاوض على مجريات وقف إطلاق النار. التفاوض من أجل التفاوض. فلتكن الأجواء الإيجابية من خلال وقف التسليح والذخيرة، لكن لن تكون".

وفي ما يتعلق بموقفه من حادثة مجدل شمس، قال جنبلاط: "استندت إلى البيان الذي صدر عن أهالي مجدل شمس الذي رفض إدانة أحد وتوريط الدروز في أي مكان في أي تحرك يلاقي التحرك الإسرائيلي. لان نتنياهو زار مجدل شمس وهي أرض محتلة سورية مع الشيخ موفق الطريف، الرئيس الروحي نظرياً لدروز فلسطين، لكنه مع الأسف يسير في سياق السياسة الإسرائيلية. وهنا أدين هذا التحرك واستندت على بيان أهالي مجدل شمس ومنعت التوتر في لبنان".

وتابع: "في فلسطين يستخدمون دروز فلسطين في الجيش الإسرائيلي في القتال في غزة وفي السجون وحرس الحدود مع غيرهم من العرب، وفي نفس الوقت يمنعونهم من التوسع العمراني. في فلسطين اخترعت الإدارة الصهيونية مناهج خاصة في التاريخ والجغرافيا وكل المجالات لكي يقولوا للدروز إنكم لستم عرباً ولستم من أصل إسلامي. يستخدمون البعض كمرتزقة. طريق يمكن أن يزلزل إسرائيل إذا أخرج نفسه من القوقعة الصغيرة التي يدور فيها".

وفي الشأن اللبناني، شدّد جنبلاط على وجوب أن يكون "دور اليونيفيل بالتنسيق مع الجيش اللبناني. ولا يتذاكى أحد في فرنسا أو أميركا من أجل إخراج اليونيفيل كقوة فصل، لكن يكتمل هذا الدور مع العودة إلى اتفاق الهدنة الذي حدد بالتوازي مع السلاح والوجود العسكري من جهة إسرائيل ومن جهة لبنان".

واعتبر أن "الوجود الأميركي لم يمنع الحرب. فالوجود العسكري الأميركي بالتواطؤ مع إسرائيل ومساعدتها عند الضرورة. الأساطيل موجودة والقواعد أيضاً، كإسرائيل بالتوازن سياسياً وعسكرياً وأمنياً. أين أوقفوا الحرب والمجازر؟ يملكون قواعد في قبرص موجودة وجاهزة، وهذه القواعد ليست تحت السيادة القبرصية. في عام 1967 استخدمت لضرب جيش جمال عبد الناصر والجيش السوري".

واعتبر "ألا شيء تبقى من مبادرة الأرض مقابل السلام. لم يبقَ شيء من الأرض. المبادرة العربية دون موقف عربي واضح يمنع الاستيطان. الاستيطان مستمر، إسرائيل تحاول أن تمحو كل أثر حي في غزة وفي الضفة، ويخنقون الوجود الفلسطيني شيئاً فشيئاً".

وذكّر بأن "وعد بلفور أعطى اليهود حق الوجود والملجأ في فلسطين. اليوم أصبح الفلسطيني في وجوده بخطر إذا استمر الصمت العربي. أين المسلمون في ما يتعلق بالمقدسات؟ إيتمار بن غفير قال إنه سيبني في ساحة المسجد الأقصى كنيساً، وسيبنيه. ما من أحد ليردع نتنياهو وبن غفير، وهما فكر واحد صهيوني".

وبالعودة إلى الملف اللبناني، لفت جنبلاط إلى أن الرئيس نجيب ميقاتي "يحاول قدر الإمكان مع الرئيس نبيه بري المتفرغ لموضوع ترسيم الحدود إذا كان بالإمكان. ميقاتي يحاول قدر الإمكان تسيير الأعمال لأن العقبة ليست عند ميقاتي أو بري. فليتفضل الفرقاء الآخرون ويقوموا بتسوية لانتخاب رئيس للجمهورية".

وأضاف في هذا السياق: "ميقاتي يقوم بما يستطيع وليتفضل سمير جعجع وغير سمير جعجع على انتخاب رئيس وحل مشكلة الكهرباء وحل مشكلات عديدة. الوقوف من بعيد والانتقاد سهل جداً. الحكومة بحالة تصريف الأعمال، بحجة أن القيام بأي عمل معين ينتقد ينسحب فريق. هذه الحكومة مشلولة، لكن بالرغم من كل شيء، استطاع ميقاتي أن يعمل ما يستطيع باتصالاته من أجل توفير حماية معينة للبنان نسبياً، ويستطيع أن يفعل أكثر إذا ما تمكن من حكومة فاعلة مكتملة".

وسأل: "لماذا نؤجل انتخاب رئيس جمهورية بانتظار حرب لن تنتهي؟ لماذا لا نقوم بالتسوية؟ أنا من أصحاب التسوية. الفرقاء المسيحيون الأساسيون والثنائي الشيعي ونحن بما نملك نقوم بتسوية كي تنتظم الأمور ونعالج الأمور التي لا بد من معالجتها".

