Advertise here

القيصر في القصر لعشرين عاماً وليل بيت الدين رومنسي قصير

03 آب 2019 12:30:00 - آخر تحديث: 09 آب 2019 08:59:52

في "طقمه الاسود" المعهود، وتسريحته الكلاسيكية ...ووقفته وقفة القيصر في القصر، وعلى خشبة المسرح في بيت الدين في الميدان  منذ عشرين عاما" وحتى ليل الأمس ،كاظم الساهر...لم يتغير... لم يتبدل... لم يتكبر ...بل ازداد تواضعا" ورقيا" قلَّ نظيرهما ،وازداد شعبية لا تقاس في سطور، بل تقاس بجمهورٍ مجنون بحب القيصر - شعبية ترجمتها الصرخات والبكاء وتفاعل الفتيات والقاصرات والسيدات المتزوجات، كما الرجال والشبان، وحتى الأطفال - شعبية تُرجِمت بالوقوف تصفيقاً وتفاعلا" وغناءً لكل أغاني القيصر والتي حفظها الجمهور عن ظهر قلب.

كاظم الساهر القيصر المتواضع أوقف الغناء، وأوقف الفرقة الموسيقية ليقول: " عودي ..تعالي...تعالي..." لفتاة مجنونةٍ بحبه صعدت إلى المسرح لتلتقط "السلفي" فأخرجها المنظمون لكن كاظم التقط معها "السلفي"، وقال للجمهور : "والله رعبتني".

في ليلةٍ من ليالي العمر، في ليلة العشق الممنوع ،احتفل القيصر بعامه العشرين في بيت الدين التي لها رونقٌ خاص عنده وميزة بين كل المهرجانات، ووحدة حال، ومحبة صادقة نابعة من الاحترام المتبادل بين القيصر ورئيسة لجنة المهرجانات، السيدة  نورا جنبلاط وكل أعضاء اللجنة .

إنها الانطلاقة الساعة التاسعة و الدقيقة العاشرة ..القيصر يبدأ..الصوت المخملي يصدح في المكان ...الهواتف الذكية لا تُقفل بل يُضغط على زر التشغيل وكأنه أمر عمليات ... أغلبية الجماهير الغفيرة تبث للمجال العام أحداث الحفل عبر تطبيق المباشر لتقول: "نحن هنا  فافرحوا معنا، وعيشوا اللحظة " اما البعض الآخر فيصور ويوثق للذاكرة والأجيال "إنهم كانوا هناك في ليلة من  العمر". وعلى عدد الأيادي المرتفعة كان عدد الهواتف المضاءة  كالشموع في ليل الحب والرومانسية.

"أنا رجلٌ بلا قدر ...فكوني أنتِ لي قدري" وعلى وقع نغمات تلك الاغنية ،كم من فتاة أقسمت بأنها العاشقة وتمنت أن تكون القدر، وهنا الجمهور  بدأ يتفاعل .. لا

 يستطيع الجلوس.. الحماس يزداد والصرخات تصدح في أرجاء المكان لأن الزمان قد لا يتكرر. 

"زيديني عشقاً زيديني...يا احلى نوبات جنوني 
يا أحلى امرأة" بين نساء الكون، احبّيني،
وجعي يمتد من بغداد إلى الصينِ" 

ومع هذا المقطع من الأغنية وصلت الرومنسية إلى ذروتها فقد ذهبت أكثر من سيدة وفتاة بنوبات السحر خلال الحفل في سكرى الحب لتستيقظنَ من جديد على نغمات وموسيقى ساحرة في أغنية "آنا في الحب أكون أو لا أكون".

"هذا اللون عليك يجنن يشبه لون عيونك 
نظرات العالم ما طمّن احذر ليحسدونك 

لو جمعوا لوحات العالم حتى الموناليزا ميزة بوجهك أنت الأجمل مين يحمل هالميزة؟ أكثر رسامين العالم يتمنوا يرسمونك".
هي أغنية أروع من الروعة  بالطبع، لكنها 

كانت لوحة فنية  كالموناليزا ..الكل ينظر (ويستمع) إليها بدهشة، ويبتسم لها وتبتسم له، لكنه لا يجيد أن يقلّدها.

أمسية الحب لم تقتصر على صوت القيصر إنما تعدتها الى إبداعات  المؤلف الموسيقي  ميشال فاضل عبر نوتات البيانو، وعزفه الذي تغلغل في شرايين قلوب الجماهير قبل أن يقطع القيصر شرايينه ويشطب شهادة ميلاده ...ليتدلّل  على الجمهور، هو وليس هي فقط ..

وليصبح دمع السيدات جاذبية ويكون هذا الحفل أجمل هديةٍ فهل عندكِ شك أنك أحلى وأغلى امرأة  في الدنيا؟"

ومن بيت الدين اللبنانية يذهب  القيصر بجمهوره مع فرقة Kiev Philharmonic orchestra  إلى بغداد التي تنافس كل السيدات ... يغازلها... يغازلها، ويغازلها فهي وطنه الأول والأخير. 

وعلى كلمات "بغداد " المسرح يشتعل ...الإيقاع ينفرد بتقسيماتٍ أكثر من روعة تسابق دقات القلوب وتمنع العين والرمش من الحركة، وتأسر الأنفاس.. إنها إيقاعات الحب والحياة ... والوقت يقطع بسرعة البرق، فالحفل شارف على نهايته.

الجمهور يثور جنونا" وجنونا" ويقف احتراما" وتكريما" وتقديرا" للقيصر، ويصفق كزخات المطر بلا انقطاع ليرتوي كل عاشق ولهان  ..القيصر في أمسية الحب هذه ، ايقظ في مشاعر النساء  كل قصائد الشاعر نزار قباني الغائب الحاضر في بيت الدين  وتابع الجمهور صادحا" مع كاظم الساهر ليبلغ الذروة في التفاعل مع أغنية "قولي أحبك"، مسك الختام.

واللافت في الحفل طفلة  رضيعة رقصت أيضا على أنغام القيصر، ولم تغفُ لمدة الساعتين وكأنها نجمةٌ صغيرة ولدت من رحم الحدث. 
وفي العد العكسي والدقائق الأخيرة، العين لا ترَ كرسيا" واحدا" يجلس عليه أحدهم، بل الجموع في وقوفٍ متراص، وكأن الزمن يسابقهم ... لا يريدون أن يرحل القيصر بل نظراتهم وصرخاتهم تقول :"غنّي ليل بيت الدين من جديد، فأنت وحدك القيصر في القصر ..."