واستطرد جنبلاط: "التسوية تعني استبعاد المرشحين. التسوية تعني الحوار الذي نادى به الرئيس نبيه بري. لا مرشح لنا. كان ثمة جهاد أزعور وميشال معوض، وفي مرحلة معينة نصحت بالتسوية على مي ريحاني، لما لا؟ لكنها انسحبت بعدما أعلنت أنها مريضة".

واعتبر أن "نظرية انتظار الحرب التي لن تنتهي والشروط الإسرائيلية حول لبنان والجنوب اللبناني ليست بالضرورة أن تنتهي بوقف إطلاق النار. هوكشتاين زارني وقال إنه لا بد من انسحاب حزب الله إلى ما وراء الليطاني، على افتراض أن الحزب يقبل. لماذا لا ينسحب الإسرائيلي إلى ما وراء خطوط معينة بالتوازي؟ فقط الشروط علينا؟ نعود إلى الانتخابات، لا هواجس. تيمور جنبلاط تحرك لفك الجمود واصطدم عند أحدهم وقال له نرفض الحوار".

وقال: "الحرب لن تنتهي حتى بعد الانتخابات الأميركية لأن الحرب هدفها محاولة إزالة وتهجير أهالي غزة ثم الضفة الغربية. إذا ما نسينا هذين الهدفين، نخطئ بكل الحسابات. واستباحة المسجد الأقصى وبناء كنيس يهودي، وبالمناسبة بناء الكنيس ورد في مفاوضات كامب ديفيد بين عرفات وكلينتون، وطرحه كلينتون، الرئيس المحايد آنذاك".

وشدّد على وجوب أخذ "موقف عربي وتحريك منظمة الدول الإسلامية والجامعة العربية، ثم عملياً إرسال سلاح لأهل الضفة الغربية وسلاح لحماس التي تمتلك سلاحاً، ولتُفتح الحدود. ومن قال إن ثمة ضمانات أن أهالي الضفة على المستوى البعيد لن يُجبروا على الرحيل؟ أدعو إلى تغيير موقف السلطة الفلسطينية الغائبة. آن لهذه السلطة أن يكون لها موقف واضح في الكفاح المسلح كما بدأت حركة فتح".

وفي موضوع النزوح السوري في لبنان، ذكّر جنبلاط بالمذكرة التي أرسلها اللقاء الديمقراطي، وقالوا: "لا بد من حوار مع الدولة السورية أو النظام السوري. الجغرافيا تحكم، البحر إسرائيل وسوريا، الدولة اللبنانية تحاور النظام السوري إذا قبل النظام السوري بإعادة بعض النازحين لأن البعض الآخر مهدد بالقتل. لا بد من إعطاء الضمانات بأن الذين سيعودون سيتجنبون السجون السورية بدل التحركات العشوائية من البلديات والأجهزة الأمنية".

واستنكر جنبلاط التحريض العنصري، "كان البعض يحرض على الفلسطيني ثم وجد أن السوري فرصة إضافية. نحاول إقامة مخيمات، ربما تأخرنا، لا بد من تحسين الوجود السوري الحالي العشوائي بالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية وما أدراك ماذا يعني منظمات المجتمع المدني المتفرعة المتعددة".

ورأى أن "الحوار مع النظام السوري نقطة أساسية. 14 آذار طالبت بالعلاقات الدبلوماسية، أجبرنا سوريا على الاعتراف بالدولة اللبنانية خلافاً للمقولة القديمة مبدأ شعب واحد ببلدين. هناك علاقات دبلوماسية، دولتان، فلتتحاور الدولتان حول موضوع اللجوء السوري. حتى في موضوع التهريب، هل يستطيع لبنان وحده وقف التهريب إذا لم تتجاوب السلطة السورية؟ الأمر يحتاج إلى تعاون أمني".

وحذّر من أنه "إذا بقي الموضوع كما هو اليوم، سيبقى اللاجئ السوري في لبنان بشكل عشوائي دون حل مشاكله، فقط الاعتماد على المساعدات الخارجية. هنا علينا فرض شروط الدولة اللبنانية على الدولة المانحة بأن تكون المساعدات من خلال الدولة اللبنانية. في الأردن، ممنوع مساعدة اللاجئ السوري من خلال المنظمات الإنسانية، عليها أن تمر بالدولة الأردنية".

وعاد جنبلاط وأكد موقفه، وقال: "أصطف مع الذين يدافعون عن لبنان بمواجهة العدوان الإسرائيلي. هذه قناعتي، الدفاع عن فلسطين ومواجهة إسرائيل، وليس من الضروري أن أزور إيران. هذه قناعة تاريخية، قبل أن أزور إيران وقبل أن أذهب إلى الشام، هذه قناعة كمال جنبلاط في الخمسينات والستينات".

وختم: "عدنا إلى الأساسيات وخرجنا من التفاصيل الضيقة اللبنانية التي إذا ما بقيت لن تجدي إلى شيء. أنا من أصحاب التسوية كما قال كمال جنبلاط من أجل الاستمرار".

مقابلة جنبلاط مع "التلفزيون العربي":